من الجدير بالذكر أن المحور الذي تترابط من حوله جميع قبائل دادس – الأوسط بالتحديد – هو وادي دادس ، أو أسيف – ن- دادس إدا صح التعبير . إذ هو الإسم الذي اشتهر به مند القدم
ويقع وادي دادس على السفوح الجنوبية لسلسلة جبال الأطلس الكبير ، وتحيط به جبال الأطلس الكبير – الأوسط – من جهة الشمال والغرب ، وجبل صاغرو من جهة الجنوب والشرق . ويأخذ وادي دادس منبعه من الأطلس الكبير ويعتبر الرافد الأساسي لوادي درعة ، كما تكمن أهميته في استفادته من المياه الدائمة التدفق لرافد وادي أمكون
ويتجلى الموقع الإستراتيجي لدادس في كونه مجالا لإتصال وعبور بين عدة مناطق جغرافية مهمة ، مثل تودغة وتافيلالت شرقا ، ودرعة من الجنوب ، وسوس من الغرب ، ثم الأطلس الكبير شمالا . ويعتبر منطقة التقاء بين لهجتين أمازيغيتين رئيسيتين هما : تمازيغت وتاشلحييت
ويأتي البحث في البناء القبلي المتوارث بدادس ، في أهمية المجال الجغرافي ، الإستراتيجي ، والتاريخي الذي نجد من الضروري الإدلاءبلمحة موجزة عنه ، وذلك بدءا بالشمال الشرقي نحو الجنوب الغربي . ففي أعالي وادي دادس تتمركز قبائل أيت عطا–حاليا ، ومن بعدها قبائل أيت توخسين ، ثم أيت سدرات نيغيل – أيت سدرات الجبلية ، التي تتمركز على مشارف مركز بومالن دادس الحالي . وتتبعها مباشرة قبائل أشراحيل التي يوجد بومان دادس على أراضيها ، ثم نجد أيضا قبائل دادس ، والتي تتكون من قسمين رئيسيين وهما : فخدة أيت حمو ، وفخدة إورتكيين ، وتحتل هاتين الأخيرتين الجزء الأكبر من مجال دادس الأوسط ، أي قرب مجال أيت سدرات . ويوجد مجال أيت سدرات نواسيف ( الذي يتسع فيه المحاط الزراعي ، مقارنة مع ما سبق من القبائل ) . ثم أيت سدرات الجبلية ( التي أطلق عليها إسم أيت سدرات السهل حاليا ) ، ويقيم بها الجزء المسمى بأيت أربعمائة ، إذ يمتد مجالهم إلى مشارف تراب أيت إحيا ، بالقرب من وادي أمكون قريبا من نقطة إلتقائه بوادي دادس
وعلى ذكر أسيف أمكون فإن قبائل إمكون بفروعها الثلاثة : أيت واسيف ، أيت حمد أيت مراو –-تستوطنه من العالية إلى جنوب مركز قلعة امكونة ببضع كيلومترات ، أي قبل أن يصب في وادي دادس بتراب أيت يحيا السدراتيين، قريبا من قصر تيزي على الضفة اليمنى، وقصر علقمت على الضفة اليسرى لوادي دادس . أما سافلة وادي دادس فتقطنها تباعا قبائل أيت سكريالمغرانية ، وقبائل بني معقل بسكورة. وأخيرا قبائل أيت بودلال الدين غمرت مياه المنصور الذهبي أراضيهم ، وثم إسكانهم بإدلسان بين سكورة وورزازات
بقلم حسن بدر – تمازيرت
menarapress.com