رياضة

أضف إلى معلوماتك : الشطرنج .. رياضة عقلية وقيمة تربوية للأطفال

large_1238224574الشطرنج رياضة عقلية وفكرية، وهي من أقدم الألعاب في التاريخ. اخترعها حكيم هندي في القرن الرابع قبل الميلاد وقدمها هدية للملك. وبعد ذلك انتقلت اللعبة إلى بلاد فارس، ثم حملها التجار شرقاً وغرباً إلى البلاد العربية وروسيا، ثم نقلها المغاربة إلى اوروبا بعد فتح الأندلس. وقد تعرضت هذه اللعبة لكثير من التعديل والتغيير والتطوير خلال انتقالها حول العالم حتى أصبحت على ما هي عليه في عصرنا الحالي، وأصبح بالإمكان الآن لعبها على الكمبيوتر ومن خلال الإنترنت. وكانت اللعبة في قديم الزمان تسمى بلعبة الملوك لأنها أول ما قدمت للملك في الهند، ولأن الملوك والقادة كانوا مغرمين بها ويلعبوها في أوقات الفراغ وفي أيام الحروب. إلا أنها أصبحت في عصرنا الحالي لعبة عامة ورياضة هامة من أهم الرياضات في العالم ومادة تعليمية تدرَس في المدارس في أكثر من ثلاثين دولة حول العالم. وقد سبقت روسيا دول العالم جميعها بإدخال لعبة الشطرنج ضمن المناهج الدراسية منذ أكثر من أربعين عاماً، لما لها من فوائد تربوية وأكاديمية لا تعد ولا تحصى في تنمية قدرات الطلبة الدراسية والشخصية
الشطرنج رياضة  عقلية ممتعة وخلاقة وإبداعية، تبعث على التحدي والإثارة كأي رياضة بدنية مثل التنس وكرة القدم والسلة، ولكنها تتطلب دراسة وتكتيك خاصين بها، وهي تحتاج إلى لياقة بدنية تساعد على لعبها، فالعقل السليم في الجسم السليم. وهي رياضة لها اتحاداتها وبطولاتها الكثيرة حول العالم، وقد أعلنت اللجنة الأولمبية الدولية الشطرنج كرياضة في العام 1999. وهي ميدان للتحدي العقلي ونتائجها فورية في الفوز أو الخسارة


الشطرنج علم له أصوله وقواعده وقوانينه، وهي لا تعتمد على الحظ بل على التفكير السليم في التخطيط وفي منهجيات حل المشكلات واتخاذ القرارات، وتتطلب قوة الحدس والتعليل، وهي عملية عقلية منظمة تتطلب التفكير المنطقي، وهي أداة لتعليم التفكير وحسن التدبر، وتحتاج لممارسة وتدريب. فهي ليست لعبة الأذكياء كما يسميها الكثيرون، بل لها ذكاء ومهارات خاصة بها ويمكن تعلمها وتعليمها والتدريب عليها. كما يمكن دراسة القواعد والنظريات التي تفسر الوضعيات المختلفة على الرقعة وايجاد الحلول لها. وهنالك كتب ومجلات كثيرة عن الشطرنج
الشطرنج فن؛ تحتاج هذه اللعبة إلى تفكير إبداعي وأصالة وحدس تميّز لاعباً عن غيره ولعبة عن غيرها. وفيها خيال تشكيلي حيث أن اللاعب يتخيل الاحتمالات المختلفة قبل تحريك القطع، ويختار من بين البدائل اللانهائية طرقاً مختلفة تميزه عن غيره. وإن المتابع الدقيق للعبة يرى بأن الاحتمالات والفرص غير المحدودة لإبداع التراكيب والتشكيلات المتنوعة من بيادق الشطرنج والنقلات المحسوبة بذكاء تشبه في مجملها مقطوعة موسيقية أو لوحة فنية لأنها نتاج تفكير إبداعي غير عادي أو تقليدي

1
تعليم الشطرنج للأطفال: يتعلم الأطفال بطريقة مختلفة عن الكبار؛ فبينما يبدأ الكبار بالتركيز على التفاصيل ثم ينتقلون للشمولية، يبدأ الأطفال بنظرة شمولية وحدسية. ويرى الخبراء أن هذه الطريقة أكثر فعالية للتعلم. ومن هنا تبرز أهمية البدء بتعليم الأطفال منذ سن مبكرة؛ فالأطفال بعمر ست أو سبع سنوات أو قبل ذلك يمكنهم تعلم الشطرنج وتعلم قواعدها ولعبها. وكلما بدأ الطفل بتعلم الشطرنج في سن أصغر كلما أصبح أكثر إتقاناً لها. ومهما كان عمر الطفل فإن الشطرنج ستعود عليه بفوائد فكرية وأكاديمية ونفسية واجتماعية عديدة، من أهمها
رفع التحصيل الدراسي للطلبة وبخاصة في مواد الرياضيات والعلوم والاستيعاب القرائي، ورفع معدل الذكاء  لديهم وزيادة قدراتهم على إجراء البحوث الإجرائية بكفاءة واستقلالية أكثر من أقرانهم
تقوية الذاكرة والتركيز والتخيل البصري؛ فاللاعب عليه أن يتذكر جميع السيناريوهات المعروفة عن اللعب ومقارنتها بالسيناريو الذي أمامه لكي يتخذ القرارات المناسبة بالنسبة للنقلات التي يمكن أن يقوم بها والاحتمالات التي سيضعها، كما عليه أن يتذكر ما يمكن من القواعد والحيل والطرق
تدريب العقل على تخطيط الاستراتيجيات ووضع الاحتمالات الممكنة لحل المشكلات واتخاذ القرارات الهامة. فعندما يلعب الطفل عليه أن يحدد المشكلة أو الموقف في اللعبة، ثم يبحث عن أنماط مشابهة لها من خبرته السابقة، تماماً مثل التفكير في مسائل الرياضيات، وبعد تحديد النمط المشابه يقوم بتطوير استراتيجية شاملة لحل المشكلة. وهذا يتطلب سرعة التفكير في عدة بدائل واحتمالات. وبعد ذلك يقوم بتقييم هذه البدائل والاحتمالات باستخدام حسابات خاصة، وعندما يتم الوصول إلى البديل المناسب لحل المشكلة وتطبيقه، يتم تقييمه لأن اللاعب عليه باستمرار أن يعود ويقيم الحل لإثراء خبرته باللعبة
تزويد الطفل بمهارات التفكير الناقد والتعليل الموضوعي والتفكير الاستدلالي والاستقرائي، والتحليل والتركيب والتقييم. فالطفل عندما يلعب يستدعي مهارات التفكير العليا وما فوق المعرفة للتفكير في مشاكل ومواقف صعبة يمكن حلها من خلال ملايين الاحتمالات، وعليه اتخاذ القرارات المناسبة تحت الضغط، وهذا ما يؤدي إلى شعور الطفل بالمتعة والتشويق
تحدي الأطفال الموهوبين ومساعدة الأقل موهبة على التعلم. فهي ترفع من مستوى جميع فئات الطلبة بما فيهم بطيئي التعلم
تربية الأطفال على قيم الصبر والجد والمثابرة والالتزام والانضباط الذاتي، وتعزز فيهم الثقة بالنفس واحترام الذات والتكيف مع المواقف الصعبة، وتعلمهم أنهم مسؤولون عن أعمالهم وقراراتهم، وأن يقبلوا بنتائج قراراتهم مهما كانت، وأن يقبلوا بالخسارة كما يقبلوا بالفوز. إضافة إلى الفوائد الاجتماعية في تنمية مهارات التواصل وتكوين الأصدقاء
ومن الأهمية بمكان أن نشير هنا إلى تعويد الأبناء أهمية التوازن والاعتدال عند ممارسة الهوايات، والانتباه دائماً إلى قيمة الوقت وتنظيم الوقت وعدم الإفراط في ممارسة اللعبة ونسيان الواجبات الأخرى. ولكي نحافظ على الأهداف النبيلة للعبة ينبغي منع الأبناء من ربط اللعبة بالمراهنات أو أي تصرفات تحرف اللعبة عن أهدافها التربوية والعلمية
المصدر: منتديات حوريات النسائية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى