المزيد

رحيل لالة أمينة الأميرة الأكثر بساطة ثارت على البروتوكول وعاشت حياة بعيدة عن الأضواء

توفيت مساء أمس الخميس 16 غشت الأميرة لالة أمينة، عمة الملك محمد السادس، وكريمة الملك الراحل محمد الخامس، بعد مرض دام عدة شهور، حسب بلاغ لوزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة.
وقد ازدادت الأميرة في أيام منفى الملك الراحل محمد الخامس وأسرته إلى جزيرة مدغشقر إبان الاستعمار، لذلك لقبت بـ”غريبة”. وكان والدها الملك محمد الخامس يصفها بالهدية التي منحها له الرحمان مؤنسة في غربة المنفى. 

في العشر الأواخر

ترعرعت أصغر الأميرات والأمراء، أبناء الملك محمد الخامس، والتي أصبحت رمزا للاستقلال وعدم الاستسلام، وتزوجت من زوجها المرحوم الوزاني وخلفت منه بنتا هي سمية الوزاني. وحظيت الأميرة إلى حين وفاتها بوضعية خاصة داخل الأسرة الملكية، إذ يحبها جميع الأمراء وينصتون بتأن لنصائحها ويعملون بتوجيهاتها. 

ومن عجائب الصدف الإلاهية أن وفاة الأميرة “غريبة”، هدية الملك بالمنفى، جاءت متزامنة مع الأيام التي توفي فيها والدها المغفور له، الذي وافته المنية أيضا في العشر الاوائل من رمضان الموافق لغشت سنة 1961. 

عاشقة الفرس 

عشقت الأميرة لالة أمينة الفرس والفروسية منذ صغرها، متمثلة الحديث الشريف “علموا أبناءكم السباحة والرماية وركوب الخيل”، لذا أوكل لها الملك الراحل الحسن الثاني رئاسة الجامعة الملكية للفروسية. 

سهرت على تنظيم أيام أسبوع الفرس وشاركت في عدة مسابقات ونظمت عدة تظاهرات للرفع من رياضة الفروسية. وحرصت على أن تكون عروض أسبوع الفرس التي تقام في “دار السلام” مجانية، فوجدت فيها ساكنة الرباط وسلا وعدد من المدن المجاورة الفرصة الذهبية لاكتشاف عالم الفرس بكل عظمته، كما تمكنت من التعرف على طبيعة الأميرة التي كانت تتحرك بين الناس بدون بروتوكول ولا حراس، لذلك ظلت توصف بأنها أميرة الشعب بامتياز.

عشق المرحومة للفرس لم يحل المرض بينها وبينه، إذ لم تستسلم وكانت خلف عدة مبادرات ومنها اقتراحها على ابن أخيها الملك محمد السادس تنظيم معرض الفرس بمدينة الجديدة، والذي استجاب لطلبها وسهر على دوارته. 

“الهدية” والرياضة 

شغلت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أمينة منصب رئيسة العصبة المغربية لحماية الطفولة والأولمبياد الخاص المغربي، وكانت عضوا باللجنة الاستشارية للأولمبياد الخاص الدولي. وشاركت في ملتقيات ومؤتمرات دولية للدفاع عن الطفولة وذوي الاحتياجات الخاصة، ونظمت مؤتمرات عالمية تستحث بها الكون بضرورة الاعتناء بهذه الفئة من الناس، وكان همها هو أبناء شعبها ووطنها. 

أميرة القصر والشعب

كلمة المرحومة عمة الملك محمد السادس، وشقيقة الراحل الحسن الثاني وكريمة المغفور له محمد الخامس ومولودة المنفى، كانت تسري في دهاليز قصور المملكة، وكانت العمة المحبوبة لدى الأمراء، لخفتها وتلقائيتها وعدم تكلفها ولارتباطها بروح المرأة المغربية. ابنة الشعب بامتياز تخرج إلى شوارع المملكة وتتحرك في بلدان المعمور وغاباته بدون بروتوكول. تحضر مؤتمرات ولقاءات من غير حرس و لا تعليمات لمنع الصحافيين أو الراغبين في أخذ صور لها. 

منقول

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى