المزيد

هذا سر تفوق المغاربة في حفظ القرآن عالمياً

أدت دور القرآن بالمغرب دورا ريادياً كبيراً في مجال الدعوة، ونشر تعاليم الإسلام بأسسه الصحيحة، وغرس السنة في النفوس، وهو ما أدى بفضل الله عز وجل إلى أوبة كبيرة إلى الكتاب والسنة من لدن كثير من فئات المجتمع المغربي، وهذا ما جعل هاجر بوساق تفوز بالجائزة الأولى في المسابقة العالمية لتجويد القرآن الكريم بماليزيا في فئة السيدات، وتتويج محمد الأطرش بجائزة تونس العالمية، وأحمد شهبون في فرع تلاوة القرآن الكريم بمملكة البحرين ومحمد بوشكوش بمسابقة التلاوة لقناة  الجزيرة

تفوق المغاربة ليس محض صدفة، وهذا ما أكده عبد الواحد بنداود مدير التعليم العتيق بوزارة الأوقاف و الشؤون الاسلامية المغربية، قائلاً  إضافة إلى حب المغاربة للقرآن وانتشار عدد كبير من “الكتاتيب” القرآنية يبلغ عدد الطلاب وفقا لإحصائيات الوزارة في سنة 2012 إلى حوالي 429 الف، 148 الف في العالم القروي و 281 الف في العالم الحضري

وأضاف” عدد الكتاتيب وأماكن تحفيظ القرآن تصل إلى حوالي 29 ألف مركز، وتتفوق منطقة سوس الأمازيغية على الصعيد الوطني حيث يبلغ العدد 8543 تليها منطقة مراكش ب 5912، إضافة إلى تقدم ملحوظ في منطقة الشمال طنجة- تطوان في السنوات الأخيرة لتحتل الرتبة الثالثة، وينتشر حوالي 80 % من الكتاتيب في العالم القروي نظرا لعدم وجود مدارس تغطي جميع البلاد، ونظرا للتقاليد فعلى سبيل المثثال في بادية سوس عندما يبلغ الطفل الأربع سنوات يرسل إلى الجامع لحفظ القرآن وأغلب دور القرآن تدار من طرف جمعيات أو محسنين

قراءة ورش

يقرأ المغاربة القرآن برواية ورش عكس المشارقة الذين يتبعون قراءة حفص، ويُعتقد أن تلك الرواية استأثرت باهتمام المغاربة لسبب لغوي هو قابليتهاللتلاؤم مع نطق الحروف القريبة سواء من اللهجة المغربية أو الامازيغية المنتشرة في المغرب، وتتجلى أهم الاختلافات في النطق بالهمزة، فالعديد من المغاربة لا ينطقون بالهمزة في كلمات كالأرض مثلاً في حين يهمز المشارقة الذين يقرؤون بحفص، هنهاك عامل آخر يتميز به المغاربة في الحفظ عن غيرهم هو قراءة الحزب الراتب بعد صلاة المغرب والصبح وهي قراءة جماعية لحزب واحد تنتشر في الزوايا وفي المساجد، وهي طريقة تحتم اعتماد طريقة قراءة واحدة حتى لا يقع لحن اثناء القراءة، ويتحفظ المشارقة على القراءة الجماعية كونها لم تثبت عن الرسول

تاريخ

في نفس الإطار قال الدكتور عبد الكريم بناني متخصص في الاجتهاد المقاصدي إن” المغاربة خالفوا الاندلس الذين كانوا يهتمون باللغة العربية والشعر والآداب، حتى إذا ما برع الطفل في هذه العلوم انتقل إلى دراسة القرآن، أما في الكتاتيب المغربية فتقتصر في المرحلة الأولية على حفظ القرآن فقط دون دراسة الحديث ولا الفقه ولا الشعر

وأضاف” يقوم الطفل بعد التحاقه بالكتاب بمباشرة حفظ القرآن عن طريق الألواح التي تعتمد على السماع من الشيخ مباشرة ثم القراءة عليه من طريق اللوح سماعاً وكتابة وعرضاً، وهذا المنهج أنتج مردودية عالية على مستوى تخريج أفواج من الحفظة، وأصبح المغرب في السنين الأخيرة يصدر الائمة إلى المشرق خاصة إلى دول الخليج حيث استقبلت دولة الامارات السنة الماضية اكثر من ألف إمام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى