المزيد

المرحلة الثانية من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

ترأس جلالة الملك يوم السبت 4 يونيو 2011 بجرادة مراسم تقديم المرحلة الثانية من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتي رصد لها غلاف مالي إجمالي بقيمة 17 مليار درهم، سيتم توزيع اعتماداته على برامج خمسة، كما أن المرحلة الجديدة  تقوم على توسيع مجال عمل المبادرة لكي يشمل 701 جماعة قروية، بالإضافة إلى 530 حيا حضريا مهمشا تابعا للمدن والمراكز الحضرية

ومن مستجدات المرحلة الثانية أيضا، أنها تروم توسيع الاستفادة لتشمل أيضا المصابين بداء السيدا والمدمنين الذين لا موارد لهم

لقد مثلت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية منجزا مغربيا حضي بكثير من التنويه وطنيا ودوليا، وحقق العديد من الايجابيات، لكن مع ذلك فقد  لحقت مسلسلاته التنفيذية اختلالات وتجليات قصور، ما يجعل المرحلة الثانية مناسبة لتصحيح ذلك، وللانتقال بهذا المشروع المجتمعي إلى  الدينامية التنموية المرجوة

إن قوة المبادرة تكمن في فلسفتها القائمة على ممارسة مشاركاتية تجعل الساكنة، وخصوصا الفئات المستهدفة، فاعلا ومساهما في التفكير والتخطيط والانجاز والتنفيذ والمتابعة، وهنا بالذات تكمن أكبر نواقص المبادرة، وبالتالي أهم تحديات المرحلة الثانية، أي تقوية مشاركة الناس، والتقليل ما أمكن من دور السلطات الترابية في العمالات والأقاليم، ومن ثم جعل الساكنة تتملك مشاريع وبرامج المبادرة وتسهر على إنجاحها من دون (سلطوية) تؤدي أحيانا إلى إعادة إنتاج أساليب التكلس والجمود التي سئمها المواطنون

وبناء على ما سبق، فان المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ستنجح بمقدار النجاح في تخفيف المنظومات البيروقراطية في الأداء، وبمستوى السرعة في جعل الناس يلمسون مرد ودية المشاريع وأثرها الايجابي على حياتهم اليومية وعلى مستقبلهم

المبادرة أيضا ملزمة بتطوير المشاريع المدرة للدخل، والتي بإمكانها جعل الناس تحس بتغير في حياتها وفي نمط عيشها، وتلمس نجاحها في تأمين عيشها ومستقبلها، بالإضافة إلى أهمية التفكير في تطوير أنشطة ذات مردودية لفائدة مناطق ودواوير، ما يوسع الاستفادة ويضمن ديمومة واستمرارية الأثر الايجابي للمشاريع على نسبة أكبر من الساكنة، ويساهم في تعزيز الحركية الاقتصادية المحلية

المبادرة يجب أن تلتصق إذن بهدفيتها الاجتماعية والتنموية وتبعد عنها كل نزوع نحو البيروقراطية والتكلس السلطوي، وان السياق اليوم يجعل مشروعا ضخما كهذا ذا راهنية، والمرحلة الثانية اليوم تعتبر فرصة سانحة لمعالجة الاعوجاجات وإعادة استحضار فلسفة البداية، وإعلاء المقاربة المشاركاتية، بغاية الانتقال بالمبادرة إلى مستوى الورش الوطني الشعبي القادر على تعبئة الناس وتحفيزهم للمساهمة المباشرة في صنع مستقبلهم، والانخراط في معركة التنمية الاجتماعية والاقتصادية

محتات الرقاص

http://bayanealyaoume.press.ma/index.php?option=com_content&view=article&id=17091:2011-06-07-11-09-13&catid=78:2010-03-30-15-57-28&Itemid=161

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى