تمكن فريق مشترك من الباحثين في علوم الآثار، يضم بولنديين ومغاربة، من اكتشاف برج مراقبة عسكري يعود إلى الحقبة الرومانية في الموقع الأثري وليلي، وفق ما أعلنه، الجمعة، المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث.
وأوضح المعهد أن هذا الاكتشاف جاء إثر أعمال تنقيب همت، خلال الفترة الممتدة من 18 أبريل إلى 3 ماي من السنة الجارية، ممر زكوطة شمال مدينة وليلي الأثرية، مبرزا أن هذا البرج يعد الثاني من نوعه الذي يتم الكشف عنه بالمغرب حتى الآن.
وحسب المصدر ذاته، فإن أعمال التنقيب في الموقع المذكور، التي تأتي في إطار مشروع حدود ولاية “موريطانيا الطنجية”، قاده، من الجانب المغربي، فدوى بنجعفر، الأستاذة بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث (مديرة البعثة المغربية)، وزميلها عمار أكراز، الأستاذ الباحث بالمعهد ذاته.
فيما قاد فريق البعثة البولندية رادوسلاف كاراسيفيتش شتشيبيورسكي (مدير البعثة)، وماسيج تشابسكي، الأستاذان بمركز البحر الأبيض المتوسط لعلم الآثار التابع لجامعة وارسو.
وفي تصريح لهسبريس، أوضحت فدوى بنجعفر، المسؤولة عن فريق البحث المغربي، أن هذا الاكتشاف يدخل في إطار مشروع بحث يهم أساسا دراسة حدود ولاية “موريطانيا الطنجية” بين القرنين الأول والثالث ميلادي، مشيرة إلى أن أعمال التنقيب، التي كشفت عن هياكل وأسوار برج المراقبة العسكري الروماني، مكنت من دراسة تصميمه الهندسي.
وأضافت بنجعفر أن أعمال التنقيب مكنت، أيضا، من الكشف في الموقع الأثري ذاته عن قطع من معدات الجيش ورماح عسكرية وبقايا خزفية من العصر الروماني، قالت إنها لقى تكتسي، بدورها، قيمة تاريخية.
وأشارت إلى أن دراسة البرج المكتشف أظهرت أنه كان مرتبطا بمعسكر عين الشكور داخل نظام عسكري روماني معقد يتكون من أبراج مراقبة ومعسكرات لحماية الولاية الرومانية وكذا مدينة وليلي من تهديدات الشرق.
وأبرزت أن الفريق المشترك من علماء الآثار البولنديين والمغاربة يشتغل على مشروع “حدود ولاية موريطانيا الطنجية” منذ سنة 2021، وهو المشروع الذي مكن من الكشف لأول مرة، سنة 2022، بموقع “بلا الملالي” قرب وليلي عن أساسات وبقايا جدران برج مراقبة عسكري روماني وقسم من درجه الداخلي وأرصفة تحيط بهيكل البرج، فضلا عن بقايا معدات عسكرية تعود إلى الجيش الروماني.
هسبريس