المزيد

من السنن النبوية المهجورة.. السؤال عن الغائب

من السنن النبوية المهجورة.. السؤال عن الغائب

تَفَقُّدُ الغائب، والسؤال عنه، ومعرفة سبب غِيابه، وتقديم يد العون له إذا كان محتاجاً، وزيارته إن كان مريضاً، سُنَّة نبوية، وخُلُقٌ نبوي كريم، دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله، فقد كان من شمائله وأخلاقه صلوات الله وسلامه عليه أنه كان: يجالس أصحابه ويمشي معهم، ويأكل من طعامهم، ويصافحهم إذا التقى بهم، ويلاطف ويداعب أولادهم، ويزورهم ويزور مرضاهم، ويتفقد أحوالهم، ويسأل عن غائبهم، فعن عبد الله بن بُرَيْدَةَ عن أبيه رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يَتَعهَّد الأنصار ويَعُودُهم ويَسأل عنهم).. رواه الحاكم وحسنه الألباني

لم يكن نبينا صلى الله عليه وسلم يعيش بعيداّ عن أصحابه، بل كان يتفقدهم تفقُّد الأب الشفيق، والصاحب المحب، فما أن يفتقد أحدهم إلا ويسأل عنه، للاطمئنان عليه، في غزوة تبوك التي جمعت أكبر عدد من المسلمين تجمع في غزوة من الغزوات حيث بلغ عددهم ثلاثين ألفًا، كان صلى الله عليه وسلم كعادته يتفقد أصحابه، فإذا به في الطريق يقول: (ما فعل كعب بن مالك؟) رواه البخاري، أي: يسأل عنه، من بين تلك الألوف الكثيرة، ويلحظ غيابه بين هذا العدد الكبير

العلاقة بين المسلم وأفراد مجتمعه مبنية على الحب والود، والتكافل والترابط، فعن النعمان بن بشير رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) .. [رواه مسلم]، ومما يقوي تلك العلاقة وينميها تفقد الغائبين للاطمئنان عليهم، والمسارعة بتقديم يد العون لهم، وهذه السنة النبوية ـ تفقد الغائب ـ تقوي المجتمع، وتفتح للمسلم باباً واسِعاً لِجَمْع الحسنات، من خلال عيادة ـ المُفْتَقد الغائب ـ إذا كان مريضاً، ومساعدته إذا كان محتاجاً، وتفريج كربته إذا كان مكروباً، ومواساته إذا كان مصاباً، ونصيحته إذا كان مخطئاً.. فأين نحن من هَدْي وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم في تفقد إخواننا، والسؤال عنهم، والشعور بآلامهم، ورصد احتياجاتهم، ثم العمل على مساعدتهم؟ والله عز وجل يقول: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}.. الأحزاب : 21

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى