المدرسة العتيقة

مسجد المدرسة القرآنية العتيقة سيدي ابراهيم بن عمرو – أفيان النحيت

” إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله و اليوم الآخر و أقام الصلاة و أتى الزكاة و لم يخش إلا الله فعسى اؤلاءك أن يكونوا من المهتدين “

صدق الله العظيم
انتهت هذا اليوم أشغال تركيب الزليج على أرضية باحة مسجد افيان العتيقة و كذا أشغال طلاء الصباغة على الجدران .
يعود تاريخ بناء مسجد أفيان – العتيقة الذي يقع وسط بلدة أفيان بجماعة النحيت إلى بداية القرن 19 ميلادية ( ازيد من 200 سنة ) حين قرر أعيان قبيلة اداوزدوت تأسيس مدرسة قرآنية على غرار المدارس القرآنية المنتشرة في سوس ، و كان لهذه المدارس القرآنية كما يعلم الجميع دور كبير في صيانة وحدة المغرب و هويته فضلا عن إشاعة التوعية الدينية الصحيحة كما أن هذه المدارس عملت الكثير في ميدان محاربة الأمية ؛ و هكذا تمت دعوة سيدي محمد الشريف الإللني أحد خريجي مدرسة
” تيمكدشت ” الشهيرة في تلك الحقبة من حكم المولى سليمان للقدوم إلى إداوزدوت و الإشراف على بناء هذه المعلمة الدينية و من تم تأسيس زاوية حملت إسمه و أصبحت من الفروع النشيطة لزاوية تيمكدشت التي توسع مجال نفوذها خلال القرن 19 ميلادية .
بني المسجد بالأحجار و الطين على يد أمهر البنائين في عصره محمد بن موسى الورزازي ، سقف المسجد من خشب النخيل تبرعت به ساكنة القبائل المجاورة ” آرغن ” و ” اندونظيف ” أما بقية مرافق المدرسة القرآنية فهي مبنية حديثا بالاسمنت المسلح .
حملت المدرسة إسم سيدي ابراهيم بن عمرو تكريما لهذا العالم الزاهد القادم من أمانوز ناحية تافراوت و الذي ينتمي إلى عائلة دينية صالحة تعرف بالأسرة اللكوسية و يمتد نسبه إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، حل بهذه الأرض المباركة و هو في أواخر عمره في القرن 16 ميلادية ( منذ أكثر من 500 سنة ) قصد تحفيظ القرآن الكريم و المبادئ الأساسية لديننا الحنيف لطلبة العلم من قبيلة اداوزدوت و كذلك من القبائل المجاورة إلى أن وافته المنية و دفن هنا في بلدة أفيان حيث يوجد قبره جوار المدرسة القرآنية .
للتذكير إسم أفيان إسم امازيغي مركب من كلمتين ” أفا ” أي التل أو القمة و ” يان” إسم إشارة لأن البلدة بنيت فوق تل ، وضع حجر بنائها الأساسي الجد بوقدير مع بداية القرن 19 ميلادية بعد أن فتك وباء الطاعون الكبير الذي ضرب شمال و جنوب المغرب 1799/1800 ميلادية ( 1212/1214 هجرية ) باهله و عشيرته .
أشغال الصيانة و الإصلاح ستتواصل بعون الله و قوته ، فاللهم جازي المحسنين خير الجزاء و أجعل يا رب هذه الصدقات في ميزان حسناتهم إلى يوم الدين يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
آمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى