المزيد

رحلة العمر.. المسلمون يتحدون المصاعب وغلاء المعيشة لأداء فريضة الحج

رحلة العمر.. المسلمون يتحدون المصاعب وغلاء المعيشة لأداء فريضة الحج

يُمني الملايين من المسلمين أنفسهم كل عام بأداء فريضة الحج؛ لكن تحديات عديدة يواجهها أبناء المنطقة العربية تفرض على الراغبين في الحج خيارات صعبة لتحقيق هذا الحلم أو تحبط خططهم من الأساس.

أبرز تلك التحديات، بالطبع، المصاعب الاقتصادية والتضخم وأزمات تكلفة المعيشة وانخفاض قيمة العملة في بعض الدول لترتفع معها تكاليف الحج إلى مستويات يصعب على كثيرين تحملها أو تجبرهم على خيارات ربما لم يكونوا ليطرقوا بابها إذا كانت الظروف أفضل حالا.

وألغت وزارة الحج والعمرة في السعودية قيود “كوفيد-19” في موسم الحج هذا العام، لتستضيف أعدادا من الحجاج تضاهي ما كانت عليه قبل انتشار الجائحة والتي بلغت زهاء 2.6 ملايين.

وكانت المملكة قد سمحت لأعداد محدودة من سكانها بأداء الحج في عامي 2020 و2021، قبل أن تستقبل نحو مليون حاج من الخارج في 2022؛ لكن اقتصر القرار فقط على الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و65 عاما والذين حصلوا على جرعات اللقاح كاملة ولا يعانون من أمراض مزمنة.

خالد الشربيني، وهو صاحب شركة سياحة في مصر، قال إن وزارة السياحة في أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان هي الجهة التي تحدد أسعار رحلات الحج عبر قائمة ضوابط ترسلها إلى الشركات.

وأوضح الشربيني: “السنة الماضية كانت البرامج نفسها مختلفة عن هذه السنة. السنة الماضية كانت عندنا فنادق خمس نجوم وفنادق أربع نجوم، وهذه السنة لا توجد. وهما اللي مسعرين الخمسة نجوم بكام والاقتصادي بكام والبري بكام. التسعير راجع لوزارة السياحة”.

وأشار إلى أنه يُسمح للشركات بزيادة الأسعار في حال تقديم المزيد من الخدمات عن تلك المذكورة في قائمة الضوابط.

وتراوحت الأسعار الرسمية لرحلات الحج التي حددتها الوزارة ما بين 130 ألفا و310 آلاف؛ بينما كانت تتراوح ما بين نحو 95 ألفا و194 ألفا العام الماضي. وبعض هذه الأسعار لا يشمل تذاكر الطيران.

وتقول زينب، وهي أرملة مصرية: “عمري 64 سنة وقد تحرمني قيود السن من أداء الفريضة في السنوات المقبلة… بقالي سنين بحوّش والأسعار برضه بتزيد، توكلت على الله وقررت أبيع ذهبي، وأولادي هم اللي هيساعدوني في تدبير بقية التكلفة”.

وعن نسبة الإقبال على الحج هذا العام، قال الشربيني‭‭‭ ‬‬‬: أقدر أقول إنه 20 في المائة من اللي جاء السنة اللي فاتت”.

وتحسر الشربيني على الوضع قائلا: “الحج كان هو النشاط الرئيسي المدر للدخل بتاع السنة كلها، يعني تقريبا 50 في المائة من دخل الشركة كان من الحج، وده طبعا تأثر عشان عدد المتقدمين قل وعدد المقبولين قل”.

خيارات صعبة

دفع ارتفاع التكلفة البعض إلى اتخاذ خيار قد تكون عواقب وخيمة؛ فهناك من قرر السفر إلى المملكة بتأشيرات زيارة شخصية قبل موسم الحج بفترة والبقاء هناك حتى أداء الفريضة. وتنطوي هذه المجازفة على عقوبات تصل إلى الترحيل الفوري وفرض غرامة مالية، إلى جانب المنع من دخول الأراضي السعودية لعشر سنوات.

قالت ولاء، وهي موظفة حكومية مصرية: “قدمت في القرعة كتير ومفيش نصيب والأسعار عمالة تزيد… سافرت ضمن مجموعة بتأشيرات زيارة وهنعمل عمرة ونفضل هناك لحد الحج”.

أما التونسي عثمان منصور (66 عاما) فلم يكن يتخيل أنه سيضطر إلى إنفاق كل مدخراته لتغطية تكلفة الحج التي قال إنها ارتفعت “بشكل جنوني لا يتناسب أبدا مع القدرة الشرائية للمواطن”.

وأضاف منصور، وهو أب لأربع بنات، أنه أخذ يدخر الأموال لسنوات وتخلى عن الكثير من احتياجاته أهمها السيارة لتحقيق حلمه في أداء مناسك الحج مع زوجته التي ستحتاج إلى مصاريف إضافية لعدم قدرتها على أداء الفريضة بمفردها لأسباب صحية.

أما التونسية نجوى (63 عاما)، التي طلبت ذكر اسمها الأول فقط، فقد باعت بعض مصوغاتها لتكمل تكاليف الحج وقالت: “توقعت زيادة بألف دينار ولكن الزيادة تجاوزت ثلاثة آلاف دينار (ألف دولار)”.

وأثارت تسعيرة الحج في تونس هذا العام انتقادات كثيرة واستياء من المواطنين بسبب ما وصفوه بأنه ارتفاع هائل في التكلفة.

وقالت نجوى إن أبناءها تكفلوا بالمصاريف؛ لأن “التكاليف الإجمالية تجاوزت كل توقعاتي، ولكن اختيار اسمي في قرعة الحج لهذا العام بعد انتظار 13 سنة يدفعني إلى القبول بالأمر الواقع حتى لا أخسر مكاني وأنتظر لسنوات أخرى”.

وأعلنت وزارة الشؤون الدينية التونسية، في بيان، في ماي، أن تكلفة الحج الإجمالية للموسم الحالي تبلغ 19 ألفا و400 دينار أو ما يزيد على ستة آلاف دولار.

ودفع هذا فاضل عاشور، كاتب عام نقابة الأئمة، إلى المطالبة بإلغاء موسم الحج في البلاد لهذا الموسم، داعيا مفتي الجمهورية إلى إعلان ذلك إلى حين تحسن الوضع الاقتصادي.

وتعيش تونس، منذ سنوات، أزمة اقتصادية خانقة تسببت في ارتفاع التضخم إلى ما يقرب من 11 في المائة في بداية السنة الحالية بعد أن كان في حدود 8.3 في المائة في 2022.

وقالت نجاة الهمامي، المكلفة بالإعلام بوزارة الشؤون الدينية، لرويترز، إنه تم تحديد حصة تونس لهذا العام بما يصل إلى 10 آلاف و982 حاجا من إجمالي أكثر من 200 ألف مترشح.

“أيادينا قصيرة”

اشتكى العديد من العراقيين من صعوبة أداء فريضة الحج بسبب الإجراءات الروتينية الصعبة التي تفرضها هيئة الحج والعمرة وتتطلب من الراغبين إدراج أسمائهم في القرعة والانتظار من سنتين إلى خمس سنوات قبل أن يحالفهم الحظ.

أما العقبة الأخرى التي تحدث عنها خالد محمد صالح (64 عاما)، المعلم المتقاعد في بغداد، فهي ارتفاع التكلفة التي تصل إلى أربعة ملايين و600 ألف دينار عراقي جوا وثلاثة ملايين و900 ألف دينار برا.

وقال المتحدث الرسمي باسم هيئة الحج والعمرة: “هذه المبالغ تشمل إجراء التأمين الصحي لجميع الحجاج وتزويدهم بالحقائب لحفظ أمتعتهم تكون معلمة بإشارات لتلافي ضياعها إضافة إلى توفير جميع الخدمات الأخرى الضرورية التي تسهل عملية الحج”.

أما من يريد تجاوز إجراءات القرعة، فأمامه فرصة (الحج التجاري) عبر مكاتب مرخصة حكوميا؛ لكن صالح قال إنها “غالية جدا حيث تكلف الشخص الواحد مبلغ 11 ألف دولار”.

وأوضح صالح أن كبر سنه يجعل انتظار دوره في القرعة صعبا، كما أنه لا يستطيع تحمل تكلفة الحج التجاري “لذا فإني فوضت أمري إلى الله، هو أعلم بالحال”.

الوضع نفسه يواجهه كاظم الكناني (60 عاما) ويعمل بالأجر اليومي في مدينة الصدر وقال: “أنا عاجز حتى عن دفع المبلغ الذي تأخذه هيئة الحج والعمرة. بناتي الأربع عرضن علي أن يبعن ذهبهن لكني رفضت لأني أريد أن أحج من تعبي”.

وأضاف أن “الأغنياء والسياسيين وأعضاء البرلمان يستطيعون الذهاب إلى الحج دون الحاجة إلى انتظار القرعة لسنين ونحن عيوننا بصيرة وأيادينا قصيرة لأننا فقراء”.

إجراءات حكومية

أما في ليبيا، تكفلت حكومة الوحدة الوطنية، التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، بمصاريف الحج كافة للعام الثاني على التوالي. وبلغ عدد الحجيج هذا العام 7800 من جميع أنحاء البلاد.

وقال المدرس مصطفي الحاسي (43 عاما)، والذي حالفه الحظ وجاء اسمه في القرعة هذا العام، إن “الحج مكلف، نحمد الله أن الدولة تكفلت بجميع المصاريف هذا جيد”.

وأضاف: “لو أردت أن أذهب على حسابي الشخصي سأحتاج إلى 15 سنة حتى أقوم بجمع المبلغ الكافي”.

وقال عادل محمد، من شركة أجنحة الحرمين: “لا نعمل بسبب عدم منحنا تأشيرات، وكذلك تدخل الدولة في تحمل تكاليف الحج، ويتم نقل الحجيج عن طريق شركات الدولة”.

لكن مواطنين راغبين في أداء المناسك عبروا عن استيائهم من ارتفاع تكلفة الحج على حسابهم الشخصي؛ ومنهم صالح الجهاني، الذي يعمل في وزارة التعليم.

وقال: “لدي أبي وأمي، كل عام نقوم بتقديم أوراقهما للذهاب لأداء مناسك الحج؛ ولكن للأسف لم يحالفنا الحظ، والدي عمره 80 عاما ووالدتي عمرها 64”.

وأوضح الجهاني أن الأمر قد يكلف الشخص الواحد 12 ألف دولار “يعني نحتاج إلى 24 ألف دولار بما يعادل 120 ألف دينار ليبي، هذا يعادل سعر شقة بمدينة بنغازي”.

بينما طبقت الكويت نظاما للمرة الأولى هذا العام أرجع مسؤولون وحجيج وأصحاب حملات الحج الفضل إليه في خفض التكلفة بنحو 30 في المائة.

وعبر نظام التسجيل المركزي التابع لوزارة الأوقاف، جرى تسجيل كل الراغبين في الحج وعددهم 43 ألفا وتصنيفهم إلى فئات، حسب الجنسية (كويتي أو غير كويتي)، وما إذا كان سبق لهم الحج أم لا. وقُبل في النهاية نحو ثمانية آلاف.

وقال أنور الطبطبائي، صاحب حملة الطبطبائي للحج، إن “الأسعار قلّت هذا العام. العام الماضي كانت كورونا، والأعداد كانت قليلة وبالتالي الكلفة كانت أكبر. الأعداد عادت لوضعها الطبيعي الآن”.

وأضاف: “التسجيل المركزي أيضا كان له أثره. الأسعار قلّت بسبب التنافس (بين الحملات) بحدود 30 بالمئة عن العام الماضي”.

وأشار الطبطبائي إلى أن متوسط الكلفة يبدأ من 1600 دينار (5207 دولارات) ويصل حتى عشرة آلاف دينار، وتختلف التكلفة حسب مستوى الفندق والخدمات، وتشمل الطيران والسكن والتنقلات ورسوم تأدية المناسك.

ومع هذا، قال علي الرومي، المتقاعد الكويتي، إن الأسعار “رغم انخفاضها فإنها ما زالت عالية، وربما تعتبر مناسبة لبعض الشرائح”.

وأضاف الرومي “في النظام الجديد يضعون اسمك ويبلغونك حسب معايير. الذين لم يحالفهم الحظ هذا العام يتم قبولهم إن شاء الله السنة المقبلة”.

كما عبر أنس مساعد الموظف الكويتي عن أمله في أن تتراجع الأسعار أكثر من هذا، قائلا: “بالتأكيد هناك ناس ليس عندهم هذه المبالغ.. أتمنى الأسعار تنزل عن هذا المستوى.. كثير من الناس ليس لديهم الإمكانيات خصوصا لو رايحين مجموعة من أسرة واحدة.. ممكن يوصل المبلغ 10 آلاف دينار، وهذا كثير”.

“عدد محدود”

لطالما كان اليمني عبد الحليم الأكوع يُمني نفسه بالسفر إلى السعودية لأداء فريضة الحج مرافقا لوالدته.

وقال الأكوع (48 عاما)، المقيم بمدينة ذمار على بعد 100 كيلومتر إلى الجنوب من العاصمة صنعاء: “بالنسبة لي أداء فريضة الحج، كان مستحيلا، لولا أن تكفلت والدتي بالتكاليف لها ولي لمرافقتها بعد أن باعت من ميراثها، ورغم ذلك يواجه الحجاج الترحيل من عام إلى آخر بسبب فرض عدد محدود للحجاج اليمنيين من قبل السلطات السعودية”.

وذكر أن تكلفة الحج تقدر بنحو 4.5 ملايين ريال يمني وأن استخراج الوثائق كلف نحو 300 دولار للشخص الواحد، فضلا عن باقي تكاليف السفر جوا من عدن.

فيما أحبط ارتفاع التكاليف خطط سعيد عاطف حسين (65 عاما)، المقيم في عدن والذي ادخر على مدى سنوات مبلغا من المال؛ لكنه لم يعد كافيا لتغطية نفقات رحلته مع انهيار قيمة العملة في ظل الحرب المستمرة منذ تسع سنوات.

ووفقا لرامي سعيد محمد، الموظف بإحدى شركات السفر في عدن لرويترز، ارتفعت أسعار الحج هذا الموسم بنسبة 30 في المائة عن الأعوام الماضية.

وقال مسؤول حكومي في قطاع الحج والعمرة بوزارة الأوقاف والإرشاد في عدن لرويترز إن الوزارة ليس لها علاقة بارتفاع التكاليف الحج، موضحا أن السلطات المكلفة بالحج في السعودية هي التي تحدد الأسعار.

محظوظون ومحبطون

انطلقت حافلات تقل من حالفهم الحظ باختيارهم لأداء الفريضة من الضفة الغربية إلى الأراضي الأردنية ومنها إلى السعودية.

وأفادت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية بأن عدد الحجاج هذا العام من الضفة الغربية بلغ 3 آلاف و362 شخصا من بين 30 ألف متقدم.

وقال صالح عليوي من نابلس (64 عاما)، في أثناء انتظاره لانطلاق الحافلة من مدينة الحجاج في أريحا، إنه ظل يحلم بهذه الفرصة منذ عشرة أعوام.

وأضاف لرويترز: “أنا مسجل من عشر سنين ولما طلع لي ما صدقت الحمد لله ربي الذي من علينا وهذا أكبر شعور لكل إنسان لما بده يروح على الحج، هاي الرحلة الوحيدة الحلوة في العالم اللي ربنا كتب لنا إياها”.

وقرر ابنه مرافقته نظرا لحالته الصحية. وقال عليوي: “من عشر سنين كانت صحتي منيحة حاليا الحمد لله على كل شي عندي سكري وضغط وأمراض في القلب ما بقدر أطلع لحالي، طلع معي ابني علشان يساعدني”.

وكغيرهم في معظم البلدان العربية، يشكو عدد من المتوجهين لأداء فريضة الحج من ارتفاع التكاليف هذا العام.

وقال عماد ياغي (63 عاما)، من إحدى قرى رام الله: “أول سنة سجلت وطلع لي الحمد لله. الرسوم هذه السنة غلوها ما بعرف ليش”.

وانتقد محمد طريد (48 عاما) من أريحا ارتفاع التكلفة “يعني العمرة 500 دينار أردني والحج 3246 دينارا، الله يعين الناس”.

ومع هذا، اعتبر طريد نفسه محظوظا قائلا “منيح الواحد يحج وهو شاب يقدر يساعد حاله ويساعد الناس”.

وفي كل عام، تقدم السعودية منحا للحج لذوي “الشهداء والجرحى والأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية”.

وقالت وزارة الأوقاف إن المنح تشمل ألف حاج “وستوزع بالتساوي بين المحافظات الشمالية والجنوبية (الضفة الغربية وقطاع غزة)”.

ويسافر الفلسطينيون إلى السعودية برا أو جوا عبر الأردن؛ لكن في الأردن نفسه، أصاب الإحباط أسامة عبد الكريم، المواطن الستيني، بعدما قرر التخلي عن فرصة الحج هذا العام رغم حصوله على تصريح لأداء الفريضة، بعد أن تفاجأ بارتفاع تكلفة السفر برا إلى نحو ثلاثة آلاف دينار (4200 دولار)، أي زيادة بنحو 600 دينار مقارنة بالعام الماضي.

واستنكر الأمر قائلا إن الزيادة لا يقابلها تحسن في الخدمات المقدمة للبعثة الأردنية مستشهدا بما رواه عدد من أقاربه وأصدقائه عن تجاربهم.

وأكد بلال روبين، رئيس جمعية مكاتب الحج والعمرة الأردنية، أن أكثر من 600 حاج تخلوا عن فرصة السفر سواء بعدم استلامهم لتصريح الحج أو عدم قيامهم بالتسجيل خلال الوقت المحدد.

وأشار روبين إلى أن تكلفة البالغة ثلاثة آلاف دينار من أجل الإقامة في غرف لأربعة أشخاص وليس لأعلى فئة.

وقال: “إصرار وزارة الأوقاف على تجاهل اقتراحات أصحاب مكاتب الحج والعمرة أمر غريب، وكان سيساهم بعدم ارتفاع تكاليف الحج لهذا العام على سبيل المثال اقتراح زيادة المسافة بين مكان البعثة والحرم المكي من 1500 متر لتصبح 1750 مترا مع توفير مواصلات وفنادق أفضل وأنظف”.

من ناحيته، قال علي الدقامسة، المتحدث باسم وزارة الأوقاف، إن تكلفة الحج في الأردن تعد ثاني أقل تكلفة في العالم العربي.

وأضاف الدقامسة أن عدد الحجاج الأردنيين سيبلغ نحو ثمانية آلاف مقسمين على ثلاثة دفعات معظمهم سيتوجهون إلى الأراضي السعودية برا.

“لا شيء يغلى على زيارة بيت الله”

بدأ وفد الحجاج المغاربة في التوجه إلى الديار المقدسة في الثاني من يونيو حزيران ويبلغ عدد الحجاج المغاربة هذا العام 34 ألفا.

وتبلغ تكلفة الحج في المغرب هذا العام، كما حددتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، نحو 63 ألف درهم (نحو 6 آلاف و300 دولار)؛ وهو “مبلغ غير شامل لمصاريف الجيب”، كما جاء في بيان سابق لوزارة الأوقاف المغربية.

قالت المغربية فاطمة الزوين (63 عاما): “في السنين الأخيرة، ارتفعت تكلفة الحج، وبصفة عامة ارتفعت تكاليف المعيشة. لذلك، لا شيء يغلى على زيارة بيت الله ومغفرة الذنوب”.

وتحكي: “منذ سنين وأنا أجمع من مالي الخاص حتى يكون حجا مقبولا… وجمعت مال الحج من أموال تقاعدي ومدخراتي، ولا يعقل أن أسافر فقط بالمبلغ الذي حددته وزارة الأوقاف لا بد من أخذ مال للأكل والشرب والمرض إذا قدر الله وبعض الهدايا البسيطة للأحباب؛ فلذلك من أراد الحج عليه أن يوفر ما لا يقل عن 100 ألف درهم” هو مبلغ يوازي نحو 10 ألف دولار.

وقالت صاحبة وكالة أسفار في الرباط، رفضت نشر اسمها أو اسم وكالتها: “صحيح أن الإقبال على الحج ليس بالكثافة التي كانت من قبل ليس فقط بسبب الغلاء وإنما بما أنه أصبح مقننا ومنظما من وزارة الأوقاف وفق لوائح محددة”.

أما إحسان بن ياسين (57 عاما) فقال: “لا يكلف الله نفسا إلا وسعها… اليوم نرى أن الحج أصبح مكلفا جدا، وفي بعض الأحيان تجارة وتباهي، لذلك فقد عدلت في الوقت الراهن عن الحج بالنظر لمدخولي المتواضع ولجشع وكالات الأسفار والغلاء الفاحش الذي أصبح في المغرب أو السعودية وفي كل الدول”.

أو السعودية وفي كل الدول”.

رويترز – رحاب علاء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى