بين أحضان رمال مرزوكة، تحت أشعة شمس حارقة و على مدى ثلاثة أيام، من 29 إلى 31 غشت ، نظمت جمعية “إمودا للتنمية و الثقافة ” بتعاون مع شباب مرزوكة أياما تحسيسية تنويرية لفائدة الساكنة تحت شعار “ضرورة رفع الوعي الثقافي و النضالي للساكنة”. و يرجع تنظيم هذه الأيام حسب أحد المنظمين، إلى عدة أسباب منها التعريف بما تعانيه المنطقة من تهميش و معاناة للساكنة جراء انعدام البنية التحتية و مشاكل عديدة، بالرغم من كون المنطقة وجهة سياحية بامتياز
كان اليوم الأول بمثابة افتتاحية للأيام، تحت خيام تقليدية، تم فيه عرض مجموعة من المنتجات التقليدية التي أبدعت فيها يد المرأة الأمازيغية من مرزوكة من زرابي …و كذا أعلام الهوية الأمازيغية بمختلف الأحجام، بالإضافة إلى معرض الكتاب الذي تنوع مضمون محتوياته تنوع عصارة الفكر البشري. في المساء كانت الساكنة على موعد مع حلقية فكرية تنويرية كان عنوانها ” الوعي بالذات الأمازيغية” من تأطير مجموعة من المناضلين خريجي الحركة الثقافية الأمازيغية، تم خلالها تناول مجموعة من الأفكار مدعمة بأمثلة حية من واقعنا المعيش، الشيء الذي أراح السكان و أشفى غليلهم
شهد اليوم الثاني بنفس المكان، معرض الكتاب و المنتجات التقليدية، تخللها دردشات و مناقشات همت بالدرجة الأولى قضية الاعتقال السياسي، و موقع الأمازيغية في ظل التحديات الجديدة
في اليوم الأخير، و بحضور جمهور من جنسيات مختلفة، بحكم المكانة السياحية التي تحتلها مرزوكة، اختتمت الأيام الثقافية بأمسية فنية ملتزمة جمعت بين التراث القديم المتمثل في فرقة “كناوة خملية” و الأغنية المعاصرة ذات البعد النضالي الاحتجاجي، المعروفة بكلماتها الثورية التحسيسية بما يعانيه الإنسان الأمازيغي فوق أرضه تخللها لقطات من الشعر الأمازيغي و المسرح الهادف، تفاعل معها الجمهور بطريقة حضارية توضح وعي هذا الأخير و تأثره بكلمات القيثارة التي اخترقت الرمال الذهبية
تقرير : حســــن أبـــراهــيــــم
menarapress.com
