أدب و فنون

أحواش موروث تراثي امازيغي أصيل توارثته الأجيال

صورة رومانسية حالمة تعبر عن لحظة فرح وابتهاج ، لأناس بسطاء يعيشون سلاطين في قراهم الجبلية رغم قسوة الطقس وعسر العيش وقهر الزمان ولغط الأخبار ، لا يهابون الصقيع ولا لفحات الحر الدامس، تراهم ملتئمين في السراء والضراء لإنجاح تلك اللمة المعروفة بالتويزا وتاولا والتي برهنت عن كسر الصخور ومد الطرق وسير السواقي بالدانق ، عاداتهم وتقاليدهم منبع اناس يفكرون ويتماشون مع الزمان كل واحد من منصبه ، فالشيخ هو الرئيس والفقيه هو المعلم والقاضي ، والحكيم هو صاحب المشورة ….. كثير ما يقال عنهم ولخير دليل لهذه الصورة المعبرة والتي حاكت صيرورة فنهم الأصيل (احواش) وإشراك كل طيف في المجتمع لانه جزء لا يتجزأ من القبيلة ، فالنساء الاخادات والمرصعات بالحلي والحلل ، وترنحا تهم العجيبة على نغمات كانكا وتاكنزا ، والذي يدب في الجسم رعشة تجعله ينساب في حركات ايحاحية بدون شعور ، راسمة لوحة فنية غراء ، اما الرجال زادهم ذلك الخنجر (تاكميت) رجولة وشهامة ورثوها عن أجيال وأجيال ، الأجيال التي ناضلت بالنفس والنفيس من اجل العيش الكريم ، رسموا في التاريخ بطولات وملامح رعد لها الجبين


صيحة واحدة من مقدم فرقة احواش تعلن عن تغيير في الإيقاع والضرب على الدفوف مع حركات ليست كالحركات ،الكبير والصغير رسم صورة تبهر الناظرين ، الأسطح والبلكونات الأزلية مسخرة في توها لتركب رونقا واعتمادا للفرجة التي تجدب الغادي والبادي. هيهات تم هيهات لو ندري المخفي والمنسي في الواقع لتطوعنا لنصنع لهؤلاء رسوما ونقوشا لتبقى ورثة حية  لجيل تم جيل ، وليس لنا الا ان نقول سبحان الذي سوى ووهب لكل انسان طريقته في الحياة معتمدا على عقله ومخيلته لتبسيط العيش في مكان جبلي وعر المسالك

www.chtoukapress.com

الحسن البوعشراوي
21/5/2012

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى