من منا لا يتذكر أصنافا من الألعاب التي كانت متداولة في ذلك الوقت ، قد لا يعرفها سوى من مارسها وذاق متعتها ولا يزال يتذكرها بطابعها وأساليب لعبها ونظامها، هي ألعاب شعبية استهوتنا في الماضي لسهولة تأديتها وبساطتها وبثها روح الحماسة والمنافسة والتسلية والمرح لمؤديها نظرا لاعتمادها بشكلٍ رئيس على مهارات ، وقدرات بدنية وخفة حركة ، ومناورة ودقة وملاحظة وذكاء وتفكير وسرعة اتخاذ القرار في الوقت المناسب… ألعاب تحترم فارق السن ، والجنس والرغبات، وهي موزعة حسب الأوقات والمواسم ، (ألعاب النهارأوالليل، الشتاء والصيف، الأعياد الدينية، ألعاب الذكور والإناث ..)ومع توالي السنوات اكتشفنا فجأة أننا ضيعنا كنزا ثمينا ساهم في بناء شخصياتنا وتكوين ذواتنا…
من منا لا يتذكر لعبة ” الغميضة ” حين نختار بطريقة ديمقراطية وقرعة عادلة “باحثا” يغمض عينيه، متكئا بوجهه على حائط لمدة متفق عليها ( كأن يعد أرقاما من واحد إلى عشرين) ونستغل تلك المدة للاختباء، وعند انتهاء المدة يكون على الباحث إيجاد المختبئين، ويعد فائزا من لمس المكان الذي كان يتكئ عليه الباحث دون أن يراه ، ويكون أول من وقعت عليه عيون الباحث هو من ستسند له المهمة لاحقا، لتعاود اللعبة بشكل يحترم القوانين المنظمة للعبة…من منا لا يتذكر لعبة ” الطرومبية ” تلك القطعة الخشبية المخروطية الشكل ، في رأسها مسمار حاد… نلف حولها خيطا بطريقة دائرية حتى يكاد يغطيها بالكامل، وبعد إحكام الإمساك برأس الخيط نرمي “الطرومبية” بقوة ونسحب الخيط لتسقط وتدور على الرأس المعدني… وأحيانا نرميها إلى الأعلى ليسقط في اكفنا …أما لعبة “حابا” الرياضية فتعتمد على الجري وسرعة ردة الفعل ، وتحتاج إلى مجموعة يتم اختيار واحد بالقرعة يطارد الآخرين . وكلما لامس واحدا أصبح عليه القيام بدور المطارد و هي أيضا تمارس بطرق متعددة. …هذا غيض من فيض : ألعاب مهارية جسدية تعلمنا منهاما يستحيل على الأسرة والمدرسة تعليمه . فبالإضافة إلى مساهمتها في تنمية العقل وتقوية العضلات وبناء الجسم، تعلمنا منها الدقة في الرمي ، والتسلق ، والتوازن ، والتحكم في كثلة الجسد ومعادلة السرعة للحركة ، واختيار الوقت المناسب للفعل ولرد الفعل… إنها ألعاب مبنية على ضوابط وقوانين تغرس في النفس قيم التضامن وروح الفريق، والتخلص من الأنانية ، والصبر وقوة التحمل، وقبول الهزيمة ، وتهنئة الخصم بالفوز، والاحتكام إلى قوانين اللعب سواء في تقسيم الفرق أوتشكيل الأحلاف…
أسفي وشفقتي على فلذات أكبادنا اليوم وهم رهائن الألعاب الإليكترونية التي نجهل حدود تأثيرها السلبي على أجسادهم وعقولهم ، لقد أضحوا مجرد كائنات تعيش في الظل ببنيات جسمية طرية ، منطوية على ذاتها مستسلمين للتكاسل، سريعي الغضب والتوتر ، محرومين من متع مجانية تمارس في الهواء الطلق ، ومساعدِة على الاندماج في الحياة …
…ومع ضيف حلقتنا ، وهو :
الاسم : بعلي نجيب
تاريخ ومكان الازدياد : 1983 بالراشيدية
الهواية : كرة القدم والفكاهة
المستوى السابعة
الأمنية : عالم جيولوجي ـ مليونير
أحسن مغني : مارسيل خليفة
أحسن ممثل : نور الشريف
أحسن كاتب : نجيب محفوظ
موضوع المشاركة : ” الحب “
إن الحب مفتاح السعادة، فلولاه لما تذوق إنسان غبطة الوجود، ولانتشى بغمرة الحياة، فنحن مدينون للحب لا لسواه بتلك الومضات الخلابة التي تكشف لنا آفاقا رحبة تتألق بأشهى الآمال والأماني، وتسمو بنا الى حيث ننفلت من جاذبية الزمان والمكان، فلا هموم ولا أثقال ، ولا شكوك ولا مخاوف ، ولا بدايات ولا نهايات ، بل ديمومة تملى بغبطة الزمان.
إفادات : الدنا حلم والآخرة يقظة ، والموت متوسط ونحن في أضغاث أحلام ، ومن حاسب نفسه ربح ، ومن غفل عنها خسر ، ومن نظر في العواقب نجا ، ومن أطاع هواه ضل ،ومن علم غنم ، ومن خاف سلم ، ومن اعتبر أبصر ، ومن ابصر فهم ،ومن فهم علم ، ومن علم عمل ،فاذا زللت فارجع ، وغذا ندمت فاقلع ، واذا جهلت فاسأل ، واذا غضبت فامسك ، واعلم ان أفضل الأعمال ما اكرمت النفوس عليه.