أدب و فنون

ذكريات لاتنسى (11)

..…وللشعراء نصيب وافر في سرد مزايا مرحلة الطفولة وما تزخر به من ذكريات . فمنهم من تأسف عليها وتمنى عودتها كما هو الشأن بالنسبة للشاعر العباسي أبو العتاهية حين تقدم به العمر فلمح شريط حياته يمر أمام عينيه كالسراب ، وسنوات عمره تتساقط كأوراق الخريف ، فانتابته الحسرة والأسى على تلك اللحظات التي أدرك فيها أنه سمح للحياة أن تمر به دون أن يعرف أشياء كثيرة قام بها وأخرى كان يجب أن يفعلها لكنه لم يفعلها . فنراه يقول متأسفا على شبابه حيث القوة والفتوة متمنيا عودة تلك المرحلة كي يشكو إليها حاله :
بَكيتُ عَلى الشَبابِ بِدَمعِ عَيني***فلَم يُغنِ البُكاءُ وَلا النَحيبُ
فَيا أَسَفا أَسِفتُ عَلى شَبابِ***نَعاهُ الشَيبُ وَالرَأسُ الخَضيبُ
عَريتُ مِنَ الشَبابِ وَكانَ غَضّاً****كَما يَعرى مِنَ الوَرَقِ القَضيبُ
فَيا لَيتَ الشَبابَ يَعودُ يَوماً***فَأُخبِرُهُ بِما صَنَعَ المَشيبُ.
أما الشاعر ” بكر موسى هارون ” فقد شده الحنين الى ذلك الزمان الذي يعتبر بالنسبة اليه رمزا للسعادة ، مؤكدا أنه رغم كبره فلا يزال صغيرا بدعوى أن قلبه لا زال يحتضن ذكرياته …ويبدو من خلال الأبيات وكأنه يقلب صفحات طفولته واحدة تلو الأخرى لعله ينهل من معينها …
ارْجِعْ زَمَانَ الأَمْسِ مِنْ صَفَحَاتِي***مَا أَجْمَلَ الأَيَّامَ بَعْدَ فَوَاتِ
ذِكْرَى يَعُودُ إِلَى الفُؤَادِ حَنِينُهَا***دَوْمًا إِذَا ذَاقَ الفُؤَادُ أَسَاتِي
زَمَنٌ تَوَلَّى مِنْ رَبِيعِ حَيَاتِنَا***فِي ظِلِّهِ مَا أَجْمَلَ الأَوْقَاتِ
نَلْهُو وَنَمْرَحُ وَالسَّعَادَةُ عِنْدَنَا***مَا أَصْدَقَ البَسَمَاتِ وَالضَّحَكَاتِ
إِنِّي لأَذْكُرُ تِلْكَ أَحلَى لَحْظَةٍ***زَمَنَ الطُّفُولَةِ ذَاكَ زَهْرُ حَيَاتِي
أَتَذَكَّرُ الأَصْحَابَ حِينَ يَضُمُّنَا****لَعِبٌ عَلَى سَاحٍ مِنَ السَّاحَاتِ
نَجْرِي وَنَجْرِي لَيْسَ نَدْرِي أَنَّهَا***تَجْرِي بِنَا الأَعْمَارُ فِي السَّاعَاتِ
وَنُرَدِّدُ الإِنْشَادَ صَوْتًا وَاحِدًا***وَنُسَمِّعُ الصَّيْحَاتِ وَالصَّرْخَاتِ
نَبْكِي وَنَضْحَكُ تِلْكَ حَالُ طُفُولَةٍ***وَنُصَدِّقَ الأَفْعَالَ وَالكَلِمَاتِ
تِلْكَ السَّعَادَةُ لَسْتُ أَطْلُبُ غَيْرَهَا***إِلاَّ خُلُوداً فِي رُبَا الجَنَّاتِ
تِلْكَ الطُّفُولَةِ ذَاكَ نَبْعٌ رَائِقٌ***لاَ تَعْرِفُ الأَحْزَانَ وَالكَدْرَاتِ
فَهِيَ الصَّفَاءُ وَكُلُّ مَعْنًى رَائِعٍ***لَيتَ الطُّفُولَةَ كُلَّهَا بِحَيَاتِي سُبَاتِ
وَمَضَى الزَّمَانُ وَنَحْنُ نَجْهَلُ سَيْرَهُ***حَتَّى قَضَى لِجَمَاعِنَا بِشَتَاتِ
مَا أَجْمَلَ الأَيَّامَ تَمْضِي غَفْلَةً***زَمَنُ الصَّفَاءِ يَمُرُّ فِي عَجَلاَتِ
وَكَبُرْتُ لَكِنِّي صَغُرْتُ لأَنَّنِي***مَازَالَ قَلْبِي صَادِقَ النَّبَضَاتِ
وَيَدُومُ قَلْبِي لِلْوَفَاءِ وَنَبْضُهُ***وَلَسَوْفَ تَشْهَدُ بِالْوَفَا أَبْيَاتِي
أما ضيف الحلقة لهذا اليوم فهو :
الاسم : البوخداوي رضوان
تاريخ ومكان الازدياد : 1/12/1981 بني ملال
الهواية : كرة القدم
الأمنية أستاذ
موضوع المشاركة : الرضاعة الطبيعية
أكدت الدراسات الطبية في الولايات المتحدة أن الأطفال الذين تحرص أمهاتهم على ارضاعهم رضاعة طبيعية أكثر ذكاء من غيرهم. وقد أيد أطباء استراليون هذا الاستنتاج من خلال تتبع نمو 102 طفلا مبتسرا ( مولودون قبل الأوان) حتى بلغوا الثامنة من أعمارهم ، فتبين أن الذين تمّ ارضاعهم طبيعي أكثر ذكاء من الآخرين…نشرت ذلك صحيفة “الاندبندنت” البريطانية. وقالت إن المعهد التابع لمجلس البحث الطبي في لندن أثبت ذلك أيضا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى