المزيد

بعد المغرب.. ليبيا تتجه نحو الاعتراف الرسمي باللغة الأمازيغية

يتجه الليبيون نحو إقرار اللغة الامازيغية في الدستور والاعتراف بها كلغة رسمية للبلاد إلى جانب العربية، وذلك في أول دستور بعد سقوط نظام الطاغية معمر القذافي، الذي عانى الامازيغ في ظله الامرين، بفعل القمع والتقتيل الذي مارسه العقيد ضدهم والذي كان يعتبر لغتهم وثقافتهم أحد أشكال الاستعمار

ويتضح جليا ان القائمين على صياغة الدستور الليبي الجديد، مقتنعون بضرورة تضمينه بنودا تعترف باللغة الأمازيغية، إلى جانب اللغة العربية، على أنهما لغتين رسميتين في البلاد، وذلك تحت ضغط السكان الناطقين بالأمازيغية الذين يشكلون نحو 15 في المائة من الليبيين

يظهر ذلك من خلال ما قاله رئيس المؤتمر الوطني العام في ليبيا محمد المقريف بأن”اعتراف الدستور بأكثر من لغة في ليبيا لا يعد مساسا بالوحدة الوطنية،” وهو إشارة واضحة إلى اللغة الأمازيغية، حيث ان الكلام قيل يوم الجمعة، أثناء حضور المقريف مهرجان تافسوت للثقافة الأمازيغية بمدينة جادو

وقال المقريف أن “اعتراف الدستور بأكثر من لغة في ليبيا لا يعد مساسا بالوحدة الوطنية، وأن الدستور القادم ينبغي أن يعبر عن ضمير الليبيين بكافة مكوناتهم وأطيافهم وأن يلبي تطلعاتهم نحو المستقب

وأضاف رئيس المؤتمر الوطني العام في ليبيا، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الليبية، في كلمته بمهرجان تافسوت(الربيع بالامازيغية) للثقافة الأمازيغية بمدينة جادو:  ليس هناك ضير إطلاقا في أن يعترف الدستور بأكثر من لغة فيه وليس في هذا مساس بالوحدة الوطنية ولا مساس لتطلعاتنا ورؤيتنا للمستقبل الذي ينتظرنا جميعا

وتعهد المقريف بأن تجرى المداولات والمناقشات حول الدستور في المؤتمر الوطني العام “بكل شفافية ومصداقية” ويتم الاستفتاء عليه من قبل الشعب الليبي  بطريقة تمكن كل مواطن ومواطنة من أن يقول كلمته في هذا الدستور

يشار ان الحركة الامازيغية في ليبيا ساهمت إلى جانب أخواتها بشمال أفريقيا بالدفع بعجلة الاعتراف بالقضية الامازيغية من طرف الانظمة الحاكمة بالمنطقة وتغيير نظرته تجاه الثقافة واللغة الامازيغيتين

وقد كان للحركة الامازيغية بالمغرب دور مهم في دعم وانتشار الوعي بالهوية الامازيغية بليبيا بعد ربط العلاقات بين مناضلي البلدين في تسعينيات القرن الماضي، خاصة ان أمازيغ المغرب كانوا يتقنون اللغة العربية، وهو ما سهّل هذا الارتباط وعمّق بينهم الروابط بخلاف الحركة الثقافية الامازيغية بالجزائر التي كانت تستعمل اللغة الفرنسية في أغلب كتاباتها الشيء الذي حال دون ربط العلاقة تسريع وتيرة الارتباط والتصال بالليبيين الذين يتقنون العربية والانجليزية في مقابل الفرنيسة

هذا الدور الذي لعبته الحركة الامازيغية المغربية في علاقتها بنظيرتها في ليبيا لازال مستمرا حيث أن هناك تبادل للزيارات والخبرات، إذ قام مجموعة من المختصين المغاربة بدورات تكوينية لفائدة التلاميذ والأساتذة بليبيا كما ان الليبيين اعتمدوا على إخوانهم المغاربة في الترجمة إلى الامازيغية والكتابة بحروف تيفيناغ وخاصة بعد قيام الثورة الليبية التي ساهم فيها بشكل كبير أمازيغ ليبيا

يشار ان أحد ابناء زوارة الليبية، فتحي بنخليفة، هو الرئيس الحالي للكونغريس العالمي الامازيغي، حيث تم انتخابه لهذا المنصب صيف سنة 2011 بجزيرة جربة التونسية، وهو مناضل معروف بمعارضته لنظام القذافي حيث قضى سنين طويلة بالمغرب، وتزوّج إحدى امازيغيات الجنوب المغربي وكان عضوا شرفيا بمنظمة تاماينوت- فرع الرباط أواسط التسعينيات من القرن الماضي

menarapress.com

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى