المزيد

الصبر..خلق المقربين

الصبر..خلق المقربين

هذه الأيام نتظر شهر الصبر شهر رمضان المبارك وكان لابد من الحديث عن الصبر كسمة أساسية من سمات هذا الشهر الفضيل
و قال الشاعر 
وقلّ من جدّ في أمر يحاوله *** واستصحب الصبر إلا فاز بالظفر ، وقال آخر
لا تيأسن وإن طالت مطالبة *** إذا استعنت بصبر أو ترى فرجا
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته *** ومدمن القرع للأبواب أن يلجا
معنى الصبر لغةً
الصَّبْـرُ نقيض الجَزَع، صَبَرَ يَصْبِرُ صَبْـرًا فهو صابِرٌ وصَبَّار وصَبِيرٌ وصَبُور والأُنثى صَبُور أَيضًا بغير هاء وجمعه صُبُـرٌ.وأَصل الصَّبْر الحَبْس وكل من حَبَس شيئًا فقد صَبَرَه، والصبر: حبس النفس عن الجزع
معنى الصبر اصطلاحًا
الصبر هو حبس النفس عن محارم الله، وحبسها على فرائضه، وحبسها عن التسخط والشكاية لأقداره
وقيل هو: ترك الشكوى من ألم البلوى لغير الله لا إلى الله
وقيل الصبر:  حبس النفس على ما يقتضيه العقل والشرع، أو عما يقتضيان حبسها عنه
الصبر نصف الايمان
الإيمان نصفان: صبر وشكر،ولما كان كذلك كان حريا بالمؤمن أن يعرفهما ويتمسك بهما، و أن لا يعدل عنهما، وأن يجعل سيره إلى ربه بينهما ومن هنا كان حديثنا عن الصبر
أنواع الصبر الثلاثة
أنواعه فهي: صبر على طاعة الله، وصبر عن معصية الله، وصبر على أقدار الله المؤلمة
الصبر: أبرز الأخلاق الوارد ذكرها في القرآن حتى لقد زادت مواضع ذكره فيه عن مائة موضع، وما ذلك إلا لدوران كل الأخلاق عليه، وصدورها منه، فكلما قلبت خلقاً أو فضيلة وجدت أساسها وركيزتها الصبر، فالعفة: صبر عن شهوة الفرج والعين المحرمة، وشرف النفس: صبر عن شهوة البطن، وكتمان السر: صبر عن إظهار مالا يحسن إظهاره من الكلام، والزهد: صبر عن فضول العيش، والقناعة: صبر على القدر الكافي من الدنيا، والحلم: صبر عن إجابة داعي الغضب، والوقار: صبر عن إجابة داعي العجلة والطيش، والشجاعة: صبر عن داعي الفرار والهرب، والعفو: صبر عن إجابة داعي الانتقام، والجود: صبر عن إجابة داعي البخل، والكيس: صبر عن إجابة داعي العجز والكسل وهذا يدلك على ارتباط مقامات الدين كلها بالصبر، لكن اختلفت الأسماء واتحد المعنى، والذكي من ينظر إلى المعاني والحقائق أولاً ثم يجيل بصره إلى الأسامي فإن المعاني هي الأصول والألفاظ توابع، ومن طلب الأصول من التوابع زل. ومن هنا ندرك كيف علق القرآن الفلاح على الصبر وحده (وجزاهم بما صبروا جنة وحريراً) (أولئك يجزون الغرفة بما صبروا، ويلقون فيها تحية وسلاماً) ,   سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار
ولئن كان الأمر كذلك في الدنيا، فهو في الآخرة أشد وأوكد، يقول أبو طالب المكي:  اعلم أن الصبر سبب دخول الجنة، وسبب النجاة من النار لأنه جاء في الخبر  حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات، فيحتاج المؤمن إلى صبر على المكاره ليدخل الجنة، وإلى صبر عن الشهوات لينجو من النار. وقال:  اعلم أن كثرة معاصي العباد في شيئين: قلة الصبر عما يحبون، وقلة الصبر على مايكرهون
و هناك الصبر والصبر الجميل
و الصبر الجميل هو الصبر دون شكوى و برضا بقضاء الله لا يوجد فيه تأفف ولا جزع
و ليس للصبر عند الله ثواب غير الجنةانما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب
 http://www.akhbarona.com

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى