المزيد

ما هى الأعمال التى تثقل الميزان؟

ما هى الأعمال التى تثقل الميزان؟

وإذا كانت الأعمال الصالحة التي تحصل بها النجاة يوم القيامة، تتفاضل في وزنها عند الله، فإن ذوي الألباب الكاملة، والعقول الراجحة سيبحثون عن أهم الأعمال التي تُثقل الميزان؛ ليجعلوا لها الأولويّة المطلقة والمساحة الأكبر من أعمالهم الصالحة، فيُكثروا منها، ويشتغلوا بها، لأنّ قليلها يعدلُ الكثير من غيرها، ولعلّ بعض “مثاقيل الأعمال” هي أقلُّ جهداً وأيسرُ ممارسةً من أعمالٍ هي دونها في الأجر، وأكثرُ جهداً في التطبيق

فلذلك كان هذا الموضوع الذي سنحاول من خلاله التعرّف على أهم الأعمال ذات الوزن الأكبر، في ميزانٍ لا يثقل إلا بالحسنات والسيئات

وأوّل ما يُقال هنا: أن كلّ حسنةٍ لها مكانها في الميزان، ولن يضيّع الله عملاً مهما كانت ضآلته وحقارتُه: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة} (النساء: 40)، {فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرةٍ شراً يره} (الزلزلة: 7-8)، ولربما كانت نجاة العبد في ذلك العمل الذي احتقره، فكان الميلُ اليسير لكفّة الحسنات بسببه، إلا أن الأهم أن نسعى في تحصيل الأعمال التي لها شأنٌ كبيرٌ عند الله سبحانه وتعالى، وأوّلها ولا شك: أداء الفرائض والواجبات، بنصّ حديث النبي –صلى الله عليه وسلم- كما رواه عن ربّه تبارك وتعالى: (وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه) أخرجه البخاري، ثم يأتي بعدها في المرتبة، ما يكون من النوافل والمستحبّات، وسوف يرد ذكرُ شيءٍ منها في ثنايا الموضوع

وعلى أية حال، فإن أوّل ما يثقل في الميزان، شهادة ألا إله إلا الله؛ لأنها كلمةُ الحق التي قامت بها السماوات والأرض، وأُنزلت الكتب، وأُرسلت الرسل من أجلها، وبلغ من عِظمها، وجليل وصفها، ما جاء في الحديث القدسي: (يا موسى، لو أن السموات السبع وعامرهن غيري، والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله) رواه النسائي في السنن الكبرى، والحاكم في مستدركه، وليس الأمرُ تمثيلاً مجرّداً، بل إن هذه المفاضلة الحاصلة بين لا إله إلا الله، وبين غيرها من الأعمال، ستحصل يوم القيامة، ودليلها حديث “البطاقة” الذي رواه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الله سيُخلص رجلا من أمتي على رءوس الخلائق يوم القيامة، فينشُر عليه تسعة وتسعين سجلاًّ، كل سجِلٍّ مثل مدِّ البصر، ثم يقول: أتنكر من هذا شيئا؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول لا يا رب! فيقول: ألك عذر؟ فيقول: لا يا رب! فيقول: بلى! إن لك عندنا حسنة، فإنه لا ظلم عليك اليوم. فتخرج بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فيقول: احضر وزنك، فيقول: يا رب! ما هذه البطاقة مع هذه السجلاّت؟ فقال: إنك لا تظلم. فتوضع السجلات في كفّة والبطاقة في كفة، فطاشت السجلاّت، وثقلت البطاقة، فلا يثقل مع اسم الله شيء) رواه الترمذي وابن ماجه

ومن مثاقيل الأعمال، التسبيح والتحميد، والتهليل والتكبير، وورد في ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن :  سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم  متفق عليه

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى