
الصحافي طالب الحقيقة يعلم دوما ان الحق مر لا يقبله الا حر، ولذالك تجد دائماً أصدقائه قليلين لكن الذين يحترمونه كثر ، لا لشيء الا لأنه فضل الحقيقة على الحقيبة، هو مقدر ومبجل أينما حل ، لا لشيء ، الا لأنه يمسك القلم بعدل ويكتب لا من أجل الانتقام او الفضح ، بل فقط من أجل إبراز الحقيقة كما هي، والحقيقة أحيان كثيرة قد تكون مع الذين لا نعتقد انهم على صواب،لكن حيادية الصحافي الشريف في تناوله للمواضيع تكون ضالته المنشودة هي الحقيقة مع اي كان ،حتى لو تبث بالبحث أن الجهة التي معها الحق لاتكن له الاحترام وهنا تكمن نزاهة الصحافي ومصداقيته ، وهذا ما يعطي للصحافي الشريف مكانته المبجلة والحضوة اللائقة به في المجتمع
أما صاحبنا الصحافي الثاني صاحب الحقيبة فانه طلق الحقيقة بالثلاث ، والحقيقة عنده مساوية للحقيبة،لا تهمه الحقيقة مع من لكن مايهمه هو من يدفع قليلا كان ام كثير، لان وجه المروءة عنده قد انقلب عنده للخلف،هذا النوع من الصحافيين هو آفة مهنة المتاعب ،وهم وصمة عار على صاحبة الجلالة، لأنهم حولوا سلطة القلم لرمح وسيف لاعتراض سبيل المرتشين والمفسدين والخارقين للقانون، لا لفضحهم بل لنيل ما جادت به قريحة المفسدين عليهم ، وسواء كان هذا المفسد رئيس مجلس منتخب، اومسؤولا او ذي سلطة، فإن وضيفة هذا النوع من الصحافيين الذين ابتلي بهم حقل الصحافة تراهم شديدي الاهتمام لعورات المسؤولين والناس أجمعين لانها هي مجلب طعامهم كالذباب لا يجتمع الا على الجيف
هذا النوع من الصحافيين ، من أصحاب الحقيبة الذين ابتليت بهم الساحة الصحفية، يعلمون جيدا، أنهم فارغين من كل القيم التي يناقشونها صباح مساء في مجالسهم ، بل ويدافعون عنها باستماثة ،مثل قيم النزاهة والموضوعية والحيادية والشرف، لكن ماان يمسكون بالقلم حتى ينسون كل القيم التي تفرضها عليهم مهنة الصحافة ، لأنهم دأبوا على المقابل في كتاباتهم ، ولذالك اما أن تجد في كتاباتهم غمز لمن يعنيهم الامر قصد الدفع ، أو مدح نفاق لمن دفع وأجزى العطاء، كل شيء عندهم بالمقابل لان الحقيبة لديهم ترفض أن تبقى خاوية
ومن أقبح صفاة هذا النوع من جردان الصحافة هو الكذب ،والنفاق ،وفبركة الوشايات، بل والتجسس أحيانا كثيرة لجهات معلومة ضد زملائهم وضد الغير ، انهم مستعودن لعمل اي شيء بأقلامهم وجوارحهم مقابل الدفع المسبق
وسبحان الذي فرق بين النحل والذباب ، كذالك فرق بين صحافيي الحقيقة والحقيبة ،ولله في خلقه شؤون
أحمد الحدري