أدب و فنون

خبر فني : جمعيات تستنكر إقصاء الأغنية الأمازيغية من استوديو دوزيم

في رسالة موجهة إلى مصطفى الخلفي، وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة، استنكرت مجموعة من جمعيات المجتمع المدني بسوس «الإقصاء الممنهج» للأغنية الأمازيغية من قبل المشرفين على برنامج «استوديو دوزيم» في نسخته التاسعة
وحسب الرسالة التي توصلت “الصباح” بنسخة منها، والتي وقعتها 27 جمعية من هيآت المجتمع المدني بأكادير الكبير، استغرب الموقعون إقدام القناة الثانية على إعطاء الانطلاقة لمسابقة اختيار نجوم المستقبل في مجال الأغنية العربية والغربية دون الأغنية الأمازيغية المغربية
واعتبرت الجمعيات المحتجة أن  ما تقوم به القناة الثانية، التي تتبنى الجانب السلبي للعولمة، خطر على هويتنا الثقافية وتميزنا الحضاري وخطر على ذوق جمهورنا وكفاءة مواهبنا، وكذلك على فواتير كهربائنا، حين تحل بمدينة أكادير لانتقاء المواهب في مجال الغناء وتقصي عمدا من يتقدم للغناء باللغة الأمازيغية، في ظل دستور جديد يعترف باللغة الأمازيغية لغة رسمية للبلاد إلى جانب اللغة العربية


وأضافت أن البرنامج فشل في اكتشاف مواهب الغد ولم يجب على التساؤلات والرهانات التي طرحها منذ البداية، ولعل أهمها البحث عمن يحمل مشعل الأغنية المغربية، رغم أن مفهوم الأغنية المغربية الذي صاغه المشرفون على البرنامج منذ الدورة الأولى مازال ملتبسا مادام أنهم يقصدون به فقط الأغنية ذات الصفات الشرقية والغربية وكأن باقي الأشكال الغنائية (أمازيغية، ملحون، عيطة، الحسانية، أغاني المجموعات…) أبدعها شعب آخر غير المغاربة، أما الأغنية الأمازيغية فهي مقصية نهائيا ورسميا من المسابقة، ونذكر كيف تم إقصاء الفنان لحسن أنير في الدورة الأولى والفنان عبد الله بوزنداك سنة  2006 وآخرين لأنهم لم يجدوا في مطبوع المشاركة مكانا للأغنية الأمازيغية التي يرغبون في تقديمها لأن المطبوع يقتصر على “موسيقى عربية/موسيقى غربية”، وأثناء الاستفسار، تذرع المنظمون بأن اللجنة لا تتوفر على فرقة متخصصة لمصاحبتهم، ليَتأكد بذلك أنه مبرر آخر يتضمن نية الإقصاء
وحسب بيان المحتجين، فإن هذا البرنامج يشجع ثقافة الاستهلاك وتنميط الأذواق والعادات والإقتداء بالنموذج الذي تهب به رياح العولمة التي تحاصرنا، “فالعولمة تفتح جبهة رئيسية في حرب السيطرة العالمية وهي جبهة المواجهة الثقافية، هادفة إلى التخفيض من قيمة الثقافات المحلية وروح المواطنة والدفع بثقافة نمطية عالمية تربط بين أفرادها بمظاهر معينة (ملابس، ذوق، موسيقى…)، معتبرا أنها محاولة مدروسة لنزع السلطة الرمزية لثقافة الشعوب التي يمكن أن تنطلق لمواجهة الاستلاب وإعدادها للدخول في فلك الثقافة المُعَولمة، وتتجلى خطورة هذا الخيار في كون أي جماعة فقدت هويتها كجماعة مستقلة تصبح خاضعة لثقافة المُسيطِر
وناشدت الجمعيات المحتجة والتي تنشط في جميع المجالات الثقافية والفنية والرياضية وزير الاتصال من أجل التدخل لضمان الوفاء بالالتزامات الواردة في دفتر التحملات، وإيقاف القناة عند حدها وإنصاف الأغنية الأمازيغية داخل هذه القناة التي مازالت تمارس شتى أنواع الإقصاء والتهميش ضد الهوية الأمازيغية المغربية
وحول الموضوع نفسه، وُجهت نسخة من الرسالة إلى الوزير الأول ورئيس مجلس المستشارين ورئيس مجلس النواب والأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان ووالي جهة سوس ماسة درعة والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والقناة الثانية ومختلف وسائل الإعلام الوطني

إبراهيم أكنفار تيزنيت

http://www.assabah.press.ma

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى