المزيد

المغاربة و جدلية وحدة المطالع : واش كلينا النهار الأول في رمضان …؟

عبدالاله بوسحابة ـ هبة بريس

في كل سنة يطل علينا فيها شهر رمضان إلا و يطرح نفس السؤال الذي يحمل في طياته معان كثيرة ربما لها وقع و أثر كبير في نفوسنا كمغاربة و مسلمين : واش كلينا لرمضان راسو … ؟ و سأحاول من خلال هذا التساؤل ان أتطرق لهذا الموضوع الشائك في شقه العام و ان كنت لست برجل الاختصاص , لكنني سأحاول أن أدلي بدلوي في مقاربة قد تصيب , و قد تخيب …فهذا طرحي و لمن يهمهم الامر حرية التعليق و الحكم عليها

أمام هذا التقدم التكنولوجي الهائل أصبحت الضرورة حتمية في اعتماد وسائل أكثر تطورا من خلال عملية مراقبة الشهور القمرية , بل إن باب الاجتهاد في هذه المسألة ربما أصبح مفتوحا مادام سيقدم للمسلمين خدمة مميزة قد توحد صفهم على الأقل في مسالة صيام شهر رمضان الأبرك , لما لهذا الشهر من مكانة خاصة في نفوس كل المسلمين , لكنني أرى على ان التباين و الاختلاف في صيام هذا الشهر له أبعاد سياسية أكثر منها إيديولوجية , خاصة في ظل الصراع الدائم بين عدد من الدول الإسلامية الشقيقة ( مع وقف التنفيذ ) , و لا أذل على ذلك الحالة الاستثنائية لدولة ليبيا أيام الزعيم الراحل معمر القدافي الذي كان يسبق جميع الدول المسلمة بيومين في موقف يبقى غريب و ربما غير مسبوق في تاريخ الدول الإسلامية , و الامر ذاته بين المغرب و الجزائر , و عدد من الدول الاسلامية المتنافرة , على الرغم من ان الفرق بين هذا الدول من أدناها إلى أقصاها هو ساعات معدودة ليس إلا , فمثلا بين المغرب و العربية السعودية 3 ساعات , و بين المغرب و الإمارات العربية 4 ساعات … , أظن أن الفكرة وصلت ذوي الألباب , فلا معنى لهذا الشتات الذي أرخى سدوله حتى في الشهر الذي ينبغي ان يوحد بين المسلمين في مختلف ربوع المعمور

 

و قد كثر الجدل بخصوص إمكانية توحيد شهر الصيام و كافة الشهور القمرية , في إشارة إلى الوحدة العربية و الإسلامية , و قد سبق لأحد العلماء التونسيين جزاه الله عنا كل الخير ان قام باختراع جهاز يستطيع رصد الهلال في جميع الحالات المناخية , لكن للأسف فالفكرة لم تلقى ترحيبا ممن اناس يصرون على أن نبقى نحن معشر المسلمين شتى متفرقين , و هنا أتوجه بالسؤال إلى أهل الذكر من العلماء , ماذا قصد المولى عز و جل حين قال في محكم كتابه : ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه…البقرة الآية 185 ) , لان القضية تحتاج فعلا لمناقشة صريحة بين علماء المسلمين , لان الله تعالى قال ( فليصمه ) و لم يقل ( فصوموا ) , فهل قصد بقوله تعالى ( فليصمه ) أهل ذلك البلد ؟ و إذا كان الأمر كذلك فكيف حدد الشرع معالم كل بلد على حدا ؟

لكل ذلك أصبحت مسألة مناقشة هذا الفكرة إلزامية بل و ضرورية حتمية جدا , بغية إزالة كل لبس او سوء فهم قد يتحول إلى خلاف أو جدال , و ما طرحي لهذه القضية إلا محاولة مني من وجهة نظري المتواضعة جدا لتوحيد صفوفنا كمسلمين رغم تباعد المسافات , و أظن أن الصحابة أو تابعيهم أو تابعي تابعيهم ممن صلح من سالف امة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , ما كانوا ليتوانوا لو توافرت لديهم كل هذه الإمكانيات المتطورة التي نتوفر عليها نحن اليوم من اجل توحيد الصفوف , فديننا جاء ليرمم كل الصفوف و يوحد كلمتها , فنظرت الغرب إلينا كمسلمين متنافرين في ظل الوحدة المطلوبة عرفا و شرعا لن ترتقي إلى نظرة الاحترام و التقدير و قد تفرقت بنا السبل و فرقتنا المصالح و الأهداف 

هذا و ما كان من خطأ أو سوء فهم فمني و من الشيطان , ليبقى الدور على من طلب الله عز وجل ان نتوجه إليهم بالسؤال في كل قضية عالقة غامضة حين قال :  اسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى