إداوزدوت

المدرسة الجماعاتية بالنحيت

نعود من جديد لوضعية التعليم بالنحيت  و بالخصوص لمشروع المدرسة الجماعاتية و كنا قد خصصنا مقالين للموضوع في وقت سابق 

لكن قبل الحديث عن  هذا المشروع الطموح و أهميته و الذي تنتظره ساكنة جماعة النحيت و بالأخص  بناتنا و أبنائنا و أوليائهم ,   لا بأس أن نعطي لمحة موجزة عن الجماعة القروية النحيت و الإكراهات المتعددة التي تقف في وجه تقدم هذه المنطقة العزيزة

مقدمة

تقع جماعة النحيت في الأطلس الصغير على بعد 60 كيلومتر من مدينة تارودانت في اتجاه مدينة طاطا ، تتكون هذه الجماعة الفتية  ( التابعة إداريا لقيادة أضار دائرة إغرم عمالة تارودانت التي لم تنشأ إلا في سنة 1992 )  من 21 مدشر و عدد سكانها يتجاوز بقليل 2600 نسمة حسب آخر إحصاء  وطني أنجز سنة2004  

 يقتصر النشاط الفلاحي  في هذه المنطقة على زراعة الشعير  و الأركان و الرعي،   لكن أغلب  الأسر  القاطنة المقيمة  تعتمد على عائدات الهجرة القروية نحو المدن الكبرى خاصة مدينة الدار البيضاء

     البيئة التحتية هشة و يمكن ملاحظة ذلك من خلال هذه الإحصائيات الرسمية : الطرق المعبدة 8 كيلومترـ المؤسسات المدرسية 5  (300 تلميذ   تقريبا  موزعون على المدارس الخمسة بنسب متفاوتة )ـ المؤسسات الصحية 1  – طبيبة واحدة ـ ممرض واحد ـ سيارة إسعاف واحدة ـ نسبة الربط الجماعي بالماء الصالح للشرب ٪38 ـ نسبة الربط الفردي  بالماء الصالح للشرب 14٪ ـ نسبة الربط بالشبكة الكهربائية 98٪  ,  نسجل أهمية نسبة الكهربة على غيرها  من  مؤشرات النمو الأخرى

الواقع التعليمي بمنطقة النحيت

أوضح في البداية أننا بصدد الحديث عن التعليم الإبتدائي ، أما من سعفه الحظ  من التلاميذ أبناء النحيت و استطاع الإنتقال إلى التعليم الثانوي فعليه الإلتحاق بثانوية الأرك ببلدية إغرم و هذا موضوع آخر قد نعود إليه لاحقا

تم التفكير في تأسيس المدرسة الجماعاتية كمحاولة لحل بعض مشاكل تمدرس الأطفال بجماعة النحيت من بينها

 انخفاض عدد التلاميذ في بعض الوحدات المدرسية نتج عنه ضم الأقسام حيث نجد مدرسا واحدا يدرس ستة مستويات دراسية في اللغة العربية او الفرنسية مما جعل التحصيل العلمي لدى التلاميذ ضعيفا جدا. هذا المستوى المتدني لدى التلاميذ يجعلهم غير قادرين على مواكبة التعليم الإعدادي حيث تكون النتيجة الانقطاع عن الدراسة و السفر إلى المدينة للعمل في سن مبكرة

 يلاحظ كذلك أن كثيرا من الفتيات لا يتمكن من اتمام دراستهن بالمرحلة الإعدادية

افتقار أغلب الوحدات المدرسية إلى الملاعب الرياضية والوسائل التعليمية

بعد المسافات  بالنسبة لبعض التلاميذ يشكل كذلك سببا للهدر المدرسي

تجب الإشارة  كذلك أن مثل هذه المعيقات لا تسهل  من مأمورية المدرسين و الإدارة

من هنا  إذن جاءت فكرة إنشاء مدرسة جماعاتية ب إغيل ن بوربا  ( منطقة تقع بين إغير و آيت إيبورك ) لتجميع كل تلاميذ النحيت في مدرسة واحدة تضم كل المستويات التربوية و بالتالي تحسين مستوى تعليم ناشئة النحيت  ،  من جهتها الجماعة  القروية النحيت ستسهر على نقل التلاميذ من قراهم إلى المدرسة  كما ستوفر بشراكة مع  المصالح  الحكومية المعنية  و الجمعيات المدنية وجبة الغذاء للتلاميذ

المدرسة الجماعاتية مشروع كبير و طموح

قد  تتجاوز تكلفة هذا المشروع الذي وصل إلى مرحلة متقدمة من البناء  300 مليون سنتيم

 قيمة تكلفة المباني  مقدرة  في 240 مليون سنتيم ستغطيها وزارة التربية الوطنية بالإضافة إلى ثلاثة حافلات ستضعها الوزارة تحت تصرف المدرسة
المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ستساهم  ببناء و تجهيز ملاعب رياضية بقيمة 24 مليون سنتيم
أما نصيب الجماعة القروية النحيت قدر ب 40 مليون سنتيم لإيصال الإنارة و قنوات الماء الصالح للشرب و قنوات التطهير

المدرسة حسب التصميم الأولي تحتوي على

ثلاثة  قاعات للتدريس-

ـ مكتب مديرالمؤسسة

ـ قاعة المدرسين

ـ  قاعة للإعلاميات

ـ مكتبة

ـ مطعم 

ـ مراحيض

ـ ثلاثة شقق مخصصة للسكن الوظيفي 

و ثلاثة حافلات

و بالطبع سيتم ربط المدرسة بقنوات الماء الصالح للشرب و كذا قنوات تطهير محلية ، كما أنه من المرتقب أن يتم  إصلاح الطريق المؤدية إلى المدرسة


خاتمة : بصراحة هذا المشروع يدخل السرور على كل من له غيرة على تمازيرت , و لا غرابة أنه حظي بموافقة و ترحيب كل الجمعيات المدنية الممثلة للسكان لأنه  سيحل  بلا شك معضلة الهدر المدرسي  بتوفير كل شروط التعليم العصري المعقلن للتلاميذ و سيريح أوليائهم من عدة تكاليف ، ثانيا هذا المشروع  يراعي  المعايير العلمية التي تتوخى وزارة التربية الوطنية تعميمها على سائر المؤسسات التعليمية و بالتالي فالنتائج ستظهر على مستوى تعليم أبنائنا ، و لا شك كذلك أن مثل هذه المشاريع ستشجع عائلات النحيت بالإرتباط بأرضهم و عدم التفكير في  الهجرة إلى المدن

كلمة لا بد منها :  نسجل كل هذه المجهودات المبذولة  من أجل أطفال النحيت  الذين يحتاجون إلى رعاية  لائقة و نحيي من ساهم في إخراج هذا المشروع إلى حيز الوجود و من يسهر على تنفيذه  ,  لأن  مثل هذه المشاريع تستوجب أن تتظافر الجهود لإنجاحها لأنها تخدم المصلحة العامة و  تشكل مسألة تعليم  أبنائنا  من الأولويات  مثل توفير الماء الصالح للشرب ، الإنارة ، الطرق ، وسائل الإتصال .. إلى آخره
كل ما نتمناه هو أن تفتح هذه المدرسة أبوابها بمناسبة الدخول المدرسي المقبل ،  و أظن أنه من   الضروري  تشكيل خلية من الموظفين   و المستشارين الجماعيين  لمواكبة  إنطلاق العمل بهذه المؤسسة  في أحسن الظروف  كما أن تأسيس جمعية آباء التلاميذ أصبحت ضرورة ملحة  و لا بد كذلك من إشراك الجمعيات مستقبلا في كل مجهود يقام من أجل مصلحة أبنائنا 
و  من الله نسأل التوفيق


مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. أنقل لكم جواب وزير التربية الوطنية على سؤال حول موضوع المدرسة الجماعاتية في حوار خص به موقع

    http://www.souss.24

    هل من توضيح أكثر بخصوص موضوع المدارس الجماعاتية؟
    ●● هي نموذج مهم لكن للأسف لدينا ست مدارس جماعاتية فقط، وهي بمثابة مجمع تربوي يضم إلى جانب الفصول الدراسية سكن المدرسين وداخلية ومطعم للتلاميذ،مع الإشارة إلى أن هذه المؤسسة بمثابة بديل للوحدات المدرسية البعيدة والمشتتة حيث هناك تلاميذ يقطعون أربع أو سبع كيلومترات للوصول إلى الوحدة المدرسية أو المركزية،ولتشجيع هذه المؤسسات المهمة سيعمل صاحب الجلالة الملك محمد السادس على تدشين مؤسستين نموذجيتين تضم سكن للمدّرسين وداخلية للتلاميذ وذلك في القريب العاجل.

  2. السلام عليكم  نتمنى لاولادنا معلمين جيدين ويخافون ربهم لان الاطفل ليس لديهم من يتابع معهم الدروس لان اباءهم غائبون والامهات اغلبهن اميات
    فمن يهمه الامر ان يكون يقضا مع اولاده
     
     
    ان الله لا يضيع اجر من احسن عملا

  3. المدرسة الجماعاتية مشروع طموح يندرج في إطار المشاريع التربوية الكبرى التيمن أهدافها الحد من الهدر المدرسي وتوفير فضاء ملائم للعملية الدراسية و للتعلم ككل ، لكن مشروع مدرسة النحيت طاله الكثير من الدس و الاستهتار و سوء التدبير مما جعله مضيعة للجهد و تشتيتا للجهود التربوية و استثمارا غير مربح و رغم أن المراجع الرسمية تقر بأن المؤسسة بدأت في العمل منذ السنة الماضية و هو ما كان مفترضا لكن لا زالت المؤسسة في طور البدء خلال هذا الموسم الدراسي الجاري ضدا على المعطيات البنيوية و الاقتصادية و الاجتماعية و التربوية التي نختصرها في عدم تزويد المؤسسة بالماء الصالح للشرب و التيار الكهربائي و عدم آهلية البنى التحتية للاستغلال التربوي من قاعات دراسية و قاعات للأنشطة الموازية حيث أن السبورات لا زالت لم تعلق حتى تاريخ كتابة هذه السطور ، هذا دون الحديث عن موقعها المتمركز بعيدا عن الدواوير في بقعة أرضية خالية من أي اثر للتواجد البشري ، و لا يمكن الحديث عن مدرسة جماعاتية و الحقيقة غير ذلك إنما هي ترميم و ترقيع لوحدة مدرسية متهالكة كانت تسمى فرعية اغير نوامان . لذا نلتمس من المسؤولين عدم المبالغة في تزوير الحقائق و طمس المعطيات الواقعية و في المقابل العمل على الرفع من جودة المنتوج التربوي بداية من بناية المؤسسة . ة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى