المزيد

أيها الناس أوفوا بعهودكم

أيها الناس أوفوا بعهودكم

الوفاء بالعهد شرفٌ يحمله المسلم على عاتقه وهو قيمة إنسانية وأخلاقية عظمى، بها تُدعم الثقة بين الأفراد، وتؤكد أواصر التعاون في المجتمع، وهو أصل الصدق وعنوان الاستقامة، الوفاء بالعهد خصلة من خصال الأوفياء الصالحين ، ومنقبة من مناقب الدعاة المخلصين، وهو أدب رباني حميد، وخلق نبوي كريم، وسلوك إسلامي نبيل، الوفاء بالعهد من شعب الإيمان وخصاله الحميدة، ومن أهم واجبات الدين وخصال المتقين وخلال الراغبين في فضل رب العالمين، فمن أبرم عقداً وجب أن يحترمه ، ومن أعطى عهداً وجب أن يلتزمه، لأنه أساس كرامة الإنسان في دنياه، وسعادته في أخراه

الوفاء بالعهد

 من صفات الله جل وعلا فهو أحق أن يُتصف به {وعد الله الذين أمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا } سورة النور

من سمات أهل الإصلاح والإيمان { والموفون بعهدهم إذا عاهدوا } البقرة

 سبيل للوصول إلى أعلى الدرجات والقرب من رب البريات { ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما }الفتح

 من صفات أولي الألباب أهل العقول النيرة بكتاب الله وسنة رسول الله { إنما يتذكر أولوا الألباب * الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق } الرعد

 من صفات الأنبياء والمرسلين { وإبراهيم الذي وفّى } النجم  { واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا }مريم

العهود التي بين الله وبين الخلق

 العهود التي يرتبط المسلم بها درجات ، فأعلاها مكانة ، وأقدسها ذمة ، العهد الذي بين العبد والرب ، فإن الله خلق الإنسان بقدرته ، ورباه بنعمته ، وطلب منه أن يعرف هذه الحقيقة وأن يعترف بها ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم

 مَا أخَذَهُ الله تعالى عَلَى الْبَشَرِ بأنْ يَعْبُدُوهُ وَحْدَهُ وَلا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئَا  : وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنْ الشَّاهِدِينَ

العهود التي بين الخلق

 قيام المسلم بما التزم به من قول أو كتابة تجاه إخوانه المسلمين  :  وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا

عقد الزواج من العهد ” إن أحق الشروط أن توفوا ما استحللتم به الفروج ”  رواه البخاري

الإحسان إلى الأبناء وتربيتهم :  يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة

 حفظ حقوق الجار بأن لا تستباح حرمته ، ولا ينال من عرضه ، ولا يستحل ماله ” والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، قيل : من يا رسول الله ؟ قال ” الذي لا يأمن جاره بوائقه ” رواه البخاري

وأخيرا

فإن الوفاء صفة أساسية في بناء المجتمع المسلم، وقاعدة تقوم عليها حياة الفرد وبناء الجماعة، فإذا فقد فقدت الاستقامة والثقة وضعفت الأواصر وتهاوت العلاقات، وصدق الله  : بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى