أخبار آفيان

أفيان : هل جيل اليوم في مستوى ما قام به الأجداد من تضحيات ؟

1660793962_small2-new1

أجدادنا الذين أسسوا أفيان منذ مائتي 200 سنة عاشوا ظروفاً صعبة ومع ذلك كانوا أكثر انتماءً لتمازيرت
كان الجميع يهب من أجل المصلحة العامة ، فالكل كان مشاركا لهدف واحد وهو إزدهار أفيان و تمثيلها أحسن تمثيل في أوساط القبيلة التي ننتمي إليها : إداوزدوت
عندما نرجع للوراء إلى بداية القرن 19 م عند تأسيس أفيان على يد الجد بوقدير و الحاج احماد و إن رجعنا إلى الأمس القريب إلى الستينات و السبعينات من القرن الماضي سنتعرف على صعوبة عيش الأجداد ، سنجد أن القوت اليومي للأبناء كان أكبر همهم ، فالمعيشة كانت صعبة للغاية من حيث توفير السكن و الأكل و الماء، معاناة يومية في سبيل توفير لقمة العيش وتدبير أمور الحياة

وعلى الرغم من هذه المعاناة إلاّ أن هناك ما هو أكبر وأهم في تلك الفترة ألا وهو إنعدام الأمن، كان الأجداد الأوائل مرغمون على الدفاع عن أنفسهم و أبنائهم و ممتلكاتهم من الأعداء المتربصين و من قطاع الطرق و كانت البلدة تحتمي خلف الأسوار التي تغلق ليلاً وتفتح في الصباح الباكر، وكان الكل في حيطة وحذر وترقب من هجمة على حين غرة قد تفقده ماله أو تزهق روحه

رغم ذلك كان لذى الأجداد عزيمة واصرار للمضي في حياتهم و توفير متطلباتهم التي من أهمها في ذلك الوقت توفير الماء في بلد قليل الأمطار، فقاموا بحفر المطفيات و السدود ـ إفرض ـ ، وبنوا بالأحجار الكبيرة ـ أنرار ـ لدرس حصادهم من الشعير و غرسوا أشجار اللوز و الصبار و بنوا كذلك زرائب للماعز ، و قبل ذلك شيدوا منازلهم بالحجارة والطين وبالأخشاب المتوفرة وصمدت تلك البيوت الطينية لعشرات السنين
لابد أن نشير إلى قوة إرادة أجدادنا وذلك من خلال التكيف مع الظروف المناخية القاسية من البرد القارس إلى لهيب الصيف الحارق مروراً بالعواصف الشديدة، والحقيقة أن ذلك الجيل قد عاش حياة صعبة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ; أدعوكم لإعادة قراءة ما كتبه أخونا بوقدير عبد القادر عن سيرة الجد بوقدير: حياة و كفاح

فعندما نستمع إلى كبار السن من الأجداد وهم يقلبون صفحات الماضي عن جيل كافح من أجل لقمة العيش يخيّل إليك أن ما تسمعه من قصص وحكايات ضرب من خيال، كانت الحياة صعبة جداً من حيث توفير سبل المعيشة مما يحدو بالبعض ترك البلدة بحثاً عن الرزق، فهناك من اتجه إلى العمل بالتجارة بالدار البيضاء و السفر في تلك الحقبة كان محفوفاً بالمخاطر مع إنعدام الأمن وكثرة قطاع الطرق والمخاطر الطبيعية ، وإذا ما عاد المسافر إلى أفيان و أهله فيكون كأنه مولود من جديد
إن ما دعانا إلى ضرورة تقديم المعاناة التي عاشها جيل الأمس من الأجداد، هو ما نراه اليوم في بعض أبناء أفيان من التنكر للأصل و التهرب من تحمل و لو قسط يسير من المسؤولية
أين نحن من المؤسسين : الجد بوقدير و الحاج احماد ؟
أين نحن من جيل الرواد : أدا الهاشمي ـ أدا العباس ـ الحاج مبارك و الحاج عبد الله؟

Photo-0007-300x225
أين نحن ممن حمل المشعل من بعد : عبد الله نايت عثمان و محمد بلامين ؟

mo66ab
والذين يقفون حاليا في الواجهة ، واجهة النضال من أجل أفيان ، هم مع الأسف قلة قليلة تعد على رؤوس أصابع اليد الواحدة
لكن مع ذلك كلنا أمل في أن يكون شباب اليوم خير خلف لخير سلف
و الله المستعان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى