تمازيرت هي الأرض التي رأينا فيها النور، الأرض التي تحتضن الهوية والانتماء سواء في بعدهما الجغرافي أو اللساني.
تمازيرت هي البلدة التي تأوي جدورنا القبلية و تنشئتنا الاجتماعية الأولى والحنين إليها دائم ومتأجج و لا يمكن أن يخبو مهما طال الزمن.
تمازيرت هي الوطن و لا يوجد خارج هذا الوطن إلا الاغتراب والضياع, الضياع في معناه اللفظي و المعنوي
لست شوفينيا أو متكبرا عندما أتحدث عن تمازيرت ، و لكن هذه عاطفة إنسانية يشعر بها كل إنسان نحو الأرض التي رأى فيها النور لأول مرة نحو عشيرته و قبيلته ، و هذه العاطفة النبيلة هي التي تغدي الارتباط بالوطن الكبير ألا و هو المغرب الذي نحبه و نفتخر به جميعا
الارتباط ب تمازيرت وجدانيا و التمسك بتقاليدنا و عاداتنا السوسية المتشبعة بالدين الإسلامي سيحمي بدون شك أبنائنا و الأجيال اللاحقة من غزو الثقافات الأجنبية المدمرة
العادات و التقاليد الحسنة التي ورثناها عن أباءنا و أجدادنا هي كثيرة و متعددة ، و ما نحاول القيام في إطار أفيان. كوم يدخل في صميم العمل من أجل الحفاظ على هذه التقاليد المحمودة : كحب العائلة ، احترام من هم أكبر منا سنا ، رد الاعتبار لرجال و نساء أفيان الذين تركوا بصماتهم في تاريخ بلدتنا ، تقوية أواصر الأخوة بين أهل أفيان ، إحياء المناسبات الدينية المهددة بالانقراض ،التعريف بثرات أفيان .. بالإضافة طبعا إلى العمل الميداني التي تقوم به جمعية أفيان للتنمية و التعاون من أجل تحسين المستوى المعيشي للساكنة
الحديث عن الجمعية يجرنا حتما إلى الحديث عن ( الجماعت ) التي هي النواة الأولى و الأساسية لجمعيتنا و التي لعبت على الدوام و في جميع الفترات التاريخية لبلدتنا دورها في الحفاظ على مصالح الساكنة
الجماعت حاضرة دائما بجانب أي فرد منا في السراء وفي الضراء ، و هذا واجب عليها
الجماعت قديما و حديثا تشارك في المشاريع التنموية الكبرى التي تبرمجها الحكومة : شق الطرق ، إيصال قنوات الماء الصالح للشرب ، الإنارة ، .. و غيرها
الجماعت ، سواء هناك في البلدة ، أو هنا في المدينة ، دورها لم يتغير و هو الدفاع على المصلحة المشتركة
قوة جماعت أفيان تكمن في وحدتها و اتحادها ، و ما دامت جماعتنا على هذه الحال فكل المشاريع التنموية ستتحقق بفضل الله
و خير ما أختم به هذه المداخلة و في هذا الشهر المبارك هو الدعاء لكل أفراد الجماعت السابقون آباؤنا و أجدادنا الذين توفاهم الله ، أدعو لهم بالرحمة و المغفرة و الرضوان و جزاهم الله عنا كل خير ، آمين