أدب و فنون

ذكريات لا تُنسى ( 19 )

بقلم الأستاذ المحجوب سكراني
سؤال مهم قلما طرحه أحدنا على نفسه ، ومفاده : لماذا يجب أن ندوّن ذكرياتنا ؟ ولماذا نخاف من الكتابة ؟
يقول الكاتب والروائي الإنجليزي جورج أوريل “إذا كان الناس لا يستطيعون الكتابة بشكل جيد، فإنهم لا يستطيعون التفكير جيدًا، وإذا لم يتمكنوا من التفكير جيدًا، فسوف يقوم الآخرون بالتفكير من أجلهم.”
في الماضي كان من الشائع أن تكون للبعض مفكرة يكتب فيها يومياته ويجمع فيها تذكارات وملصقات وتوقيعات نجومه المفضلين.. أما الآن فقد اندثرت هذه العادة وحل محلها الهاتف المحمول بألبوم صوره ومفكرته الصوتية وتطبيقاته المختلفة.. لكن يظل هناك جانب لم يحل الهاتف محله بعد بشكل كامل، ألا وهو تدوين المذكرات، أو كتابة اليوميات . وقبل الخوض في أهمية ومزايا هذا النوع من التدوين ، يجدر بي بداية أن أجيب عن سؤال مفاده ، لماذا لا نكتب ؟ ولماذا يجب أن نكتب ؟؟.
جاء في الأثر: «العلم صيد والكتابة قيده» ، أعتقد أنها مقولة عبقرية في تجسيدها لدور الكتابة في حفظ وتعزيز ما نتعلمه. فقد نتعرض خلال حياتنا للكثير من الأحداث ، ونتلقى العديد من المعلومات، منها ما هو مهم وما هو تافه (الاستنتاجات التي نتعرف عليها من خلال قراءة الكتب، المقالات، خوض نقاشات أو تجارب مميزة…)، والوسيلة الوحيدة لحفظ هذه المعرفة من التبخّر هو تدوينها/كتابتها. فعادة ما تتذكر ما تدونه مقارنة بما لم يدون …أضف الى ذلك فالأفكار حين تدور في أذهاننا فهي في الغالب تكون ناقصة، مليئة بالثغرات، بل أحيانًا متناقضة، ولأنها لم تخرج من أذهاننا بعد، فلا نكتشف فيها هذه العيوب. والكتابة تجعلنا نضع أفكارنا، قناعاتنا، معتقداتنا تحت المجهر، وقد يصل بنا الأمر الى اعادة النظر في معتقدات وقناعات بعد طرحها للنقاش ومشاركتها مع الغير…لقد كنت أتصور “عملية الكتابة ” بكونها مختزلة في مكتب خشبي كلاسيكي أنيق، و قهوة سوداء، مع علبة سجائر، والكاتب وسط هذا الجو يكتب بكل سلاسة وبساطة تحت تأثير إلهام أو وحي يأتيه من بُعد ميتافيزيقي…ثم اكتشفت أن الواقع ليس بهذا الشكل : فهي مهمة متعبة و شاقة! حتى وإن لم ترد أن تصبح كاتبًا محترفًا، حتى وإن كنت تكتب مذكراتك فقط التي لن يراها أحد سواك،. أحد الأسباب وراء ذلك هو أنها تستغرق وقتا طويلا. فمن السهل جدًا أن نعبر عن الأفكار بالكلام، لكن أن نضعها في جمل مكتوبة فهو أمر صعب، قد تتفوه بعشرات الجمل في غضون ثواني ، ولكن كم من وقت تحتاج لتدوينها .
العديد منا لا يكتبون لأنهم يشعرون بالخوف من السخرية، من الرفض، من الانتقاد (وليس النقد)، من الفشل/أو عدم القدرة على الالتزام بالتجربة، من … ، هم يجهلون تماما أن ممارسة الكتابة الشخصية ما هي الا رحلة/مغامرة استكشافية، وليست مسألة حياة أو موت! ليست مسألة اثبات وجود أو انتصار، يجهلون أنها مدخل عظيم للتعرف على الذات ، يقتضي التواضع أمام التجربة، والسماح لها أن تأخذ بيدهم، لتعلمهم شيئًا جديدا…لا ننكر أنّ المبتدئ في البدايات يكتب كتابات مزيفة، يكتب ليبهر الآخرين وينال إعجابهم، إلا أنه مع الوقت والاستمرارية في الكتابة لفترة طويلة، ستصبح لديه قابلية لأن يتخلص من الهراء ويكتب بصدق أعلى، وكلما مارس هذه الكتابة الصادقة، كلما سمح لنفسه بأن يدخل في أعماق أعماقه… أحب كثيرًا أن أعود وأقرأ ما كتبته قبل سنوات ، أحيانًا أشعر أني شخص آخر، لكن في معظم الأحيان أشعر بامتنان كبير لأني أستطيع أن أرى من خلال هذا التوثيق النمو الشخصي الذي مررت به. ..يجب أن نكتب لأجل الكتابة بعيدًا عن معادلة المردود المالي، فبغض النظر عن مستوى احترافيتنا أو مهارتنا، فنحن نكتب لأننا نحب الكتابة كهواية، أو لأننا نريد التعبير عن أفكارنا، سواء اخترنا نشر المكتوب أو الاحتفاظ به في دفتر خاص … في النهاية، هذه ليست دعوة ليمتهن جميع الناس صنعة الكتابة أو أن يصبحوا مدونين، بل دعوة لأن نسمح للكتابة كممارسة شخصية بأن تكون جزءا أصيلا في حياتنا، ولكي نفلح في مسارنا يجب الاّ نكتب لنبهر الآخرين أو لننال اعجابهم وننتظر الثناء… ..
وأدعكم اللحظة مع ضيف الحلقة ، وهو من سينوب عن زملائه ليبارك لكم العيد .
الاسم : بنزهور عزيز
تاريخ ومكان الازدياد : 1977 بخريبكة
المستوى : الثانية اعدادي
الهواية : كرة القدم والمراسلة
موضوع المشاركة : عيد الفطر
اذا ثبتت رؤية هلال شوال وجب على المسلمين أن يفطروا من رمضان . وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام : (صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته)، ويوجب الفطر …تجب الزكاة ، وآخر أوقات اخرجها هي صلاة العيد . فقد أمر النبي “ص” أن تؤدى زكاة الفطر قبل خروج الناس الى الصلاة ومن ، ومن أداها قبل الصلاة فهي مقبولة، ومن اداها قبل صلاة العيد فهي صدقة من الصدقات . ويروى عن النبي “ص” أنه قال : ( أغنوا الفقراء عن الطواف والسعي لطلب المعاش يوم العيد .
تقبل الله صيامكم وأثابكم أجزل الثواب ، وعيدكم مبارك سعيد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى