أدب و فنون

ذكريات لا تُنسى ( 18 )

بقلم الأستاذ المحجوب سكراني
… طريفة من الطرائف لا تكاد تفارق مخيلتي ، حين أتذكرها أنخرط في الضحك…حدث ذلك في بداية مساري العملي ـ بداية 90 ـ … كانت عدد الحصص المخصصة للغة العربية آنذاك ست حصص أسبوعيا لكل مستوى ، وكنت وقتئذ في سنتي التدريبية ، يعني أنني مجبر على اجتياز التفتيش بنجاح قصد الترسيم . كانت الأمور تسير بشكل عادي مع جميع المستويات باستثناء فوج كنت أعاني معه الأمرّين بشكل جعلني أضرب الأخماس في الأسداس خلال حصة تدريسه. والسبب في ذلك فقط يعود الى تواجد تلميذ مشاكس يقود الجماعة ويؤثر فيها بشكل لا نظير له . كانت تصرفاته تفوّت عليّ فرصة إتمام الدرس بكل جزئياته نظرا لما يصدر عنه من أعمال تهريجية ، وحركات بهلوانية تثير الانتباه والسخرية وأحيانا تؤدي الى فقدان السيطرة على جماعة القسم .كان من بين أفضل ما يستهويه ، الدخول والخروج من النافذة …جربت معه كافة الطرق ولكن بدون جدوى . والغريب في الأمر أن هذا التلميذ كان ذكيا ومواظبا ، وجميع نقطه في الفروض جيدة ، و لمّا استشرت الادارة في أمره ، اكتشفت أنه يتعامل بنفس الطريقة في جميع المواد ومع كافة الأساتذة ، ولا أحد استطاع ثنيه على طبعه …ذات يوم بينما كنت مارا بأحد الأزقة المجاورة لمقر سكناي ، لمحته منزويا في ركن بمفرده ، خلته يتدبر حيلا وخدعا جديدة اقتربت منه وربتت على كتفه وحييته ثمّ رد التحية بأدب ، تحدثت معه برهة لأتفاجأ بأنني أمام إنسان آخر لا يمتّ بصلة لذاك المشاغب الذي يَقْلب الفصل رأسا على عقب . اكتشفت للتوّ أن ما يصدر عنه من تصرفات ما هي سوى وسيلة ربما يلجأ إليها للتنفيس عن ضغوطات ومشاكل المراهقة . وبعدما تكسر الحاجز بيننا دعوته الى البيت وقدمت له كوب عصير كواجب الضيافة فشكرني ثمّ انصرف…في اليوم الموالي ولجت الفصل وأنا على استعداد لأعايش نفس السيناريو ، فوجئت بهدوء يعم الأرجاء ،الكل في مكانه منتبه ومتأهب للدرس ، استغربت وخلت ذلك بمثابة ذلك الهدوء الذي يسبق العاصفة ، شرعت في إلقاء الدرس ، لامست تفاعلا واستجابة من الجماعة لأول مرة ، كانت الحصة رائعة وتمنيت أن يسير الوضع على نفس المنوال في القادم من الزمن ، وفعلا ذلك ما حصل …ولكن في المقابل كانت تصلني أصداء ما يحدث معه في بقية المواد ، فاستنبطت في نهاية المطاف أن الفضل في هذا التّحول ربما يعود الى طبيعة المعاملة التي تعاملت بها معه أو الى تأثير ” كوب العصير “… مؤخرا وبعد مرور ما يناهز 29 سنة على الواقعة ، شاءت الأقدار أن ألتقي مع صاحبنا في مناسبة أعتبرها تاريخية : هوالآن ربّ أسرة ويشتغل في مجال الاعلام …جلست بمعيته وتجادبنا أطراف الحديث ، كنت أصغي اليه وهو يسرد تفاصيل ذكرياته الى أن طرح عليّ سؤالا مفاده : هل تتذكر يا أستاذ صفقة ” العصير مقابل الهدنة ” ” على غرار النفط مقابل السلام ” …ضحكت حتى دمعت عيناي …ولا زال يردد هذه العبارة كلما تسنى لنا التواصل عبر المواقع …متمنياتي لصديقنا بمزيد من التوفيق والتألق في مجال عمله .
ومع ضيف حلقتنا :
الاسم : حاجب هشام
تاريخ ومكان الازدياد : 1979 بأكادير
الهواية : الكاراتيه
القسم : السابعة 10
موضوع المشاركة : موقف الاسلام من المخدرات
المخدرات بمختلف أشكالها وانواعها الطبيعية والصناعية . أجمع العلماء والفقهاء على أنها حرام لأن الآثار التي تنتج عنها أشد كثيرا على حياة الانسان ، فهي تفتك بالعقول فتعطلها ، وبالصحة فتفنيها ، وبالأجسام فتهدمها ، وبالنفس فتبدلها ، وبالأموال فتبددها ، وبالأسرة فتشتتها . فهي بلاء ماحق وموت محقق وانتحار تدريجي .
كما أن تعاطي المخدرات يعود بأسوأ النتائج على الفرد في صحته وارادته وعمله وإنتاجه ووضعه الاجتماعي فيعاني من الدمار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى