المزيد

يوم “العيد الصغير” في مناطق سوس .. صلاة وتبادل زيارات وأشياء أخرى

يوم "العيد الصغير" في مناطق سوس .. صلاة وتبادل زيارات وأشياء أخرى

عادت كل مظاهر الاحتفال بعيد الفطر إلى سابق عهدها في مناطق سوس، فعادت معها مختلف الطقوس والعادات المرافقة لهذه المناسبة الدينية، وذلك بعد انحسار وباء كورونا وتخفيف القيود التي فرضتها الدولة لمنع تفشي الفيروس، وهي القيود التي منعت، ولعامين متتاليين، إحياء طقوس متجذرة مرتبطة بهذا الموعد الاحتفالي الديني

عيد الفطر، أو “العيد الصغير” كما يطلق عليه في أغلب مناطق المغرب، على اعتبار تسمية عيد الأضحى “العيد الكبير”، لا يختلف الاحتفال به في مناطق سوس عن باقي الربوع المغربية، إذ تشترك هذه المناطق كلها في مظاهر احتفالية تكاد تكون موحدة، أبرزها حضور اللباس التقليدي خلال هذا اليوم، فضلا عن أنواع من المأكولات التي تؤثث المائدة يوم العيد

عادت الحياة إلى طبيعتها بعد تحسن الوضع الوبائي المرتبط بجائحة كورونا، تحسن أرخى بظلاله على الاستعدادات لاستقبال عيد الفطر، إذ شهدت مختلف أسواق سوس رواجا تجاريا منقطع النظير، فكان الإقبال فيها على الملابس والأزياء التقليدية، كما استعادت حرف عافيتها بعد ركود دام سنتين، كالخياطة التقليدية وصنع الحلويات

محمد المودن، فاعل جمعوي، اعتبر ضمن تصريح لهسبريس أن “عيد الفطر بسوس تسبقه استعدادات قبلية، تمتد على طول العشر الأواخر من رمضان أو حتى قبل ذلك، حيث تحرص الأسر على توفير الألبسة التقليدية المعروفة، سواء بالنسبة إلى الرجال أو النساء أو الأطفال؛ ويوازي ذلك تحضير الحلويات أو اقتناؤها من المحلات المتخصصة، دون إغفال ترتيب البيت وتنظيفه مع الأثاث تنظيفا كاملا استعدادا لاستقبال الضيوف

وتابع المتحدث ذاته بأن “عيد الفطر في سوس له طقوس لا تختلف كثيرا عن نظيرتها في باقي مناطق المغرب، إذ مع الصباح الباكر تجتمع الأسرة على الفطور الذي تتميز مائدته بأنواع خاصة من المأكولات والحلويات؛ ففي البوادي السوسية مثلا لا بد أن يحضر خبز تفرنوت والسمن و’الزبدة البلدية’ والأركان وزيت الزيتون وغير ذلك

“بعد الفطور، يتهيأ الأطفال والرجال بارتداء اللباس التقليدي من أجل التوجه إلى المصلى، حيث يجتمع المصلون لأداء صلاة العيد، التي تنتهي بتبادل التهاني بهذه المناسبة الدينية. كما يكون الجمع فرصة للتداول حول بعض القضايا التي تهم القبيلة أو المسجد. يحدث هذا غالبا في البوادي والقرى، قبل الانتقال إلى المسجد لإحياء طقس غذائي يدعى ‘أمغرا’، حيث توفر كل أسرة خبزا ومختلف أنواع الزيوت والسمن والزبدة”، يورد محمد المودن

ومن الجوانب المتميزة ضمن طقوس عيد الفطر بسوس كونه مناسبة يقصد فيها أبناء البوادي والقرى المغتربون بالمدن المغربية مسقط رأسهم، فتتجدد أواصر اللقاء بذويهم وبأهل البلدة بعد طول غياب. وحضور هؤلاء يضفي على الاحتفالية الدينية أبعادا اجتماعية أخرى؛ تبادل زيارات بين أهل البلدة وجلسات شاي تستمر طيلة اليوم

وفي هذا السياق، يقول الفاعل الجمعوي محمد المودن: “يحرص أهل سوس على قضاء العيد وسط أجواء البهجة وتبادل التهاني، والاستمتاع بعطلة عائلية خاصة، وسط الأهل والأقارب، بعيدا عن ضغوط المعيش والانشغال اليومي والتخلص من ظروف العمل وغير ذلك. ولا يحلو ذلك إلا بموائد مزينة بألذ المأكولات والحلويات المعدة خصيصا لهذه المناسبة الدينية

هو إذن موعد ديني يلي شهر الصيام، ولا تختلف كثيرا مظاهر الاحتفال به في مناطق سوس عن باقي مناطق المغرب؛ يتزين الجميع بأزياء تقليدية، وتتفنن النساء في إعداد أشكال وأنواع مختلفة من الحلويات والمأكولات، وتستقبل الأسرة الضيوف من العائلة والجيران والأصدقاء لتبادل التهاني، لينتهي يوم العيد وتمتد بعض المظاهر الاحتفالية إلى اليوم الثاني، قبل أن ينخرط الجميع في دوامة المعيش والانشغال اليومي، في انتظار الموعد الديني القريب، عيد الأضحى، الذي له طقوسه الخاصة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى