أدب و فنون

ذكريات لا تنسى ( 10 )

بقلم الأستاذ المحجوب سكراني

…إنّ ذكريات الطّفولة وما تحمله من معانٍ عميقة، ومشاعر فيَّاضة، باتت وسيلة رئيسيّة نستخدمها في التخفيف عن نفسيّتنا وتحسين مزاجنا، ربما دون أن نشعر في كثير من الأحيان، فبعض النّاس لا يحلو لهم الجلوس إلا في الأماكن التي كانوا يرتادونها وهم صغار، والبعض الآخر يوصون بألّا يُدفنوا إلا في مسقط رأسهم، وقسم ثالث منهم يحاولون أن يعودوا للسّكن في الحي الذي كانوا يَسكنون فيه وهم صغار، وما كلّ ذلك إلا دليل على حنين الإنسان إلى تلك الفترة الحسّاسة من عمره والتي لا يمكن أن تُعوَّض نهائيا…شيء طبيعي إذن أن يشدنا الحنين الى مسقط الرأس أو المنزل الذي ترعرعنا فيه وشهد جزءاً من قفزاتنا الهائلة في مرحلة الطفولة بكل سذاجتها ولامبالاتها إلى سنوات المراهقة بكل مغامراتها ومآزقها …إنه أحد تلك الأمكنة التي شكلت حجر الزاوية في علاقتنا بالحياة كلها، بخصوصيتنا، بشعورنا بالأمان، وعلاقتنا بالحي الذي نسكنه، بالصداقات الأولى، وبعلاقاتنا العائلية التي كانت توثقها الكثير من المظاهر، والعادات المنزلية الحميمة جداً داخل البيت… إنه يذكرنا بتلك الأيام التي كان لكل شيء وقع مختلف وذكرى لا تمحى، ، ففيه تعلمنا كيف نفكر فيما حولنا ونكتشف المعاني والعلاقات، ونكوّن مفاهيمنا الخاصة ونصنع رؤيتنا لكل ما له علاقة بعواطفنا وأجسادنا وبالأشخاص والأشياء التي نتعامل من خلالها!..يذكرنا بالخبز اللذيذ الذي كانت تعده الأم في صباحات الشتاء للإفطار، وبتجمعاتنا حول الوجبات ، وجلوسنا الصامت أمام الشاشة باللونين الأبض والأسود لمتابعة حلقات ” الكابتن ماجد ” و ” توم وجيري ” ، ومتابعة النشرة الاخبارية عبر المذياع ، وجلسات الشاي أو القهوة في البهو حال وفادة الضيوف …وعندما يجبرنا القدر على الرحيل عن هذا المكان ، فالحنين لا محالة سوف يلازمنا الى الأبد . وحتى لو أصبح مهجورا مع توالي السنوات ، فزيارته تُشعرنا وكأننا عشنا حلمًا كبيرًا لا يمكننا الاستيقاظ منه. بل هي ذكرى أبدية لا نسمع فيها إلا صدى أصواتنا. كل ركن من أركان هذا المنزل هو ذكرى جميلة تمر أمامنا.، لكن في الوقت نفسه هناك الكثير من الحزن عندما نتذكره ، وذكرياتنا التي تجعلنا نبتلع الألم عند تذكره ، إنها ذكرى تذهب معنا أينما ذهبنا ، وتدعو القلب إلى الاستعداد وتذكر الماضي….
ودائما مع رحلة النبش في الذاكرة نستضيف :
الاسم : السلامي الوزنة
تاريخ ومكان الازدياد : 1976 العيون
الهواية الرقص والاستماع للموسيقى والمطالعة
القسم : السابعة
العنوان : كولومينا لقديمة بلوك 6 رقم 3
موضوع المشاركة : “وطني “
أ فأكتب عنه بالقلم
أم أرسم صورته بدمي
أم اعزف أحلى نغم
فوق القمم
حاولت أن أكتب عنه
شعرا ، نثرا ….في كل مكان
وبكل لغات العالم والأزمان
…حلقت بعيدا ، ولي اطمئنان
بحثا عن ريشة أعظم فنان
ادركت أخيرا بعد الامعان
اسمى الأوطان ، نبع الوجدان
معنى الانسان ، عمق الايمان
كرم السكان، عمل الفتيان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى