عثرت على صورة لبعض أبناء أفيان الجيل الخامس أو ربما السادس يعود تاريخها إلى غشت 1970 , أي 42 سنة , هذه الصورة إلتقطت بآلة تصوير بسيطة تحمل علامة ديانا
الواقفون من اليمين إلى اليسار : إبراهيم نايت عيوش ـ حسن نايت محمد ـ الهاشمي نايت محمد ـ الحسين أو بيح ( من الزاويت ) ـ الحسن بن إبراهيم أو موح ـ المختار بن الحسين
الجالسون : موسى نايت عيوش ـ محمد بن احمد أولحسن ـ أبوالعزة بن صالح
كلما أضع هذه الصورة أمامي تعود بي الذاكرة إلى الوراء ، إلى الستينات و السبعينات ، عندما كنا ( نحن عائلات أفيان المستقرون بالدار البيضاء ) نقضي كل عطلنا الصيفية في تمازيرت من بداية يوليوز إلى نهاية شتنبر
كنا ننتظر بشوق و لهفة قدوم الصيف لنلتحق بجداتنا و عائلاتنا هناك في تمازيرت ، في تلك الفترة لم تكن الطريق معبدة و لا وجود للماء الصالح للشرب ، الإتصالات السلكية و الاسلكية منعدمة ، و كذلك الإنارة … الدخل الفردي للعائلات لا يتعدى بعض الدريهمات .. لكن كل هذه المعيقات لم تكن لتمنعنا عن السفر إلى تمازيرت
لم نشعر قط بالملل ، كنا نقضي أيام الصيف الطويلة في اللعب و المرح و تبادل النكت ، لا شيء كان يكدر مزاجنا
أيام درس الحصاد ـ إنرارن ـ كنا نشارك الكبار من أمثال سعيد نايت الهاشمي ، بلا نايت العربي ، محمود نايت يدير ، بوسلام نايت موح .. رحمهم الله في أشغالهم و نستمع إلى حواراتهم الممتعة و مواويلهم ـ تيزرارين ـ التي كانت تطلق في هذه المناسبات
و في المساء كنا نحضر إلى أحواش يقيمه نساء أفيان ( الذي أصبح اليوم في خبر كان ) الذي يقام في تاسوكت تحت إنارة شبه منعدمة تنطلق من مصباح تقليدي إنقرض هو الآخر من الأسواق، و كنا نحن الصغار نراقب الشبان أكبر منا سنا و نعرف من إتجاه نظراتهم من تكون المخطوبة من الفتيات بنات القرية ، حيث كانت أنذاك الوسيلة الوحيدة كي يتعرف الشاب المقبل على الزواج على خطيبته قبل أن يصارح أبواه و بالنسبة للفتاة كانت مناسبة أحواش فرصة للظهور أمام شبان القرية
( الآن تغير كل شيء رأسا على عقب )
أما عندما تقام الأعراس في أفيان أو في القرى المجاورة ، فحدث و لا حرج ، فتلك كانت المناسبات التي لا تعوض للبحث عن عروسة بالنسبة للشاب و مناسبة للظهور في أحسن مظهر بالنسبة للفتيات
أما أحواش الرجال فكنا ننتظر بأحر من الجمر تلك المبارزات الساخنة بين يحيى الذي بدأ يسطع نجمه ، علي أولحاج من إغير رحمه الله ، بن المهدي من تلات (على ما أظن ) الذي إعتزل مبكرا ، بوسلام أهمو من والكسن ، باخشين رحمه الله من تفراوت نإداوزدوت و بن زيدا رحمه الله من طاط
في السبعينات ، كانت تقام المواسم و أنموكار و هي لعمري أحلى ذكريات كنا ننظر بإجلال إلى كبار القبيلة و هم يخططون لإنجاح الموسم ، يناقشون كل الأمور الصغير يحترم الكبير ، القوي يأخد بيد الضعيف ، الغني يصرف من ماله دون إحراج الفقير
يا أسفاه ، كل هذه المناسبات الجميلة لم يبق منها شيء ضيعنا بعضها و أتت العولمة و الإيديولوجيات الدخيلة على ما تبقى منها
ملحوظة : كل هؤلاء الإخوة على الصورة هم الآن أباء نجحوا في تكوين أسرهم و تربية أبنائهم ، البعض ممن ساعدهم الحظ أوصلوا أبنائهم إلى مراتب عليا من التعليم منهم المهندس و التقني .. و البعض أبنائهم هم من يصنع الفرجة الآن في ملاعب كرة القدم بالوازيز و بالحي المحمدي و هم من يهدي أفيان الإنتصارات
بعض الأسماء كانت متواجدة في تمازيرت غابت عن هذه الصورة : علي بن الهاشمي ـ مبارك بن الهاشمي ـ الحسين بن لحسن أمبارك ـ الحسن نايت محمد رحمه الله ـ امحمد أموح ـ سي موح نايت عابد أموح ـ الحسن نايت الأمين ـ اليزيد نايت احمد أموح ـ الغازي و الطيب نايت اليزيد