أفيان في سطور

أفيان قرية صغيرة و جميلة أسست منذ 200  سنة تقريبا  لتكون الموطن الجديد لآيت واكراراض الذين قضى عليهم الطاعون الذي ضرب جل مناطق المغرب و خصوصا الجنوب و ذلك حوالي سنة 1779 م

أطلال واكراراض  ـ إغرمان ـ ما زالت واقفة قرب مسجد ـ تمزكيد ـ سيدي إبراهيم بن عامر تشهد على تاريخ مضى  ( أكثر من 500 سنة ) حيث كان طلبة العلم و حفظة القرآن الكريم من  إداوزدوت و قبائل أرغن و إندونضيف يحجون إلى هذا المكان لتلقي العلم من الفقيه العلامة سيدي ابراهيم آعمر

على تل من تلال الأطلس الصغير  إذن شيدت قريتنا على يد الجد بوقدير و الحاج احمد و هي  تابعة إداريا لجماعة النحيت دائرة إغرم عمالة إقليم تارودانت
أبناء أفيان الذين يحملون إسم بوقدير أو الآمين يتجاوز عددهم الآن 500 نفر حسب الإحصاء الذي قدمه الأخ بوقدير عبد القادر أما إذا أخذنا بعين الإعتبار أبناء بنات أفيان المتزوجات إلى خارج أفيان فقد يتجاوز العدد 1000 حفيد و حفيدة من الجد بوقدير و الحاج احمد جد آيت الأمين
إذا كان نشاط أجدادنا مقتصرا في البداية على الفلاحة و التجارة من بعد ، فبنات و أبناء أفيان في الوقت الراهن دخلوا جميع مجالات الحياة : التعليم ، الصحة ، الوظيفة العمومية ، الأعمال الحرة ، الطب ، الهندسة ، التقنيات الحديثة ، القطاع البنكي ، القوات المسلحة ، الأمن الوطني ،  الدرك الوطني و كذا  المجال الثقافي و الفني
لكن و بسبب الهجرة و البحث عن ظروف عيش أحسن فإن عدد العائلات المستقرة حاليا بأفيان لا يتجاوز 30 عائلة و 8 عائلات غير مقيمة بصفة دائمة أي ما يناهز115  إلى 200 نسمة  تزاول أنشطة فلاحية بسيطة مرتكزة على تربية الماعز و جني ثمار شجر الأركان و أنشطة أخرى مختلفة
هذه بعض الإحصائيات عن ظروف عيش الساكنة هنا بأفيان
عدد مربي الماعز20 ، عدد رؤوس الماعز 500 تقريبا ، عدد أشجار اللوز 20 فقط ، عدد الأشجار المغروسة على واجهة الطريق 35 شجرة فقط ، أشجار الصبار توجد في فضائين و بكمية قليلة جدا ، بقرة واحدة في الدوار ، 5 حمير ، مسكن النحل ( تمزكيط ) 4 ، مربو الدجاج 5 عائلات ، مربي الأرانب 1 ، جميع المنازل الآهلة مرتبطة بالإنارة و أغلبها تتوفر على مرفق صحي (مرحاض ) ، عدة منازل واجهتها بدون صباغة ، عدد الأطفال المتمدرسين بالمدرسة بأفيان 12 و في داخلية إغرم 2 و بإعداديات تارودانت 3 تلاميذ ، بالمدارس العليا طالبين من أفيان أحدهما بمعهد الحسن الثاني للزراعة بالرباط و الآخر بالكلية المتعددة التخصصات بتارودانت ، الذين يحرثون الأرض لا يتجاوز عددهم 6 ، جل مساكن النحل التي تركها آباؤنا إندثرت بسبب الإهمال و تلوث البيئة ، اليد العاملة الموسمية 5 ، موظفون 3 ، متقاعدون 4 إثنان من التعليم ( مقيمان بصفة مستمرة ) مهاجر و متقاعد من القطاع الخاص
المشكل الأساسي الذي تعاني منه الساكنة هو نذرة الماء الصالح للشرب ، الصنابير الموجهة للسكان تعمل يومين في الأسبوع في أحسن الأحوال ، السد المائي إفرض و مطفية جماعية تلبي بمشقة كبيرة حاجيات الماعز
الجمعية الممثلة للسكان تعمل جاهدة لسد بعض الحاجيات الأساسية في إطار المبادرة الوطنية للتنمة البشرية ( إستعمال الجرار في الميدان الفلاحي و المساهمة في مقاومة آثار الجفاف بإستخدام الصهريج المتنقل ) كما تقوم الجمعية ببعض الأنشطة الثقافية و الترفيهية و الإجتماعية لفائدة الساكنة  :  المهرجان الصيفي السنوي ، الإعانات العينية المقدمة في شهر رمضان 
لكن هذا المجهود الذي تقوم به الجمعية سيضل ناقصا ما لم تعبئ جميع الطاقات المتوفرة أعني أبناء و بنات أفيان القاطنين بالمدن التي لا تساهم بما يكفي في هذا المجهود ، و لا بد كذلك من القيام بحملات توعوية متواصلة من أجل حث الساكنة على المشاركة والإهتمام بالنشاط الفلاحي المتنوع : زراعة الشعير ، غرس الأشجار المثمرة ، تربية الماعز ، تربية الدجاج و الأرانب ، تربية النحل بعد تنقية محيط أفيان من مسببات الثلوت ، الإهتمام بشجر الصبار .. و كل هذا لن يتحقق إلا بالتوعية و الممارسة على أرض الواقع و تقديم الدعم المادي و لو بسيط من صندوق الجمعية
لا بد كذلك من التفكير في ربط شراكات مع جمعيات وطنية و دولية تهتم بالتنمية القروية و الإسراع في تأسيس تعاونيات نسوية في مجال زيت لأركان و النسيج التقليدي أزطا و هما نشاطان مدران للدخل و لن تجد نساء القرية أية صعوبة في ممارسة هذه الأنشطة التي تعودن عليها
هذا بإيجاز تشخيص لوضعية قرية أفيان ، مؤهلاتها ، مشاكلها و آفاق مستقبلها
و الكلمة الآن للشباب الواعي الغيور على بلدته لأنه من أجل تنفيد أي إصلاح على أرض الواقع لا بد من فئة طلائعية تتجرد من كل الأفكار السلبية و تجعل أمام عينيها مهمة واحدة هي خدمة المجتمع أولا و أخيرا