أدب و فنون

ذكريات لا تُنسى ( 12 )

كثيرة هي المواقف المسلية والمضحكة التي تنقش في الذاكرة وتأبى مبارحتها ، خاصة منها المتعلقة بالطفولة .
• من منا لا يتذكر لحظة اقتراب رنين جرس السادسة مساء ( وقت مغادرة المدرسة ) حيث كنا ننتظر الموعد بفارغ الصبر ، لا لشيء سوى لكونه يصادف افتتاح الارسال التلفزي ، حينها كنا نخرج كالقطيع ونحن نتسابق حتى لا تفوتنا حصة الرسوم المتحركة بحيث يستحيل ان ترى اي طفل خارج المنزل في هذا الحدث الكبير!
• من لا يتذكر حين كنا نتنافس في القسم على خدمة المعلم خلال غيابه ، لا أدري سبب ذلك ، ولكن الأكيد أننا ننفذ الأوامر عن غير وعي . فقد يحدث أن يُكَلّف أحدنا بمهمة المراقبة وتسجيل أسماء المشاغبين ، وعادة ما تتخلل هذه العملية الخشونة والابتزاز ، فيضطر البعض لتقديم هدايا عبارة عن قلم أو ورقة مزدوجة أو قطعة طباشير لفائدة المراقب مع الانصياع لتعليماته مهما كانت وإلا أصبح ضحية وشاية كاذبة.
• من منا لم يقع في مصيدة “الياناصيب “، تلك الورقة المكتوبة باللغتين العربية والفرنسية وثمنها درهمان ، تتضمن مختلف الجوائز التي يمكن الظفر بها ( سيارة فياط 131ـ سيمكا ـ رونو4 ـ دراجة نارية ـ عادية ـ آلة تصوير …) وكنا نتهافت على اقتنائها ونحن ننتظر موعد الاعلان عن لائحة الفائزين . والغريب في الأمر أننا لم نسمع قط بنتيجة هذه الأكذوبة لنكتشف في نهاية المطاف أننا ضحايا عملية نصب واحتيال مع سبق الاصرار والترصد.
• كنا نلجأ الى حيل لخداع المارة والاستهزاء منهم ، فمثلا حين تنفجر الكرة البلاستيكية ، نملأها حجارة وترابا ، ثم نضعها وسط الطريق ونختبئ ، وأثناء مرور أحدهم يسدد بأعلى قوته فنستقبل ألمه وغضبه بالقهقهات والهروب.
• أتذكر عندما تكون بحوزة أحدنا قطعة نقدية من فئة 50 فرنكا (نصف درهم) كان يلجأ الى مصلح الدراجات ـ سيكليس ـ فيستأجر منه دراجة بدون ضمانات لمدة غير محددة يجوب خلالها الأزقة ، ويُجري سباقات ، وأحيانا يلجأ الى استغلالها لتعليم من لا يتقن ركوبها أملا في تعويض ثمن الكراء ، ثم يعيد الأمانة الى صاحبها معتبرا ذلك صفقة مربحة ….
ومع ضيف الحلقة :
الاسم :بعلي سليم
تاريخ ومكان الازدياد : الرباط 1/1/1979
الهواية : كرة القدم
القسم : الثامنة 6
موضوع المشاركة : الكتاب
الكتاب هو أول مقياس لتطوير فكر الشعب ، وتثقفه هو فهمه لما يقرأ ، وتمثله له في أساليب تعليمه وتربيته . وأعظم عبقرية الشعب ونبوغه هي كتبه ومنتجات عقول أبنائه. فالكتاب إذن هو باعث الحركة الأدبية، ودليل الحيوية الفكرية في كل عمر وفي كل جيل. والمكتبة هي معبد الفكر ، ومعتكف المفكرين ، وهي المعمل الذي تصنع فيه العقول وتصاغ الأذواق .
إذن هو نعم الذخر والعدة ، ونعم الجليس والعمدة ، ونعم الجليس ساعة الوحدة. ونعم القرين والدخيل ، ونعم الوزير والنزيل. هو وعاء مليء علما ، وظرف حيي ظرفاً ، واناء شحن مزاحا وجدا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى