المزيد

خاتَمُ الأنبياء والمُرْسَلِين

 اصطفى الله عز وجل مِنْ عباده خَلْقًا هم أشرفهم حَسَبَاًً ونسباً، وأرفعهم مقاماً وقدْراً، وأجملهم خَلقاً وخُلقًا، عصَمهم من جميع الرذائل، وكمَّلهم بجميع الفضائل، وفضَّل بعضهم على بعض، قال الله تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ}(البقرة:53)، وجعلهم أمناء على وحْيه، وهادين لخلقه، يُبيِّنون لهم الحق، ويدعونهم إلى التوحيد، كي لا يكون لهم عند الله معذرة، قال الله تعالى: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}النساء:  ، وقال: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} الإسراء.

وخاتَم الأنبياء والرسُل هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}(الأحزاب:40). قال الطبري: “ولكنه رسول الله وخاتم النبيين، الذي خَتَم النبوة فطبع عليها، فلا تُفتح لأحدٍ بعده إلى قيام الساعة

وقال ابن تيمية: “وأما قوله تعالى: {وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} ولم يقل خاتم المرسلين؟ فلأن ختم الرسالة لا يستلزم ختم النبوة، وأما ختم النبوة فيستلزم ختم الرسالة، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: (إنه لا نبي بعدي)، ولم يقل لا رسول بعدي، فعُلم أنه صلى الله عليه وسلم لا رسول بعده ولا نبي، بل هو خاتم النبيين والمرسلين ـ عليهم الصلاة والسلام ـ

وقال القاضي عياض: ” نكفر مَنِ ادَّعى نبوة أحدٍ بعد نبينا صلى الله عليه وسلم، أوْ منِ ادَّعى النبوة لنفسه، أو جوَّز اكتسابها والبلوغ بصفاء القلب إلى مرتبتها.. وكذلك مَنِ ادَّعى منهم أنه يوحَى إليه وإن لم يدَّعِ النبوة، فهؤلاء كلهم كفار مكذبون للنبي صلى الله عليه وسلم، لأنه أخبر صلى الله عليه وسلم أنه خاتم النبيين لا نبي بعده، وأخبر صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى أنه خاتم النبيين

.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى