المزيد

أضرار الأكياس البلاستيكية على الإنسان والبيئة

تعتمد خامة النايلون في تصنيعها علي حمض الأديبيك، وتدخل هذه الخامة في كثير من الصناعات، وأهمها الأكياس وأغلفة الأطعمة والحقائب. كما تستخدم في تغليف المنتجات بعد الانتهاء من العمليات الصناعية المختلفة حتي يتم الحفاظ علي مستوي المنتج النهائي. وأيضا تدخل صناعة النايلون في صناعة السيارات والمفروشات والسجاد. فيتميز البلاستيك عن غيره من مواد التعبئة الأخرى كالورق أو المنسوجات بقدرته على الصمود في الظروف الجوية المختلفة فلا يصدأ ولا يتآكل، كما أنه رخيص الثمن، ويسهل تشكيله، ولا يحتاج إلي تكنولوجيا إنتاج معقدة، فضلا عن خفة وزنه مما يجعل عمليات نقله غير مكلفة

وأنه رغم المميزات والفوائد العديدة للمواد البلاستيكية، إلا أن المخلفات الناجمة عنها تشكل واحدة من أخطر المشكلات البيئية في العالم، حيث تتميز المخلفات البلاستيكية بقدرتها علي البقاء دون تحلل لفترات زمنية تمتد إلي آلاف السنين كي تتحلل تماما وتمتصها التربة، مما يجعلها تولد وسطا ضارا بالبيئة كتولد البكتريا والميكروبات. حيث إن النايلون بصورة عامة عبارة عن جزيئات طويلة متكررة ومتصلة مع بعضها البعض، فيكون من الصعب تحللها. فهي تحتوي علي مواد هيدروكربونية، وهي أحد منتجات البترول، وتحمل في طياتها بعض العناصر الثقيلة والخطرة التي تسبب أمراضا للإنسان خاصة إذا تعرضت لظروف مناخية شديدة كالحرارة والرطوبة، فضلا عن أنها تشكل خطرا علي الإنسان إذا تم تخزين بعض المواد الغذائية فيها، فقد تسبب بعض أنواع السرطانات

لذلك ينصح بعدم شرب الإنسان الشاي والقهوة في الأكواب البلاستيكية، بل يستعيض عنها بالورقية. كذلك ينبغي عدم تخزين الطعام في أكياس بلاستيك،بل في أوعية مناسبة، وعدم شراء المواد الغذائية، خاصة الساخنة منها كالبيتزا والخبز في أكياس النايلون

كما ثبت أن الاستعمال المتزايد للأكياس البلاستيكية العادية والتخلص منها في القمامة ثم حرقها، ينتج عنه تصاعد العديد من المركبات الكيميائية السامة صعبة التحلل، وأخطرها مادة الديوكسين المحرمة دوليا، والتي أثبتت الدراسات وجود علاقة قوية بينها وبين السرطانات المختلفة، وكذلك العديد من أمراض الجهاز التنفسي. فضلا عن أنها تصنع من بتروكيماويات تضر بالتربة وبالماء وبالكائنات الحية علي حد سواء. حيث يمكن لها أن تتفاعل مع بعض العناصر الكيميائية خاصة في مدافن النفايات، وتتسرب هذه المركبات إلي المياه الجوفية وتسبب مشاكل في البيئة المحيطة بها

كما يمكن لها أن تكون سببا في تسمم ونفوق بعض الحيوانات كالماعز والأبقار، حيث إنها لا تتحلل فتتسبب في سوء الهضم لدي الحيوانات ونحولها، وبذلك تموت سريعا

وكذلك تبين خطورة الأكياس البلاستيكية علي البيئة البحرية كخطورتها علي اليابسة، حيث تشكل خطرا علي البيئة البحرية، فتلتف حول الشعاب المرجانية، مما يحرمهامن ضوء الشمس ومن التيارات المائية المتجددة الداخلة والخارجة منها وإليها والتي تحمل لها الطعام والأكسجين، الأمر الذي يؤدي إلي موتها. كما وجد أن 100 ألف حيوان بحري يموت سنويا نتيجة لابتلاع الأكياس البلاستيكية. أما النباتات فيقل تبادل الغازات فيها نتيجة لغطائها بالأكياس

لذلك طالب البيئيون الناس برفض الأكياس البلاستيكية أثناء تسوقهم في المتاجر والأسواق، وذلك حفاظا علي البيئة من هذه الأكياس التي انتشرت بشكل كبير في أنحاء العالم، فتستخدم كندا 5.5 مليون كيس يوميا، وبعملية حسابية يمكن تقدير أن ألف مليار من هذه الأكياس البلاستيكية يتم توزيعها يوميا عبر العالم

وقد أوقف أحد أعضاء جمعية الكيميائيين استخدام هذه الأكياس أكثر من مرة عن طريق ورش عمل وتصريحات ومقالات، إلا أن الآذان لم تصغ له

ومع قلة الوعي البيئي، وانعدام مفهوم المحافظة علي البيئة – زاد استهلاك الأكياس البلاستيكية التي تؤثر سلبيا علي البيئة. كما أدى ذلك إلي تقليص موارد البترول، حيث إن المواد الأولية المستخدمة في صناعة الأكياس البلاستيكية من مشتقات البترول

لذلك يجب عدم رمي الأكياس، والعمل علي إعادة استخدامها، والأفضل من ذلك استخدام الأكياس الصديقة للبيئة، تلك التي تتحلل بسهولة كالمنتجة من القماش والورق كحلول بديلة،، وبذلك يمكن استخدامها سنوات طويلة، كما يجب صنع أكياس بلاستيكية قابلة للتحلل علي أساس أنه عندما يتم وضعها في الظروف الجوية العادية خلال فترة زمنية تتراوح بين أربعة إلي ستة أشهر، فإنها تتحلل إلي ماء وغاز. وقد بدأت بعض الدول كبريطانيا وإيطاليا والصين بصنع مواد بلاستيكية قابلة للتحلل كالفلين

كما يجب تقليل استخدام الأكياس البلاستيكية، وذلك بتقليص إنتاجها، وبالتالي تخفيض إيذائها بالبيئة. وكذلك يمكن فرض ضريبة علي الأكياس ، وبموجب هذه الطريقة يدفع المستهلك ضريبة عن كل كيس يأخذه، وتتحول أموال الضريبة إلي صندوق خاص بعلاج مكاره الأكياس. أو منع توزيع الأكياس، فقد منعت مدينة بومباي ومدينة دلهي في الهند أي استخدام لأكياس البلاستيك لمنع التلوث وتفادي سد مجاري الصرف الصحي، وفرضت بنغلادش وتايوان نفس الأمر. بالإضافة إلي أنه يمكن عمل مشاريع توعوية تثقيفية لتوضيح خطورة المشكلة، وتجهيز بنية تحتية مناسبة لحل المشكلة، ووضع آليات تحفيز سلبية وإيجابية، إضافة إلي وضع أدوات تشريعية مناسبة، فيمكن استخدام أسلوب الترغيب والترهيب ممثلا في منح المنتجات المعاد تدويرها إعفاءات ضريبية للتشجيع علي عمليات التدوير، وفي الجهة المقابلة يتم فرض ضريبة علي الأكياس البلاستيكية عند شرائها، وذلك لتقليص استهلاكها وتشجيع استخدام البدائل. فقد قامت سلطات مدينة هونج كونج التي تعاني من نقص شديد في مواقع النفايات بحملة تثقيف منعت من خلالها توزيع الأكياس علي المحلات التجارية، إلي جانب جمع الأكياس هدفا بإعادة تدويرها

د. سعدية عمر خليل إبراهيم

http://www.paaet.edu.kw

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى