المزيد

بوفوس: صَوّرنَا المجتمع والطبيعة في “أمودّو” بروح استكشافية

بوفوس: صَوّرنَا المجتمع والطبيعة في "أمودّو" بروح استكشافية
حاوره: محمد بنعزيز
الخميس 20 شتنبر 2012

الصورة: حسن بوفوس في بلاد  الثلج والنار

يعتبر البرنامج الوثائقي “أمودو” من أقدم وأنجح البرامج التي تقدمها التلفزة المغربية. وقد شرع في تصوير حلقات خارج المغرب منها إيسلندا… وهو يحظى بمتابعة ويحصل على جوائز وتعاد حلقاته باستمرار. البرنامج من إخراج حسن بوفوس. في السادسة والثلاثين من العمر، حاصل على الإجازة في التاريخ، وقد راكم تجربة تستحق الاقتسام. إليكم هذا الحوار معه

كان لديكم حس بالاتجاه حين طرحتم مشروع أمودو… كيف ولد المشروع؟

المشروع كان في الأصل عبارة عن حب وشغف ومغامرة من قبل مستغورين عشقوا استكشاف خبايا وعوالم تحت الأرض، فكانت الكاميرا ترافقهم لتوثيق المشاهد، فكانت المشاهد التي ترى بالمغارات مشاهد مثيرة ورائعة فكر على إثرها المستغورون وعلى رأسهم السيد الحسين فوزي أنه من الضروري مشاركة الآخرين هذه المغامرات وذلك عن طريق تقديم مشروع سلسلة وثائقية كانت باللغة الفرنسية  سرعان ما تغير بعد طول مداولات ومشاورات الى اسم أمودّو (الذي يعني السفر باللغة الأمازيغية) ليخرج بذلك من إطار خاص هو الاستغوار الى إطار عام هو السفر عبر الزمان والمكان

كم عدد الحلقات التي بثت الآن من أمودو؟

تم بث 130 حلقة

ما هي الجوائز التي حصل عليها البرنامج؟

حاز البرنامج على العديد من الجوائز الدولية

• 2011 تنويه خاص لجنة التحكيم بالمهرجان الدولي لفيلم الحيوان والبيئة – الدورة السابعة – الرباط 30 مارس – 2 أبريل 2011
• نونبر 2009 الجائزة الذهبية لأحسن مدير تصوير بمهرجان الاعلام العربي بالقاهرة عن شريط أمتضي واحة أم المخازن
• ماي 2008 جائزة أحسن إخراج بالمهرجان الدولي للفيلم القصير والشريط الوثائقي بالدار البيضاء عن الفيلم الوثائقي “العيد عند الرحل”
• دجنبر 2007 الجائزة الذهبية لأحسن وثائقي بمهرجان الاعلام العربي بالقاهرة عن شريط حديث الصورة
• 2007 الجائزة الأولى أحسن إخراج عن شريط العيد عند الرحل
• جوائز أحسن برنامج بمهرجان نجوم بلادي سنوات 2003 و 2005 و 2006
• 2006 جائزة تنويهية بمهرجان الجزيرة للافلام الوثائقية
• 2002 الجائزة الذهبية لأحسن إخراج عن حلقة ذاكرة تاگموت بمهرجان الاذاعة والتلفزيون بالقاهرة

زاد الطلب على الوثائقي في السنوات الأخيرة ظهرت قنوات متخصصة في الوثائقي بم تفسر ذلك؟

كانت مشاهدة الوثائقي منذ مدة طويلة امرا مطلوبا ومهما، لكن امكانيات انتاج مثل تلك البرامج كان مكلفا جدا، اليوم تغيرت الامور وصارت تكاليف الانتاج اقل فصارت شركات الانتاج تأخذ هذا المنحى، وهذا ما يفسر تزايد قنوات الوثائقي التي بدأت تجد المادة الجيدة القابلة للبث

في الكثير من المقاهي تجد الزبناء يشاهدون ناشيونال جيوغرافي. ما الذي يبحث عنه هؤلاء المتفرجون؟

أظنهم يبحثون عن المتعة والاستفادة. ناشيونال جيوغرافيك هي خلية من الطواقم المحترفة المزروعة عبر كل العالم منذ أزيد من قرن فهي راكمت تجربة تفرض عليك احترامها. وهي تقدم للمشاهد مواضيع متنوعة تعطش اليها المشاهد في ظل التفاهات التي يتلقاها من الاعلام الباهت الذي لا يسعى إلا إلى الربح المادي

اشتق اسم الوثائقي. من الوثيقة. أي المعلومة والحجة. كيف يتجلى هذا في صوركم؟

الوثائقي أي التوثيق بالصورة وهو خزن المعلومة بحيث نجدها وقتما شئنا أينما كنا. لا تؤثر بها عوامل الزمان. فلا تنقضي بموت صاحبها مثلا. في أمودو وعبر عقد من الزمن وثقنا العديد من الأماكن والأشخاص توفي أغلبهم، ولم يكونوا ليوثقوا في التاريخ لولا كاميرا امودو، الامثلة كثيرة، منها مثلا قصة الهبازي الرجل العجوز بنواحي شيشاوة الذي اشتهر بفضل اكتشافه لنوع من اسلاف الديناصورات التي سميت باسمه ,  هذا الرجل المشهور لدى علماء الباليونتولوجيا يعيش منعزلا لم يفكر أحد أن يزوره أو يوثق مسيرته الى أن جاء أمودو وخصص حلقة بكاملها لحكايته… والامثلة متعددة

ما هي الموضيع التي تناولتموها لحد الآن؟

طوال عشر سنوات من البحث والتقصي وبإطلالة بسيطة على عناوين الحلقات ترى أنه تطرق البرنامج الى المواضيع ذات العلاقة بالانسان والطبيعة. فكانت المواضيع ذات البعد الاستكشافي. كحلقات 10 دهاليز الاطلس دلائل من التاريخ (أصيلا) الهري وتاخوبايت. محمية النعيلة .البحث عن الشجرة التنينية… ومواضيع تاريخية إفران الاطلس الصغير أرض التعايش، ذاكـرة إيفني تافيلالت بين الامس واليوم، مدينة الجبلين، وا حة فم زكيد، ترغة التاريخ والطبيعة شفشاون بين قرون الجبال… ومواضيع دينية وشخصيات طبعت الساحة الدينية المغربية القطب عبد السلام بن مشيش زا وية مغيميمة أمتضي واحة الدرقاويين هيلولة الصويرة

كما خصصنا موسما مميزا لقصة الفرنسي ميشيل فيوشانج الذي قام بزيارة سرية الى السمارة بالصحراء المغربية سنة 1930 ومات على إثرها مباشرة فتتبعنا بعد أكثر من 70 سنة مسيرته من فرنسا الى السمارة مرورا بالمناطق المغربية الجنوبية فكان ذلك فرصة للتعرف على تلك الأماكن وعاداتها وأهلها الخ…. ومواضيع علمية أسطورة الحجارة محلقون في الظلام ديناصور المغرب… مواضيع اجتماعية متنوعة حازت على جوائز داخل وخارج الوطن مثل رحل الاطلس ، آخر الأمناء، ابل بلال ار ث الايدي المراة الجبلية

في التحضير، ما عدد الصفحات التي تكون مكتوبة من الحلقة قبل تصويرها؟

قبل التصوير يتم تحديد مكان التصوير ويتم وضع تصور شامل للحلقة دون اللجوء الى التفاصيل، فالهدف هو الاكتشاف

ما الذي تضمه هذه الصفحات؟

نحن نحمل معنا كتب الاستكشافات والخرائط وآلات الجي بي إس مما يسهل علينا اكتشاف المناطق. نحن نسعى الى اختيار اماكن ومواضيع تظهر لأول مرة على الشاشة

عند تصوير الطبيعة تلعب الصدفة دورا كبيرا كيف تنظمون هذه الصدفة لتناسب ما حضرتموه وكتبتموه مسبقا؟

بالفعل فسيناريو الطبيعة مفروض علينا، نحاول مسايرته يكفي فقط أن تترك الكاميرا مفتوحة، الامر يحتاج الى خيال واسع و حظ وافر اضافة الى كتابة جيدة وموسيقى مناسبة

اثناء التصوير يجب ان تحضر سرعة البديهة والانتباه لادق التفاصيل، عند جمع المعطيات الكثيرة و إفراغ الاشرطة داخل نظام التوضيب يتم معاينة كل المشاهد لاختيار الجيدة منها وحذف المتذبذبة، التوضيب يأخذ وقتا طويلا يحدد خلاله مسار القصة , وتتم الكتابة موازاة مع ذلك

تستخدمون لقطات بالطائرة، لماذا؟

اللقطات الجوية تحدد الإطار العام الذي يحضن الموضوع المتناول. من الاعلى يبدو لك مثلا واد اللوكوس ملتويا كتنين، وهذا يبرر وصف الرحالة الاغريق له

كيف تتتبع أصل وأبعاد المسألة التي تتناولها في كل حلقة؟

كل حلقة تنفرد عن الأخرى، وكل موضوع يفرض تناولا معينا فالبيئي يختلف عن الديني والعلمي عن التاريخي.. لكن القاسم المشترك بينهم هو الموضوعية وإظهار الواقع كما هو دون روتوش

هل يوجد خط سردي في الحلقات؟ ما هو الرابط الذي يخلق مونتاج الصور؟

نحن في أمودو نحاول أن ننوع في طريقة السرد، وهذا أمر صعب إذ تحتاج دائما الى الأفكار المتجددة، وقد نوعنا في العديد من الحلقات ما بين السرد النصي الشعري الحكائي في حلقة آخر الامناء، إذ قمنا بتجربة فريدة تمثلت في إدماج االشعر في الحلقة موازاة مع التعليق مما أعطى حلقة مميزة بشهادة المشاهدين. في أحيان أخرى نترك الصور تعبر وتتحدث دون تدخل من المعلق، وهو الأمر الذي حدث في حلقتين “حديث الصورة” و “من أعماق تازكة”

ما وجهة النظر التي تعرضونها؟

وضع وثائقي أمودّو منذ حلقاته الاولى نصب عينيه تثمين المؤهلات السياحية والتاريخية المغربية وتحسيس المشاهد بأهمية موروثه الغني إن على المستوي الثقافي أو الديني أو التاريخي أو البيئي، ولتحقيق ذلك يتم توظيف جميع الوسائل الممكنة من تقنيات حديثة واسلوب مميز في كتابة النص والموسيقى يستمد حيويته من كون الطاقم الذي يشتغل داخل خلية أمودّو يؤمن بشدة برسالته التي يحملها على عاتقه

تمزجون في جانب الصوت بين البرويتاج والتعليق الخارجي والشهادات. ما معيار اختيار هؤلاء الذين يدلون بشهاداتهم؟

يتم اختيارهم كل في تخصصه. فان تعلق الامر بموضوع علمي يتم استشارة المتخصصين كالجيولوجيين والباليونتولوجيين او المؤرخين خصوصا وان لدينا متعاونين كثر في كل المجالات

أما إن تطرقنا الى موضوع تندر به المراجع فلا مناص من البحث عن ذوي الاعمار المتقدمة شريطة ان يكونوا ذوي ذاكرة جيدة يقربونا من الموضوع المتناول

تركزون على الطبيعة، على الحيوانات والحجارة. هناك اهتمام قليل بالواقع والسوسيولوجيا. لماذا؟

كما أشرت سابقا خلال 130 حلقة تم التطرق الى مواضيع عديدة اهمها الجانب الانساني المنظم داخل مجتمعات مختلفة. فالرحل نالوا نصيبهم الوافر والحرفيون المرتبطون بالارض وكذا سكان المناطق النائية وأولئك الذين يفضلون الخلوة بعيدا عن معالم الحضارة قصد التعبد… بل ان تلك الحلقات هي التي جلبت لنا جوائز من مختلف المهرجانات

hespress.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى