مشاهير آفيان

رجال من أفيان ( 11 ) : ديدا أدا فضول

بسم الله الرحمان الرحيم
ولد فضول بن يدير قبل عام البون بكثير ولم يعرف بالتحديد السنة التي ولد فيها لعدم وجود التوثيق في ذلك الزمان، المهم بينه وبين الجد بوقدير جيل واحد هو جيل أبيه يدير بن بوقدير
 ديدا كما يسمونه في الدوار لأن الكل يحترمه ويقدره لأنه الحفيد المتبقي من أحفاد بوقدير آنذاك كان رجلا قويا يشتغل في أعمال البناء والفلاحة كما كان مكلفا بحفر القبور لكل ميت من أبناء افيان والزاويت فبمجرد سماعه بوفاة أحد إلا وتراه حاملا فأسه ومجرفته  وقصبة يرسلها لدار الميت لأخد قياس طوله أما العرض فهو شبر لا يزيد ولا ينقص مهما كان حجم الميت سمينا أو ضعيفا صغيرا أو كبيرا
تزوج ديدا زوجة صالحة تملك مهارة كبيرة في جبر الكسور و المفاصل فكانت له عونا على تقلبات الزمان  ولكن لم يرزق منها  بولد مما نغص عليه عيشه وكان ديدا مثال الزوج المحب لزوجته يقدرها ويحترمها وبعد إلحاح كبير منها قبل ادا فضول الزواج من زوجة ثانية على مضض ربما تلد له ابنا يكون قرة عينه
 كان إذا قام بعمل أو أسدى معروفا لأحد لا يطلب منه المقابل إلا الدعاء ليرزقه الله وريثا ، استجاب الله دعائه وولدت له الزوجة الثانية ولدا فرح به اشد الفرح ومن غريب الصدف وبعد ازدياد الابن الأول والذي سماه محمود جائته البشرى بحمل الزوجة الأولى وولدت له ولدا آخر وسماه امحمد
أخصا الوالدين الكريمين هذا المولود برعايتهما البالغة  حيث ملأ عليها المنزل دفئا و أدخل السرور على قلبيها

فرح ديدا بازدياد هدا المولود الجديد اشد الفرح وشرع في رعايته مع أمه ازداد حبه لزوجته الأولى  التي كانت  مولعة برقصات احواش إلى حد الإدمان ،  تسهر مع صويحباتها إلى الصباح فيقوم ويهيأ طعام الفطور ويوقظها برفق : قومي لتناول فطورك ثم ارجعي إلى النوم لكي لا تصاب بالمرار
 نكر اتفضرت سميك اكيم اور اضر اوريغ
تجيبه وهي نصف نائمة اتركني لأنام لا أريد أكلا ولا شرابا ولكن ديدا يستمر في إلحاحه مما يضطر الزوجة لحمل غطائها وتذهب عند صاحبتها فاضمة باها لتتم نومها أمام توسلات ديدا واستعطافه

كان ديدا أول من يحضر في كل وليمة أو عقيقة أو درس زرع أو عرس يقام بافيان فهو أول الضيوف

 أسوق هنا مستملحة حدثت له مع إبن شقيقه بلا نايت العربي رحمه الله المعروف عنه بإبتكار المقالب
 في الأفراح لإضافة المرح والبهجة كان يخلط الاحذية وعند خروج الناس  لايجدون احذيتهم فيكثر الهرج والمرج والضحك وكان كبار السن
يجلسون في غرفة الضيوف يتصدرون المجلس  ، وضع بلا إناأ فارغا وغطاه وتظاهر بالسقوط قام ديدا على ركبتيه وصاح يردد بأعلى صوته : هل سكبته هل سكبته
 است تفيت است تفيت اواش
ومرة أخرى وضع المرحوم بلا دجاجة حية في الطاجين وضعه أمام الشيوخ وقطع لهم الخبز وناداهم بسم الله تفضلوا بالأكل رفع غطاء الطاجين وطارت الدجاجة على رأس ديدا وقال له لماذا لم تذبحها قبل وضعها في الطاجين

 ماخ ايس اور تغرست فاد اسنتكت غ الطاجين
 لما كبر سنه وتقوس ظهره كان يجلس تحت شجرة صغيرة ـ تاشديرت ـ أمام منزله وكانت النساء يجتمعن بسقيفة المنزل يعالجن ثمار اركان لاستخراج الزيت وكن يثرثرن ويخضن في الأحاديث المختلفة وكانت تصل إلى سمعه بعض الكلمات ويحفضها فإذا التقى  احدا يعيد عليه ما سمعه ويقول له قالتها النساء أما أنا فلم اعد أرى أحذا
 نانت تمغارين اما نكي اورا زراغ يان
 عاش ادا فضول حينا من الدهر متمتعا بسمعه وبصره لم يصب بأي مرض إلا الشيخوخة وصل أجله  وتوفى ودفن بمقبرة افيان بين أبائه وأجداده رحمه الله تاركا ولدين صالحين محمود رحمه الله و امحمد أطال الله في عمره

ملاحظة : الصورة الأولى شعار المقال يظهر فيها امحمد الإبن الأصغر لأدا فضول ، في الصورتين التاليتين يظهر فيهما المرحوم محمود الإبن الأكبر لأدا فضول
أما في الصورة الأخيرة يظهر فيها المرحوم بلا نايت العربي إبن شقيق أدا فضول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى