الاخبار

رائد فضاء سويسري: تجربة الرحلة إلى الفضاء توحد بين الأرض والإنسان

رائد فضاء سويسري: تجربة الرحلة إلى الفضاء توحد بين الأرض والإنسان

رحلتان لإصلاح مرصد “هابل” قادتا عالم الفيزياء الفلكية السويسري كلود نيكوليي إلى مرتبة أول رائد فضاء سويسري.

وفي رحلة إلى المغرب، تحدث نيكوليي بأكاديمية المملكة يوم 15 شتنبر 2021 عن تجربته، والتطورات العلمية في مجال اكتشاف الفضاء، وأهمية تلسكوب هابل” في تثوير البحث في مكنونات الكون

في الحوار التالي مع جريدة هسبريس الإلكترونية، يتحدث رائد الفضاء كلود نيكوليي عن تجربة مغادرة كوكب الأرض، وتأثيرها على نظرته للحياة، وعن صناعة الطيران المغربية، وأسباب عدم استبعاده احتمال وجود حياة خارج كوكب الأرض

برحلتك إلى الفضاء، كنت أول رائد فضاء سويسري، لكن كنت أيضا جزءا من سعي عالمي لاكتشاف الفضاء. كيف عشت هذه التجربة كممثل لجنسية وانتماء قُطْري وإنسان أتيحت له فرصة رؤية كوكبه من الفضاء؟

كانت الرحلة المكوكية قصيرة المدة، وكان لنا الكثير من العمل؛ لذا لم يكن لنا وقت كثير للنظر إلى الأرض مثل الذي توفر لمن زاروا محطة الفضاء الدولية وظلّوا بها لمدة ستة أشهر مع عمل أقل في نهاية الأسبوع

أمضت رحلتنا عشرة أيام، وكان ما أشعرني بالرضا أساسا في المهمة، خاصة مهمة “هابل”، أن أقوم بعملي. وقد كان منتظرا منا أن نجري إصلاحات، وكانت المهمة الأولى إصلاحا بصريا كبيرا. والنجاح في إتمام هذه المهمة كان بالنسبة إليّ أكبر رضا

والبقية هي المناظر الجميلة للأرض والنجوم، وكنت منبهرا جدا بليلة النجوم، التي تكون فيها كل المجموعات النجمية، لمدة نصف ساعة، من غروب الشمس إلى شروق الشمس، وهي أمور رأيناها لكن لمدة قصيرة، لأن الوضع كان مكثّفا جدا، وكان هناك وقت قليل جدا للنظر إلى الأرض والنجوم، مما جعله ثمينا جدا؛ ففي محطة الفضاء الدولية يرون هذا كثيرا، وبعد أسابيع يبقى أمرا مثيرا للاهتمام، لكن ليس بالحدة نفسها التي عشناها لأن الوقت كان قصيرا

أساسا، كنا نقوم بكل ما في استطاعتنا لإنجاز المهمة، ثم نقوم بكل ما يمكننا من نظر إلى الأرض والنجوم، وكثيرا ما ذهبنا إلى أسرّتنا متأخرين، علما أنه كان علينا النوم في وقت محدد في مخطط الرحلة، وقائد الرحلة كان يخبرنا بحلول وقت النوم (ضاحكا) لأن علينا العمل غدا، مثل أطفال صغار، لأننا أردنا الاستفادة من هذه المهمة قصيرة المدة للنظر مشدوهين إلى الأرض البديعة والسماء

هل غير النظر إلى كوكبك الأرض من عل رؤيتك للحياة؟

أجل، تعي أن الأرض كوكب صغير وهش، ومعزول كثيرا، لأنه خلال النهار تراها على خلفية سوداء تماما. وترى أيضا الأرض كوحدة، تذهب بسرعة من مكان إلى آخر، كجسم واحد، مثل جسم إنسان. والشعور بأن الأرض واحدة، وكذلك كل سكانها، كان قويا جدا

لماذا لا تستبعد وجود حياة أخرى في مكان آخر من هذا الكون الشاسع؟

حيثما نظرنا نرى الشيء نفسه؛ النجوم، نجوم المجرات، والكثير من الكواكب خارج المجموعة الشمسية، منذ اكتشاف أولها سنة 1995، والآن اكتشفنا حوالي 5000، وكل أسبوع نكتشف المزيد

عندما ننظر حول الشمس نرى الأمور متشابهة كما في المجموعة الشمسية. وعندما نستقرئ ما يوجد في مجرة، ثم نضيف المجرات الأخرى، نعي وجود مليارات ومليارات الكواكب في الكون، ويصعب أن أتصور أن سيرورة تطور الحياة، التي تقع كلما توفرت الظروف المناسبة، قد حدثت فقط على الأرض، لا أستطيع تصور هذا

يا لها من خسارة إذا كانت فقط على كوكب الأرض

بعد زيارتك لمواقع صناعة الطيران بالمغرب وتفاعلك مع باحثين وأكاديميين من البلاد، كيف تقيم وضع هذه الصناعة؟

زرت بعض مواقع صناعات الطيران ورأيت الكثير من العمل جيد الجودة يجريه أناس موهوبون جدا يتقنون عملهم، وأرى إمكانا كبيرا في هذا المجال

واليوم، حضر الأكاديميون وطلبة الدكتوراه أكثر، وكانت لهم أسئلة جيدة، ولا شك في اهتمامهم الكبير بالعلم

أمس، كان مخصصا للهندسة والصناعة أكثر، أما اليوم فللثقافة والعلم، وأرى إمكانا كبيرا في المجالين معا بالمغرب. أحب المغرب، فهو دولة جميلة بسمائها الزرقاء وصحرائها، وأنا أحب الصحاري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى