أخبار آفيان

غابات أفيان

  بسم الله الرحمان الرحيم 

ساهم الاستعمار في تلويت البيئة في البادية بسوس بقيامه  بإجدثات غابات شاسعة وقطع أشجارها ولم يسلم دوار واحد من البطش. قطع أشجارا كبيرة معمرة وافرة الظلال كثيرة الثمار متشعبة الأغصان مغذية للماشية حاضنة لأعشاش طيور متنوعة انقرضت ادكر منها  : ألباز واكدر وتكايكايت وتمدا وغاش غاش والغربان 

 هذه الغابات توارثها السكان أبا عن جد  , يرعون ماشيتهم ويتدفئون بحطبها اليابس ويعلفون بقشور تمارها و (تزكموتها  ) لأبقارهم وأغنامهم وخاصة في فصل الخريف والشتاء حيت تسقط أوراق الأشجار ويصبح الكلأ هشيما تدروه الرياح بينما  يقتاتون من الزيت المستخرج من ثمارها


ضرب المستعمر عرض الحائط بكل هذه  المنافع التي تقدمها هذه الشجرة المباركة للسكان وحاول قطع العلاقات المتينة التي تربطهم  بها مند القدم  , قطع ما يربو عن ثلاثة كلمترات مربعة من  أشجار الأركان  و استخدم السكان أنفسهم في هذه الأعمال التخريبية  , فكيف يكون شعورك وأنت تقوم بقتل حبيبتك التي تساعدك على دوائر الزمان وهي تئن وتبكي وتشكوا أمرها إلى خالقها ويكون القطع بالمنشار حيث لا تستعيد الشجرة عافيتها ونموها أبدا ؟ وخير دليل تجدها اليوم مجثتا فوق الأرض مالها من قرار

كل هذا ليستمتع المعمر المستكبر في الأرض بالدفء هو و عائلته ,  لم يستثنى الحاكم الفرنسي أحدا من الخدمة ولو كان معاقا يقود الأعرج الأعمى الذي يحمل حزما من الحطب الثقيل إلى الشاحنة التي تجوب الطرق ذهابا وإيابا وترسم طريقها في حقول الناس دون مراعاة شعورهم بالحنق عليه وما تقدمه هذه الحقول من خير للسكان

زيادة على الفساد في الأرض  , و إمعانا في تدليلهم فرض الحاكم الفرنسي ضريبة عينية على السكان على الأغنام والبقر والحمير وما تبقى من شجر أركان وشجر اللوز وحتى الصبار  , لا يستثني أحدا ولو كان فقيرا مدقعا

أسوق هنا قصة واقعية   اخذ الناس منها مثلا يضربونه للفاشل الذي يتكلم أكثر مما يفعل وهو كما قالت عائشة للنصراني  والوا ما يلان ايارموي  ليس عندنا شيء يا نصراني  , كان المراقب يأتي إلى السوق ويجلس في غرفة بباب السوق تسمى احشوش لازالت شامخة إلى ألان .يسكن رجل هرم بافيان لا يستطيع الوقوف ولا يملك شيئا من حطام الدنيا وكانت له ابنة تسمى عائشة سألها المراقب عن أملاكهم وماشيتهم هل يملكون شيئا يؤدون عليه الضريبة ردت عليه بمقولتها الشهيرة والوا ما يلان ايارموي بلا يان أفقير  ليس عندنا شيء ما عاد شيخا هرما

وقصة أخرى ذهب المراقب إلى منطقة اندونضيف ليحصي أملاك الناس فقالوا له اسأل عن رجل هناك يقال له الهر موز سيعطيك جميع التفاصيل والمعلومات .صادف المراقب الهر موز بنفسه وسأله أين أجد الهرموز فطن له الرجل وأجابه فورا لقد مات رحمه الله سأله باندهاش متى توفى قال له في هده الساعة

ترك المستعمر هذه الضريبة في أعناق الناس حتى بعد الاستقلال  , يأتي الشيخ ليحصي الأغنام في الزرائب قام رجل بعزل أكثر من عشرين رأسا لم يخرجها ليراها الشيخ أمغار فيحصيها وفجأة رفعت ماعزة صوتها بالثغاء سمعها الشيخ وقال له إذا أردت أن تنقص العدد فأغلق أفواهها بالعجين لكي لا تفضحك عقابا لك سأضيف عشرين رأسا.

وفي إحدى سنوات الجفاف أمر جلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله بإلغاء هذه الضريبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى