أدب و فنون

ذكريات لا تُنسى ( 13 )

ذكرياتنا مع التلفاز باللونين الأبيض والأسود لا نظير لها …كنا نستعين ب ” كسكاس ” استوفى أجله ولم يعد صالحا ، فنضيفه إلى الهوائي (لانطير ) أملا في الحصول على صور غير مضببة ، وكثيرا ما يخيب أملنا و نستشعر الأسى والأسف حين تهب الرياح فيختفي البث … ومع ذلك، كنا متابعين أوفياء لبرامجها.. فكثيرا ما ننجز جميع واجباتنا المدرسية والمنزلية قبل السادسة مساء، حتى نتفرغ لمتابعة أكبر حصة ممكنة من الزمن الحي والميت بهذه القناة…الزمن آنذاك كان وافرا، ولا ينقضي إلا مع الانتظار الطويل.. كنا نشغل تلفزتنا من الحجم الصغير قبل موعد البث، معتقدين أنها في حاجة إلى فترة من التسخينات. آنذاك كان الجميع يحرص على حجز مكانه قبالتها منذ أن تظهر الدائرة المشهورة التي تحمل شعار القناة “إ – ت – م “وذلك الصوت المزعج الذي لا ينتهي إلا بتخفيض مستوى الصوت إلى الصفر…أحيانا يتحول إلى وصلات غنائية مغربية، وتبقى مذاعة إلى أن تتطاير النجوم على صفحة الشاشة، وتطل علينا المنشطة بقفطانها المزركش، وبجانبها باقة متنوعة من الورود، لتشرع في عرض برامج اليوم. وطبعا جزء كبير منها مع طول صموده وثباته، حفظناه عن ظهر قلب، وصرنا نردده معها عند كل إطلالة.. (افتتاح الإرسال بالقرآن الكريم.. حصة الأطفال من الرسوم المتحركة.. الأخبار بالفرنسية.. النشرة الرئيسية.. المسلسل العربي.. النشرة الأخيرة.. اختتام الإرسال بالقرآن)… اضافة إلى برامج أخرى ثابتة تتفرق بين أيام الأسبوع كبرنامج العالم الرياضي الذي نتابعه بشغف كبير باستثناء تلك الفترات التي يُنظم فيها أسبوع الفرس وبطولات الكولف أو كرة المضرب لأنها رياضات لا نستسيغ متابعتها…وفي كل جمعة يطل علينا البرنامج الديني “ركن المفتي”، من تقديم كل من “عبد الكريم الداودي” و”أحمد الغازي الحسيني” وتتخلله أسئلة وأجوبة لا نفقه منها شيئا لكون أغلبها يتمحور حول أحكام الارث … أما يوم السبت فيخصص للسهرة الغنائية التي كانت تبث مباشرة من مدينة معينة ، وقد حضينا بالتعرف على مغنين ومطربين و فكاهيين ومجموعات غنائية أتحفونا بأصواتهم وايقاعاتهم وعروضهم الممتعة كعبد الهادي بلخياط ورويشة والحاجة الحمداوية وعبد الرؤوف وقشبال وزروال… و ” جيل جيلالة و”ناس الغيوان” وتاكادا …في بعض الأحيان، يمكن أن لا نصادف ضمن برامج تلفزتنا في تلك الفترة شيئا يوحي بأنها تنتمي إلى بلدنا ، لولا بعض الفقرات الإشهارية التي تصدح فيها الأصوات بلهجتنا المألوفة، والمكررة كصوت الفنان عبد القادر مطاع، أو ثريا جبران وهي تصيح بأعلى صوتها: (وا ناري جابها فراسو.. وا عتقوا الروح..).. أما نشرة الإخبار الرئيسية فنضطر إلى متابعتها رغم ما يغلب عليها من أنباء معادة ومملة، فيصير انتهاؤها وبداية الفقرة الموالية حلما طويلا قد يتحقق وقد لا يتحقق . وبعدها مباشرة يظهر الفنان عزيز الفاضلي قرب خارطة المغرب ليقدم النشرة الجوية، وهي آخر فقرة في هذه النشرة. ولذلك كنا نسعد كثيرا حينما نراه واقفا بابتسامته العريضة، رغم أننا لا نفهم كثيرا مما يقول، ونحسبه يخوض في علم الغيب ، والشيء الوحيد الذي يجذبنا اليه هو حركاته التي يطبعها التهريج…
ومع ضيف الحلقة :
الاسم : بوفوس محمد
تاريخ ومكان الازدياد : العيون 1978
الهواية : تاليف المجلات ـ كتابة الخط العربي
العنوان : حي المطار 48 شارع الرجاء
موضوع المشاركة : الشعوذة : موقفها في الاسلام
كان من المبادئ التي أصلها الاسلام في نفوس المسلمين بعد القواعد الخمس ، الحلال والحرام لأنها مناط الفعل والترك ، وعليها ينبني سلوك المسلم .فان عصرنا الحاضر الذي تفشت فيه الامراض الاجتماعية ، وطغى فيه التهاون والتهافت …وبرزت طائفة من المشعوذين والدجالين الذين أحدثوا في الدين أمورا تخالف روحه ، تلقاها الأفراد بالقبول والرضى فوقعوا ضحايا المشعوذين والاعتقاد الخرافي ….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى