أخبار آفيان

البناء الأسري بين الأمس واليوم

عرف المجتمع الامازيغي تطورا كبيرا على مستوى البناء الأسري ، فقديما كانت الأسرة الامازيغية تتميز بنوع من التلاحم والترابط والاستقرار وكان البيت الواحد يضم الأب والأبناء والأحفاد ، كانت الكلمة واحدة ولا صوت يعلو على صوت الأب الأكبر فهو الآمر والناهي ولا رأي ألا رأيه ، كانت وحدة الرأي والطاعة والاحترام عوامل نجاح التماسك الأسري
الكل يجتمع حول مائدة الطعام الصغار والكبار ، كأنها وليمة أو مناسبة كبيرة في جو يملأه المرح والسعادة والرضا حيث حكايات الجدات ونوادر الأجداد فتتعالى الأصوات والضحكات ، لا يبدأ أحد الطعام إلا بعد إذن الكبار ، انه الاحترام في أبهى صوره
تتوزع الأدوار وتتفرق المسؤوليات ، كل واحد يعرف دوره و يقوم بمهمته تحت إشراف رب الأسرة   الأب الأكبر
إذا تكلم الكبار يصغي الصغار ، يستفيدون من التجارب والخبرات ويأخذون العبر والدروس ، الرجال يحترمون النساء والنساء يحترمن الرجال
الحياء والحشمة والوقار وقواعد التربية أساس التعامل بين الصغار والكبار
لا يقوم أحد بأي عمل ولا بأية مهمة إلا بعد إذن واستشارة الكبار ، و ما يقرره الآباء يكون بمثابة واجب يتعين تنفيذه لأنهم الادرى بالمصلحة  ;
تقبيل اليد واجب واحترام الوقت ضروري والاستماع للكبار فرض

هكذا كان نظام الأسرة قديما وهكذا عاش آباؤنا وأجدادنا ، قبل أن تتغير لحمة الأسرة الامازيغة ، فتفرق الشمل واستقل كل واحد بنفسه فاختفى التضامن وضعف التماسك الأسري وابتعد الأب عن ابنه والأخ عن أخيه افترقت الأجساد و اختلفت الأرواح و سادت المصلحة الشخصية على حساب المصلحة العامة ، و انقطع الاتصال والتواصل ، وفترت المشاعر و بردت الأحاسيس ، و تعددت الآراء واختلفت المواقف ، وتطاول الصغار على الكبار وقل الحياء وغابت الحشمة و انتهكت الأخلاق و ديست الحرمات باسم التقدم و باسم الحضارة والتطور والحداثة إلى غير ذلك من المصطلحات المستحدثة فانهارت القيم و انهار معها التماسك الاسري التقليدي الاصيل

إبراهيم صريح

تمازيرت بلوس

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى