مشاهير آفيان

الجد بوقدير حياة و كفاح ـ الجزء الأول

boukdir بسم الله الرحمان الرحيم

ربي اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي

———–

بعد سنوات عجاف مرت بها منطقة الجنوب المغربي وخاصة المناطق البورية التي تعتمد أساسا على التساقطات المطرية الموسمية هلك الزرع والضرع والدواب وكثير من الناس هاجر الكثير وبقي القليل المتمسكون ببصيص من الأمل يأكلون نوعا من النبات يسمى( اينري )بالرغم من مذاقه المر وحساء دقيق نوى التمر ( أغرمان) لسد الرمق ومنهم من هاجر إلى سهل سوس ومنهم من أكمل السير حتى وصل إلى ضفة واد أم الربيع وعجزوا على عبوره لأنه دائم الجريان وهم لا يحسنون السباحة نظرا لنشاتهم في المناطق البورية حطوا الرحال وعمروا الأرض واستصلحوها وحرثوها وغرسوا الأشجار وربوا الماشية وأصبحوا أصحاب الأرض حيث اقرهم المخزن على ذلك و أمرهم بتحفيظ الأرض واستغلالها وتملكها ولكن قلة قليلة منهم استطاعوا عبور الوادي بوسائلهم المبتكرة حتى وصلوا إلى منطقة المجدبة بضفة واد المالح وعملوا مثل إخوانهم تزوجوا وكونوا أسرا واندمجوا مع الآخرين واختلطت الآسن حتى أصبح الكل يتكلم اللهجة الدارجة لكن الوثائق والرسوم المتعلقة بالأملاك تحمل أسماء امازغية  كمحماد وحماد وموحى وعقا وسليمان والحس وعدي وفاضمة وحجو وهلم جرا كما اخبرنا احد تجار الأراضي بأن كثيرا من الوثائق سواء في دكالة أو الشاوية أو المحمدية تحمل هذه الأسماء ولقد أدرجها الباحث الدكتور محمد الفايد في عدد من حلقات برنامجه نخل ورمان

كان بوقدير ممن خرج بسبب الجفاف تاركا أمه على أمل أن يعود إلى حضنها قريبا ولكن هيهات  هيهات فأمر الله واقع

التقى بوقدير بسوس مع عدد من اقرأنه جاءوا من قبائل المنطقة وكان كثير من النازحين ينزلون بمخيم أقامه رجل ذا جود وكرم بايت بحان يسمى الحاج احمد( البحاني) كان يطعم الوافدين عصيدة الذرة وزيت الزيتون كما تفعله الأمم المتحدة في البلدان التي تكون في حالة حرب كان هذا الرجل يمثل الأمم المتحدة وحده يطعم الطعام ويعالج المرضى ويدفن الأموات

وبما إن بوقدير لا زال شابا جلدا لم يطب له المقام بسوس وواصل السير حتى وصل منطقة انتوكا بإقليم شيشاوة اليوم

سال عن احد معارف أبيه يسمى الحاج أعرابي فدلوه عليه قص عليه قصته وان الجفاف لم يترك شيئا في وكرراض وما جاورها رد عليه الحاج لا تخف نجوت إنشاء الله فان بيني وبين أبيك مودة وصداقة متميزة وكان الحاج لا يملك أولادا ذكورا اتفق مع بوقدير أن يرعى له أغناما يملكها مقابل اجر اتفقا عليه لما رأى الحاج أعرابي حسن سيرة بوقدير وخلقه النبيل ومثابرته وصبره وحبه لعمله وإخلاصه تشاور مع زوجته وبنته وأطلعهن على عزمه تزويج بوقدير ببنته وان يكون وريثه بعد عمر طويل لأنه كما قلنا من قبل لم يرزق بالذكور قبلت البنت وأمها هذا العرض ثم اخبر به الحاج بوقدير ووافق بشرط أن يأخذ إذن أمه التي يمني نفسه بلقائها عما قريب

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. تحدير هام جميع حقوق الطبع محفوظة للمؤلف يمنع النقل من الموقع او النشراو الاقتباس وفي حالة الفعل فمحاكم الدار البيضاء وحدها لها الحق في الفصل في القضية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى