المزيد

ما مدى ما تعرفه عن جسمك؟

ابتداءً بالدارات الموجودة في الدماغ والتي تفوق في دقّتها أكثر الحواسيب تعقيداً، وليس انتهاءً بعضلات القلب التي يمكنها ضخ الدم دون توقف لعقود طويلة من الزمان، لا شك أن أجسامنا هي عبارة عن معجزة. لكننا على الأغلب ننسى أن نتأمل فيها ولا نعرف عنها أكثر ما كان مطلوباً منا في مادة الأحياء في المدرسة هذا إن لم نكن قد نسيناه كلياً.

إذاً ما الذي تتذكره حول مدى تعقيد جسمك والآليات الشديدة الإبهار التي يعمل من خلالها؟ حاول أن تحزر عن أي جزء من الجسم تتحدث كل من هذه الحقائق المذهلة:

إذا مددناها يصل طولها ما بين الطرفين إلى 100 ألف ميل..

الأوعية الدموية: يمكن للأوعية الدموية الخاصة بشخص واحد بالغ، بما فيها الأوردة والشرايين والأوعية الشعرية، والتي يسري فيها الدم إلى سائر أنحاء الجسد، أن تلتف حول الكرة الأرضية 4 مرات! أما الأوعية الدموية لدى الطفل فيمكن أن يمتد طولها إلى مسافة 60 ألف ميل.

نصيحة طبية.. من أفضل الطرق التي يمكن اتباعها لحماية القلب والأوعية الدموية هي المحافظة على مستوى ضغط الدم ضمن النطاق الصحي، فارتفاع ضغط الدم يزيد من فرصة إصابنك بالنوبة أو الجلطة القلبية والسكتة الدماغية ومشاكل الكلى.

تحتويان على 600 مليون كيس بالغ الصغر..

الرئتان: هل تعلم أن كل واحدة من رئتيك تضم حوالي 300 مليون حويصلة هوائية؟ ففي هذه الأكياس البالغة الصغر يحدث التبادل الثنائي الاتجاه الذي يحافظ على قدرة جسمك على الاستمرار، فينتقل الأكسجين من الهواء الذي تتنفسه إلى مجرى الدم، ويخرج ثاني أكسيد الكربون من دمك مع الهواء الذي تزفره الرئتان.

نصيحة طبية.. مع أن تدخين السجائر يسبب ضرراً دائماً للحويصلات الهوائية ويجعل التنفس –وخصوصاً الزفير- أكثر صعوبة، إلا أن الإقلاع عن التدخين من شأنه أن يحسن صحة رئتيك، فخلال 3 أيام فقط من إقلاعك تبدأ الشعب الهوائية التي تؤدي إلى الحويصلات الهوائية بالاسترخاء مما يجعل التنفس أسهل.

تتضمن 26 عظمة و33 مفصلاً وأكثر من 100 عضلة ووتر ورباط..

القدم: رغم صغر حجمها فقد صمّمت قدماك بجودة سيارة سباق، وذلك بفضل كل هذه العظام والمفاصل والعضلات التي تتيح للقدم تحمل مقدار هائل من الضغط. فهل تعلم أن مجرد المشي الذي تقوم به بشكل طبيعي يومياً يشكل قوة ضاغطة على قدميك تعادل مئات الأطنان؟

نصيحة طبية.. إن إيلاء الاهتمام لصحة قدميك قد يقدم إشارات حول صحتك العامة، فتصلّب المفاصل في القدمين قد يشير إلى إصابتك بالتهاب المفاصل، والشعور بالدغدغة أو الخدر قد يشير إلى الإصابة بالسكري، أما التورم فقد يكون إشارة إلى الإصابة بأمراض الكلى أو أمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم.

يتحرك حوالي 144 ألف مرة في اليوم..

القلب: يشير قياس نبضك إلى عدد المرات التي ينبض فيها القلب في أوقات الراحة ، ويعد معدل النبض صحياً إذا تراوح ما بين 60 إلى 100 ضربة في الدقيقة أو حوالي 86 ألف إلى 144 ألف ضربة في اليوم، وكلما قلّ كان ذلك أفضل. في الواقع وجدت دراسة تناولت النساء اللاتي تجاوزن سن انقطاع الطمث أو في مرحلة سن الأياس ولا يعانين من أمراض القلب أن أولئك اللواتي كان معدل ضربات القلب لديهن الأعلى (أكثر من 76 ضربة في الدقيقة) كن أكثر عرضة بنسبة 25% للإصابة بنوبة قلبية من غيرهن ممن كان نبضهن يعادل 62 ضربة في الدقيقة أو أقل.

نصيحة طبية.. كي تتمكن من خفض معدل نبضات القلب عليك بالإكثار من ممارسة الرياضة، فكلما زادت لياقتك قلّ الجهد الذي يجب على القلب بذله لضخ الدم، فمثلاً قد يصل معدل ضربات القلب لدى شخص رياضي عالي اللياقة إلى 40 ضربة في الدقيقة.

الرأس: تتكون الجمجمة التي تحمي الدماغ من 8 عظمات، بينما يتألف وجهك من حوالي 14 عظمة. ويولد الطفل بجمجمة تضم الصفائح العظمية القحفية الثمان إلا أنها لا تكون ملتحمة بشكل كامل في بادئ الأمر وذلك بهدف ترك مساحة للدماغ كي ينمو، وببلوغه العام الثاني تختفي المناطق اللينة في رأسه  مع نمو عظام الجمجمة بشكل كافٍ كي تتلاقى، إلا أنها لا تلتحم بشكل كامل قبل سن العشرين.

نصيحة طبية.. كي تحافظ على الدماغ الذي تحميه هذه العظام عليك بتحدي ذهنك بشكل يومي، كأن تقوم ببساطة بأخذ طريق مختلف للعودة إلى المنزل من العمل، أو حل الكلمات المتقاطعة، أو أن تجرب الالتحاق بدورة جديدة في النادي الرياضي.

ينتج جسمك منه حوالي ليتر إلى ليترين يومياً..

اللعاب: يشكل الماء ما نسبته 98% من اللعاب أما نسبة الـ2% الباقية فهي مزيج من الكهارل  والمخاط ومركبات مضادة للبكتيريا والأنزيمات. وتكمن مهمة اللعاب الأساسية في بدء عملية الهضم من خلال المساعدة في تحليل الطعام في الفم قبل ابتلاعه. كذلك يعمل اللعاب على مساعدة حليمات التذوق لديك فبدونه لن تستطيع الاستمتاع بطعم أي شيء تأكله.

نصيحة طبية.. إن نقص إفراز كمية كافية من اللعاب يولّد إحساساً يعرف بجفاف الفم. ويمكن المحافظة على ترطيب الفم من خلال مضغ العلكة وتجنب تعاطي الكحول والتبغ والكافيين. من جهة أخرى يمكن أن ينتج جفاف الفم عن تناول أدوية معينة أو عن الإصابة بمشاكل صحية كالسكري.

يتحرك حوالي 15 ألف مرة يومياً..

جفن العين: نحن نرمش لأن هذه هي الطريقة التي ينظف الجسم من خلالها العينين ويتخلص من الشوائب بهما. ومعظم الناس يرمشون ما بين 10 إلى 15 مرة في الدقيقة، إلا أنك قد ترمش بنسبة أقل إذا كنت تحدق بشاشة الكمبيوتر أو أكثر إذا كنت تحت ضغوط ما. ويمكن ملاحظة ذلك بشكل خاص في المناظرات السياسية، فعلى سبيل المثال بعد مناظرة بثّت عام 2008 ضمت المرشحين للرئاسة باراك أوباما وجون ماكين، تناولت العناوين الإخبارية هذا الأخير مفيدةً أنه رمش أكثر من 3000 مرة خلال فترة المناظرة التي استمرت ساعة ونصف، أي بمعدل 33 رمشة في الدقيقة.

نصيحة طبية.. إذا لاحظت أنك ترمش أكثر بكثير من المعتاد فقد تكون مصاباً بمتلازمة العين الجافة  والتي قد يسببها التهيج بفعل استخدام العدسات اللاصقة أو استخدام أدوية معينة كتلك المزيلة للاحتقان ومضادات الاكتئاب. وقد يساعدك في هذه الحالة استخدام قطرة عين صناعية أو مرهم خاص، أو زيادة استهلاكك للأحماض الدهنية أوميغا 3.

تضم أصغر عظمة في جسمك..

الأذن: قد لا يكون بإمكانك رؤيتها إلا أن أصغر عظمة في جسمك تسمى عظمة الركاب وهي بحجم نصف حبة أرز. وتقع هذه العظمة خلف طبلة الأذن وتعمل مع عظمتي المطرقة والسندان على المساعدة في تفسير الموجات الصوتية عندما تهتز طبلة الأذن. أما إذا أصبح لديك فضول لمعرفة أكبر عظمة في أجسامنا فهو عظم الفخذ.

نصيحة طبية.. مع أن معظم مشاكل السمع تأتي عادة مع التقدم بالسن، إلا أنه بإمكانك حماية سمعك عن طريق الحد من التعرض للموسيقى العالية والآليات الثقيلة.

تعملان على ترشيح حوالي 380 لتر من الدم يومياً..

الكليتان: تحتوي كل من كليتيك على مليون فلتر أو مصفاة ترشيح تسمى الكبيبات، والتي تتولى تصفية حوالي 190 لتر من الدم كل يوم، ليخرج الماء والفضلات التي تمّت إزالتها من الدم من جسمك مع البول.

نصيحة طبية.. للحفاظ على صحة كليتيك والوقاية من أمراض الكلى وسرطانها، حافظ على وزن صحي وتجنب التدخين وقم بمعالجة مشاكل ارتفاع ضغط الدم والسكري لديك.

تستوطنها ملايين الملايين من أنواع البكتيريا..

القناة الهضمية: من بين ما يقارب 100 بليون ميكروب أو جرثومة تقطن في جسمك، العديد منها يعيش في قناتك الهضمية. ومعظم هذه الأنواع تعد من بين البكتيريا المفيدة التي تساعد على الهضم عبر تفكيك العناصر الغذائية وتدعم الجهاز المناعي من خلال الدفاع ضد غزو الجراثيم. وفي الحقيقة فإن 75% من خلايا جهازك المناعي توجد في القناة الهضمية.

نصيحة طبية.. إن استهلاك أطعمة كاللبن المحتوي على البروبايوتيكس، أو البكتيريا المفيدة، قد يساعد في الحفاظ على التوازن الأمثل ما بين البكتيريا النافعة والضارة في أمعائك، مما قد يقيك من مشاكل البطن كالانتفاخ والإسهال، وخاصة في الأوقات التي تتناول فيها المضادات الحيوية والتي قد تخلّ بذلك التوازن الطبيعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى