أدب و فنون

ذكريات لا تُنسى ( 15 )

…من منا لا يتذكر ذلك الوقت الذي تميّز بانعدام الوسائل التربوية والبيداغوجية ووسائل الاتصال والتواصل. كنا ونحن قاصدين مدارسنا لا نحتاج الى حمل محافظ ثقيلة على ظهورنا كما يفعل الجيل الحالي ـ كان الله في عونهم ـ لأن ما بداخلها ليس سوى كتاب واحد ودفتر ولوحة وقطعة خبز …مرجعنا الوحيد والأوحد هو كتاب من سلسلة ” اقرأ” : فمن خلال عنوانه يتضح ذلك الأمر الديني الذي حث به الله تعالى نبيه على التعلم والقراءة …هذا الكتاب ، كان ينتقل من جيل الى جيل ، من الأخ الأكبر الى الأصغر ثم الى أبناء الجيران ، بل بين أطفال حيٍّ بكامله …سلسلة تضم قصصا على قدر كبير من التفرد والتميز، وفيها عبر ومواعظ… ( سعاد في المكتبة ، الله يرانا، زوزو يصطاد السمك، يوسف يمثِّل، الأعمى والعمود الكهربائي، أُكْلة البطاطس…) عناوين و موضوعات هزت أوثارنا واصغينا اليها بكل ما أوتينا من جوارح لأنها انطلقت في حينها من الواقع والمخيال الشعبي…علمتنا الانضباط في القراءة والكتابة ، والانتباه للصورة، علمتنا إعطاء كل حرف وكل كلمة وكل نقطة وفاصلة وعلامة حقها بدون زيادة ولا نقصان… وما شدّنا اليها أكثر هو الصور والرسومات بكل أنواعها حيث حفزتنا وأثارت انتباهنا ومتعتنا بصريا، بل وشجعتنا على القراءة . كم استمتعنا بإيقاع جميل ومثير و طرافة غير متوقعة في دروس الحروف، حيث كنا ننخرط في جدية ممزوجة بالضحك في الترديد الجماعي للكلمات ( “بابا بوبي باب… فيل صف فرفر.. .قرد بقرة برتقال …)…لا زلت أتذكر قصة ” الله يرانا ” حين اصطحب الأب معه ابنه إلى بستان ليسرق عنبا؛ ؛ ولما وصل قال له : اذا رأيت احدا من الناس قادما أطلق صفيرا عاليا؛ حتى اسمعك، واختفي في مكان لا يراني فيه احد. ثم تسلق اللص بسور البستان واخذ يقصف عناقيد العنب، ويضعها في سلة كبيرة كانت معه…وبعد زمن قليل سمع صفيرا عاليا، فجرى مسرعا للهرب من البستان، يلتفت يمينا وشمالا فلا يرى احدا. فقال اللص لولده : ما رأيت احدا هنا، فلماذا صفرت، هل رآني احد؟ فقال: نعم ،رآك الله المطلع على كل شيء فقال الاب : نعم رآني الله المطلع على كل شيء ثم تاب عن السرقة…إنه درس تعلمنا فيه أسمى القيم ، اكتشفنا أن الكبار ليسوا دائما على صواب ، فكان الواحد منا حين يقبل على فعل ما يستحضر مراقبة الخالق قبل المخلوق .
تعلمنا مغزى الوحدة والتضامن في قصة “الثيران و الأسد “، في إشارة إلى الأسد الذي صعب عليه افتراس ثلاثة ثيران دفعة واحدة فتحايل عليها حتى أكل كل ثور على حدة بتواطؤ مع آخرين، وعندما بقي ثور واحد قال تلك القولة الشهيرة والمؤثرة “لقد أكلت يوم أكل الثور الأسود”.
تعلمنا عواقب الأنانية في حكاية “فرفر يعلق الجرس”، وهي قصة فئران تعبت من صولة قط جبار فقررت تعليق جرس على عنقه حتى تنتبه إلى قدومه في الوقت المناسب ويتسع لها الوقت الكافي للهرب. لكن في النهاية وقف حمار الشيخ في العقبة عندما بدأت عملية الاختيار حول من يعلق الجرس في عنق القط…
ومع ضيفة الحلقة :
الاسم الكامل : مستطيع الزهرة
تاريخ ومكان الازدياد : 1979 الدار البيضاء
الهواية : المطالعة
الأمنية : صحفية
المستوى : الثامنة
موضوع المشاركة : ” أرخميدس “
ازداد أرخميدس سنة 287 قبل الميلاد بصقلية ، ويعتبر من أكبر علماء عصره ، ويرجع له الفضل في عدة اكتشافات في الرياضيات و، وجد القيمة التقريبية للعدد وفي الهندسة والميكانيك والفيزياء. ويحكى أن حاكم سيراكون طلب منه أن يتحقق من شأن أمر أهو مصنوع من ذهب خالص أم لا . وبقي هذا المشكل يشغل بال أرخميدس مدة طويلة . وذات يوم بينما كان يستحم تبين له أن جسمه اصبح خفيفا . وهكذا خرج مهرولا في الشارع ” أوريكا …أوريكا ” أي وجدتها وجدتها ….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى