مشاهير آفيان

رجال من أفيان ( 18 ) : الحسين بن الحسن

1080373_410700419039345_1426685907_n بسم الله الرحمان الرحيم

التحق المؤذن باكرا كباقي أقرانه إلى المدينة المنجية العجيبة صانعة الرجال ومهد التجارة العاصمة الاقتصادية للمغرب وتقلب في عدة دكاكين ومتاجر لبيع المواد الغذائية العامة في ملك أبناء عمومته ايت بوقدير كمساعد تاجر حتى اتقن الحرفة وأصبح يبيع ويشتري وساعده في ذالك ما تلقى من تعلم القراءة والكتابة عند السي موح اعبد الفقيه العالم بتمزكيد نيغرمان وتعلم الفرنسية والبرتغالية نظرا لاحتكاكه بالزبائن الذين يتعاملون معهم وأصبح سكرتيرا لعدد من التجار  الذين لم يتمكنوا من التعلم ولكن يديرون تجارتهم بحنكة كبيرة يحفظون أسماء السلع وثمنها ومقدار الربح عن ظهر قلب ومنهم من يضع رموزا بالفرنسية ككتابة الأطباء ومنهم من يرسم شكل البضاعة إذا تعذر عليه وضع رمز لها ولكن وجدوا في الحسين ضالتهم يفك الرموز ويسجل البضاعة ليفهمها الزبون يذهب إلى سوق الخضر في الصباح ثم يعود ليشتغل في الدكان ثم في المساء يذهب إلى سوق درب عمر للبحث عن أجود البضاعة وأرفقها ثمنا ثم يتم عمله إلى الليل لا يكل ولا يمل ولهذا تجد الطلب عليه كبيرا ويحاول التجار الرفع من أجره والرغبة في العمل معهم

ولكن ارتباطه بأمه العجوز الضريرة وزوجته الوفية يعود كل حين ليزورهم وكانت هذه الزوجة المحبة تغار عليه من زوجات أبناء أعمامه وتخاف عليه من العين لأنه كان يملك جسدا قويا  وقامة فارعة ووجها موردا يخاله من لا يعرفه من منطقة دكالة  , وللتذكير فان اغلب سكان دكالة امازيغ انزاحوا من الجنوب بسبب توالي سنوات الجفاف واستقروا بضفاف واد أم الربيع  , قلنا كانت إذا أراد أن يخرج تلبسه جلبابا قديما على ملابسه وطربوشا كبيرا وتأمره بل ترجوه أن لا يقلعهما حتى يجتاز مجلس النساء متنكرا

كان الحسين رجلا فاضلا محبا للخير ومعتزا ببلده وأبناء عمومته يساعد قدر المستطاع كل من قصده يتسوق للأرامل والنساء اللواتي تغرب أزواجهن لطلب الرزق في المدن ويساعد الفلاحين في جمع المحصول ويكون أول الحاضرين ويعمل بتفان ويشجع العمال ولو كان الوقت ليلا  , يعمل أكثر من عشرين ساعة في اليوم يساعد في جز الصوف  كونه هو والمرحوم سعيدبن الهاشمي ثنائيا يعملون في البناء يساعد بعضهم بعضا بالمجان  , استطاعا أن يشيدا عدة مساكن بالشارع الرئيسي بافيان وقد شيد غرفة كبيرة بباب افيان تسع لأكثر من ستين شخصا وجهزها بالفراش والأواني ووضعها تحت تصرف جماعة افيان لاستقبال ضيوفهم واجتماعهم في الأعياد والأعراس

مل الحسين من الذهاب والإياب والعمل في المدينة فقرر الاستقرار بالدوار بصفة نهائية اخذ يبيع ويشتري في الخضر بسوق الثلاثاء ولقد سماه أصحابه وزبائنه الحسين أخضار ثم التحق بمدرسة سيدي إبراهيم بن عامر العتيقة بافيان كمؤذن وسموه الحسين المؤذن

1068960_410701035705950_1344637757_n

كان الحسين يحب السمر مع أقرانه وخاصة قيدوم افيان احمد بن الحسن اكري قلما يفترقان فاكري يخطط للولائم والحسين ينفد فهو المكلف بإعداد طواجن الدجاج البلدي إذا كثر المدعوون فان اكري يأمره إلا يزيد ولو نقطة ماء في الأكل عند الاحتراق بل يزيد الزيت أو اركان كلما دعت الضرورة لذلك ولما سأله عن السبب رد عليه هامسا لكي يتزاحم معنا أصحاب الكومير مرضى المعدة والمصارين وياخر تقديم الأكل إلى غسق الليل حتى ينام الذباب ويعني  به المعتادون على النوم باكرا

1081084_410701449039242_199885193_n

اشترى الحسين بندقية صغيرة وكان يذهب في الصباح الباكر إلى منطقة افرض السد المائي لافيان في فصل الربيع تأتي العصافير لتشرب منه ويقتنصها حتى يملا جرابه ثم يعودان ويطبخان ما اصطادوه ولو كان كثيرا وكان احمد يحب اكل العصافير لحمها وعظامها الطرية كما الحسين مولعا باصطياد الارانب والحجل البري بواسطة الفخ وكذلك القطط البرية والثعالب

تعرض الحسين لمرض خبيث اجريت له عملية جراحية لم تكلل بالنجاح  وكانت سببا لوفاته رحمه ودفن بمقبرة افيان تاركا ثلاثة اولاد وبنتين

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى