الاخبار

فعاليات مدنية تطلب تدخل وزارة الداخلية لمواجهة “الرعي الجائر” بسوس

فعاليات مدنية تطلب تدخل وزارة الداخلية لمواجهة "الرعي الجائر" بسوس

مع استفحال الرعي الجائر في جهة سوس-ماسة، إضافة إلى تسريع وتيرة التحديد الغابوي، وما ينطوي عليه هذان المشكلان من تداعيات تهدد الاستقرار الاجتماعي في المنطقة، تواصل فعاليات مدنية ترافعها لدى مختلف الأطراف السياسية للتدخل قصد إنهاء معاناة السكان المتضررين

وباشرت جمعيات وتنسيقيات مدنية لقاءات مع ممثلي إطارات حزبية في العاصمة الرباط، وحصلت منها على وعود بـ”التدخل في حدود الممكن” لحث الحكومة على إيجاد حل لمعضلة الرعي الجائر؛ غير أن عددا من الفاعلين لا يعلّقون آمالا كبيرة على قدرة الأحزاب السياسية وحتى وزارة الفلاحة على حل هذا المشكل، ويعتبرون أن الحل يوجد بيد وزارة الداخلية

عبد السلام الشكري، الفاعل الحقوقي باشتوكة آيت باها وأحد الفاعلين الذين اجتمعوا بفريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب والأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية، أكد أن إشكالية الرعي الجائر بسوس “هي إشكالية أمنية بالدرجة الأولى، ووزارة الداخلية هي التي يجب أن تتدخل لأنها هي المسؤولة عن تدبير الجانب الأمني”، ذاهبا إلى وصف هجمات الرعاة على ممتلكات السكان بـ”الغزو

وقال المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، إن اعتداءات الرعاة الرحل “تجاوزت كل الحدود، ولم تعد منحصرة فقط في الرعي في المراعي الخاصة بالسكان؛ بل تعدتها إلى الاختطاف والاغتصاب، وكل هذا موثق بأدلة وحجج

وكان أستاذ متقاعد قد تعرض للاختطاف من طرف رعاة رحل إثر أحداث “تقصبيت” في ماسة، بعد أن اتهموه بتسميم قطيع من الغنم، ودخلت السلطات في مفاوضات معهم حتى تم تحريره بمقابل مالي يروج أنه يتراوح بين خمسة وستة ملايين، كما قُتل شخص في ماسة أيضا، وتعرضت فتاة ذات إعاقة للاغتصاب من طرف رعاة رحل في بلدة إداكنيضيف

وبالرغم من أن السكان المتضررين من الرعي الجائر في سوس ماسة سبق لهم أن خاضوا في مناسبات عديدة مسيرات احتجاجية شارك فيها عشرات الآلاف من الأشخاص في الدار والبيضاء والرباط، فإن عددا من مسؤولي الأحزاب السياسية يقولون بأنهم ليسوا على علم بدرجة الخطورة التي آل إليها الوضع هناك

بدوره، صرح وزير الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات، في لقاء جمعه مع رؤساء جماعات محلية بداية الأسبوع الجاري، بأنه لم يكن على علم بأن الرعاة الرحل يرعون قطعانهم في الأماكن التي توجد فيها أشجار أرگان ويسرقون ثمارها

وقال عبد السلام الشكري إن الفاعلين السياسيين “غير ملمين بالموضوع كأننا نروي لهم أساطير، وحين نطرح أمامهم الدلائل القاطعة يفاجؤون”، مشيرا إلى أن مسؤولي جبهة القوى الديمقراطية ونواب التقدم والاشتراكية الذين تمت ملاقاتهم “استنكروا هذا الأمر وقالوا بأنهم سيتعاطون مع الملف بجدية، في حدود الممكن

ويرى فاعلون مدنيون من المترافعين ضد الرعي الجائر أن حل هذا المشكل يتطلب قرارا سياسيا قويا من الحكومة، على اعتبار أن قطعان الإبل والأغنام والماعز التي تأتي على ممتلكات السكان المتضررين تعود إلى شخصيات نافذة، وأن التدخلات التي تقوم بها عناصر الدرك والسلطة، على قلتها، لن تكون حلا، وأن أقصى ما يمكن أن تحققه هو تفادي المواجهات بين السكان والرعاة

في هذا الإطار، قال عبد السلام الشكري: “لا نتوقع من الحكومة شيئا”، وزاد معلقا على اللقاء الذي جمع وزير الفلاحة مع رؤساء جماعات بداية الأسبوع الجاري: ما معنى أن يتم الاجتماع مع رؤساء جماعات ينتمون إلى أحزاب الأغلبية الحكومية؟”، مضيفا “أن على وزير الفلاحة أن يزور المناطق التي يعاني سكانها من استفحال جرائم مافيات الرعي الجائر ليعرف حقيقة الوضع

هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى