المزيد

ارتفاع ضغط الدم… مرض العصر الذي صار يرهق المغاربة

مضاعفاته خطيرة ومتعددة إلا أن المرضى يهملون علاجه لأنه مرض صامت

أطلقت وزارة الصحة، الاثنين الماضي، حملة في جل المراكز الصحية، للتحسيس بأكثر الأمراض انتشارا في صفوف المغاربة،  والتي لها مضاعفات كثيرة على صحة الإنسان، إذ يتعلق الأمر بأمراض ارتفاع الضغط الدموي. وأكدت وزارة الصحة أن ارتفاع ضغط الدم أهم عامل للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ومن أهم أسباب طلب العلاج في المؤسسات العلاجية المتنقلة. وأكدت أنه خلال آخر دراسة أجرتها سنة 2000، ظهر أن  33.6 في المائة من المغاربة الذين تبلغ أعمارهم 20 سنة وأكثر يعانون ارتفاع ضغط الدم، وأن 54 في المائة من الذين تزيد أعمارهم عن 40 عاما يعانونه أيضا، و55 في المائة من مجموع المرضى يعانون ارتفاع ضغط الدم الشرياني في الدرجة الأولى، وغالبا ما تكون التدابير العلاجية ترتكز على تعديل نمط الحياة
إلى ذلك، أقرت الوزارة أن عدد مرضى ارتفاع ضغط الدم في تزايد مستمر، وذلك بسبب زيادة وطأة التدخين، وسوء التغذية، وقلة النشاط البدني  والتوتر والقلق الذي أصبح يهدد حياة المغاربة، ومن خلال الأبحاث التي قامت بها وزارة الصحة،  فإن أكثر من نصف من يعاني هذا المرض لا يعرف أن ضغط دمه مرتفع وأنه يحتاج إلى علاج. من أجل ذلك، تنصح وزارة الصحة بقياس ضغط الدم لدى الأشخاص بعد تجاوز سن الأربعين، أو في حالات زيادة الوزن، أو في حالات توارث المرض بين أفراد العائلة الواحدة، أو عند الأشخاص الذين تتوفر فيهم عوامل الإصابة بتلك الأمراض


وأوضحت أن الذين يعلمون بمرضهم لا يتلقون دائما العلاج اللازم، إما لعدم اقتناعهم بضرورة أخذ العلاج، أو لجهلهم أو تهاونهم في طريقة العلاج، وذلك لأسباب من الممكن أن تتعلق  بإمكانية غياب مؤشرات تحذيرية أو أعراض معينة تدل على وجود ارتفاع في ضغط الدم. وفي حالة إذا ظهرت أعراض ارتفاع الضغط الدموي، فإنها تكون على شكل صداع متكرر في مؤخرة الرأس، أو الدوخة والدوار، وطنين في الأذنين، والشعور باللهاث وضيق التنفس عند القيام بجهد، وألم بالصدر مع زيادة في عدد ضربات القلب، والإغماء. وغالبا ما تدل الأعراض الثلاثة الأخيرة على تطور المرض
وفي ما يتعلق بالعوامل المؤدية إلى ارتفاع الضغط الدموي، نجد العامل الوراثي، ومرض السكري، إذ هناك علاقة قوية بين مرض السكري النوع الثاني، والإصابة بأمراض القلب خصوصا ارتفاع الضغط الدموي، إذ  أن ثلثي مرضى السكري يعانون ارتفاع الضغط الدموي. إلى جانب عامل تقدم السن (فوق  40 سنة)، والسمنة ، وزيادة وزن الشخص عن المعدل الطبيعي المحدد له، ويوصف الشخص بالسمنة إذا زاد وزنه بحوالي 20 في المائة عن الوزن الطبيعي المحدد له، ومن أهم العوامل التي تؤدي إلى حدوث السمنة، عادات التغذية السيئة التي يتبعها الشخص. إلى جانب أن السمنة إلى العديد من الأمراض زيادة على ارتفاع الضغط الدموي،  كارتفاع نسبة السكر في الدم (النوع الثاني) وجلطات المخ، والأزمات القلبية (جلطات القلب)، وفشل في عضلة القلب، وبعض أنواع السرطانات، والتهابات المفاصل وآلامها، ونوبات توقف التنفس  أثناء الليل
كما نجد أن عوامل الإصابة بارتفاع الضغط الدموي، عدم الحركة أو قلتها، إذ تعتبر قلة النشاط البدني من العوامل الشائعة التي يمكن التحكم بها، لأنها تؤدي إلى السمنة وارتفاع الضغط الدموي، من أجل ذلك ينصح بممارسة الأنشطة البدنية بشكل منتظم، باعتبار أن ذلك من أحسن السلوكيات للوقاية من أمراض القلب والشرايين، إذ تمكن من التخلص من السعرات الحرارية الزائدة
ومن العوامل أيضا، نجد التدخين، إذ يعتبر  من أهم العوامل المسببة لأمراض القلب، ويمكن الوقاية منه والإقلاع عنه، والإفراط في تناول الملح والدهون،  باعتبار أنها تؤدي إلى ارتفاع الضغط الدموي
وتؤكد وزارة الصحة أن الأشخاص الذين يتوفرون على عاملين من تلك العوامل يفترض أن يعرضوا أنفسهم على الطبيب لقياس الضغط الدموي على الأقل مرتين في السنة،  لأنهم معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بارتفاع ضغط الدم، مؤكدة أن إهمال الضغط الدموي المرتفع وعدم معالجته يؤدي إلى مضاعفات خطيرة ومتعددة، ومن أهم الأعضاء التي تتأثر أكثر من غيرها في الجسم هي القلب، الدماغ والكلي نتيجة انخفاض تدفق الدم أو إعاقته تماما
وأشارت الوزارة إلى أن أهم المضاعفات  تتعلق بالقصور القلبي أو عدم قدرة القلب على ضخ الدم، والذبحة الصدرية وهي نوبات من الألم الشديد يشعر به المريض في صدره وهي ناتجة عن نقص في كمية الدم الذي يغذي عضلات القلب عبر الشرايين، ويكون الألم عادة في وسط الصدر أي خلف عظمة «القص» (وهي العظمة المسطحة في منتصف الصدر التي تتصل بها الضلوع)،  ومن الممكن أن ينتشر الألم إلى أماكن أخرى قريبة مثل الذراع أو الكتف (عادة الأيسر) أو إلى الرقبة أو أحياناً إلى الفك
كما يؤدي إهمال علاج الضغط الدموي، إلى الجلطات الدماغية التي تؤدي بدورها إلى الشلل النصفي، بالإضافة إلى الفشل الكلوي الذي ينتج عنه قصور في عمل الكلية ووظائفها مما يؤدي إلى اختلال عام في جسم الإنسان، ثم ضعف النظر المتزايد الذي يؤدي إلى العمى
وفي ما يتعلق بعلاج  ارتفاع الضغط الدموي، أوضحت الوزارة أن  العلاج طويل الأمد (مدى الحياة)، لأن العلاج لا يشفي المرض ولكن يسيطر عليه، وبالتالي فإن اتباع إرشادات الطبيب المعالج مهم جدا، كما أن إيقاف الدواء دون استشارة الطبيب بحجة أن الضغط الدموي أصبح عاديا يعتبر أمرا خطيرا، إذ أنه بمجرد توقف المريض عن العلاج الخافض للضغط يعود المرض مرة أخرى. وأوضحت أن علاج مرض ارتفاع الضغط الدموي يرتكز أساسا على العلاج بغير الأدوية، ويعتمد على تغذية صحية ومتوازنة مع التقليل من تناول الملح دون حذفه نهائيا، واجتناب المواد الدسمة التي تحتوي على الكولسترول، مع التخفيف من الوزن إذا كان المريض بدينا، وذلك بممارسة أنشطة رياضية بصفة منتظمة، ومن الضروري أن يمارس النشاط البدني بانتظام مع الحرص على التدرج في شدته، إلى جانب اجتناب التدخين أو الإقلاع عنه، والامتناع عن تناول الكحول. وأوضحت الوزارة أنه باعتبار أن المريض قد يحس بأي أعراض، فإن تقبله لتناول العقاقير الخاصة بضغط الدم يكون صعبا، خاصة أن بعض الأدوية لها آثار جانبية وبعضها مرتفع التكلفة، مشيرة إلى أن من الضروري أن يتبع المريض الدواء حسب الوصفة التي وصفها الطبيب، ولا يغير الدواء إلا بعد استشارة طبيبه المعالج

إيمان رضيف

http://www.assabah.press.ma

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى