أدب و فنون

نقوش أمازيغية تاريخية تتعرض للتخريب على يد سلفيين بجبال الأطلس

نقش “لوحة الشمس” الذي تعرض لمحاولة تخريبية

علم موقع “وجهات نظر” أن نقشا أمازيغيا يعود تاريخه لحوالي 8 آلاف سنة، تعرض لمحاولة للتخريب بالأطلس الكبير من طرف مجموعة من السلفيين. وذكرت مصادرنا أن النقش المذكور، ويشتهر بـ “لوحة الشمس” ويقع بهضبة “ياكور” قرب قمة توبقال، كان مسرحا، يوم الأربعاء الماضي، لعملية تخريبية من طرف سبعة سلفيين، حسب شهادة سكان المنطقة، قبل أن يتم طردهم من طرف السكان

وقالت مصاردنا إن السكان ألقوا القبض على أحد السلفيين وأحالوه على قائد المنطقة، غير أن هذا الأخير أخلى سبيله مقللا من أعمال التخريب التي قام بها رفقة زملائه، وأوضحت ذات المصادر أن القائد أجاب السكان بأن الأمر لا يستحق الاهتمام مادام يتعلق بصخور فقط. وتضيف مصادرنا أن السكان ذكروا القائد بأن ذلك النقش والنقوش المحيطة به تقع تحت رعاية وزارة الثقافة ومعهد الأركيلوجيا بالرباط اللذان زارا المنطقة أكثر من مرة من أجل تهيء تصنيف لتلك النقوش

وعلمت “وجهات نظر” أن السكان أكدوا بأن السلفيين المذكورين جاؤوا على متن سيارة أجرة كبيرة تحمل أرقام مدينة مراكش وأنهم كانوا يحملون معهم قضبانا حديدية. وأبدى السكان استعدادهم لمد المسؤولين برقم السيارة التي استقلها المهاجمون

وندد عمر اللوزي، رئيس “المعهد الأمازيغي للدراسات الاستراتيجية”، بمحاولة التخريب التي طالت النقش المكور، وقال لـ “وجهات نظر” إنه لولا يقضة السكان لتم تخريب النقش الصخري والنقوش المحيطه به

ويذكر أن هضبة “ياكور” بمرتفعات الأطلس الكبير تحتوي على حوالي 400 نقش أمازيغي يعود تاريخها إلى حوالي 8 آلاف سنة، وتشكل “لوحة الشمس” تحفة فنية خاصة معروفة على الصعيد العالمي والوطني وتعكس طبيعة الديانات القديمة لسكان المغرب قبل آلاف السنين

وطالب عمر اللوزي الحكومة بتحمل مسؤوليتها في حماية وصيانة نقوش الأطلس الكبير والمتوسط والمناطق الصحراوية، وقال إن هذه النقوش الصخرية تعد إرثا حضاريا للمغاربة وتعكس عمق تاريخ وثقافة المغرب. وأضاف عمر اللوزي قائلا: لا يمكن في بلد يقول خطابه الرسمي إنه دولة مؤسسات ولا تقوم هذه المؤسسات بحماية ثرات وإرث وتاريخ البلد

وحذر اللوزي من أن تتكرر مثل هذه الأعمال التخريبية إذا ما استمرت السلطات المغربية في لامبالتها، وقال: إذا لم يقع التحقيق في هذه الجريمة ضد إرث تاريخي وطني، فإننا نصل إلى مرحلة تشبه ما أقدم عليه  طالبان حين خربوا الأثار البودية

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى