الأم العارفة … والأم الجاهلة

الأم الصالحة العارفة بوظيفتها تستخدم دائماًَ التعبيرات الرشيقة ، التي تبعث في نفس طفلها مشاعر الخير والرفق والسمو والنعومة 

أما الأم الجاهلة بوظيفتها ، والأم التي لم تتلقَّ ما يؤهلها لأن تكون مربية …هذه الأم التي تستخدم لغة أخرى تُشيع في نفس الطفل معاني الإحباط والدناءة والإنتقام

وهذه بعض الأمثلة التي توضح الفرق بين اللغتين وبين الأُمين
 إذا غضبت الأم الصالحة قالت لأولادها : هداكم الله ..أصلحكم الله ..أما الأم الأخرى ، فتدعو عليهم وتقول : الله يبتليكم بالمصائب

 الأم الصالحة المؤمنة المربية حقاً تقول : المسلم المؤدب يفعل كذا وكذا ؛ حتى يدخل الجنة . أما الأم الأخرى فإنها تهدد وتتوعد ، وتقول : الذي يريد أن يُضرب يفعل كذا وكذا

 إذا أخذ الطفل ما ليس له قالت له الأم الصالحة : هذا ليس لك ، هذا ليس من حقك ..رُّده إلى صاحبه . اما الأم الأخرى فتقول : يا لص ..يا حرامي ..يا سراق
إذا سقط الطفل على الأرض وجاء إلى أمه باكياً فإن الأم الصالحة تقول : قدرًّ الله وما شاء فعل ..في المرة القادمة كن أكثر حذراً ,  أما الم الأخرى فتقول : أَحْسَنْ وتستحق ذلك ..وفي المرة القادمة تنكسر رجلك

لا يمكن لمربية صالحة أن تسمح لنفسها بتحقير طفلها وإهانته من خلال تعييره ببعض عيوبه أو نقائصه ، أو تشبيهه بالمخلوقات الأدنى ، أو أن تقول َ له : ( يا أبله ..يا غبي ..) أو تقول له :  لا يشرفني أنك ابني ، أو أنك لا تصلح لأي شيء

فالطفل يصدق ما نقوله له ، ومن خلاله يشكل صورته عن نفسه

من كتاب  هكذا تكون الأمّهات