المزيد

سكورة.. جوهرة خارج المسار السياحي للمغاربة

بستان نخيل سكورة.. جوهرة خارج المسار السياحي للمغاربة

للوهلة الأولى تظهر قرية صغيرة وحيدة على الطريق الرابطة بين مدينتي مراكش وورزازات، لكن المنظر المتواضع لقرية سكورة يخفي وراءه بساتين من النخيل تظل العشرات من القصبات يرجع تاريخها إلى القرن الثاني عشر ميلادي

الاستيقاظ عند الفجر، تناول شريحة من الخبز الساخن مع زيت الزيتون، التمتع بأشعة الشمس الأولى ونحن نسير بين أشجار الزيتون، نصغي إلى محادثات الفلاحين و المزارعين، وبجانب أشجار الزيتون تظهر لك فسحة لا نهاية لها من أشجار النخيل، والقمم الثلجية لجبال الأطلس تحرس المشهد. إننا في بستان نخيل سكورة، جوهرة خارج المسار السياحي للمغاربة

المسافرون الذين يزورون جنوب المغرب من مراكش نحو وادي درعة يتوقفون بورزازات من أجل قضاء الليلة هناك جاهلين قرية سكورة، فهي للنظرة الأولى تدعوك لإكمال طريقك، لكن مظهرها يخفي بداخلها كنزا لا يوصف. فعلى بعد عشرة كيلومترات من الكثبان الرملية تصادفك واحة زرعت خلال القرن الثاني عشر الميلادي من طرف السلطان الموحدي يعقوب المنصور و تتألف من 700.000 أشجار النخيل و عدد لا متناهي من القصبات تعلوها أبراج دفاعية تشبه الحصون في العصور الوسطى على الرغم من ان معظمها شيد في القرن التاسع عشر، حيث تسكنها حاليا قبائل أمازيغية الأصل

ومن أشهر هذه القصبات توحد قصبة أمريديل و التي يعود تاريخ إنشائها إلى القرن السابع عشر و تعتبر من اهم المنشآت العمرانية المتواجدة بواحة سكورة، وتتميز بأبراجها المزخرفة بالطوب و المبنية بالطين

وتتكون قصبة أمريديل من ثمانية منازل مرتبة على جانبي الممر الأوسط و تشكل واجهاتها بنية دفاعية و تمت إضافة أبراج مراقبة في زوايا و جدران القصبة، و مع بداية القرن العشرين قامت إحدى الأسر بإضافة رياض و صالة للضيوف داخلها

بالإضافة إلى قصبة أمريديل، توجد قصبة أيت عبو في الجزء الشمالي من أشجار النخيل بالقرب من ضيعة تُجُنال، بنيت هذه القصبة في العقود الأولى من القرن التاسع عشر و تمت إضافة وحدات جديدة داخلها لاحقا. البعد عن مركز الواحات و عن المناطق الأكثر زيارة بسكورة جعل من قصبة أيت عبو و ضواحيها أفضل الأماكن من أجل قضاء الوقت في المشي بين أشجار النخيل و الانصات لتغريدات الطيور

بواحات جنوب المغرب، تلعب النخلة الدور الأساسي في توفير الظل و الغذاء بفضل ثمارها. لكن مرض البيوض الذي هاجم نخيل التمور بالجنوب المغربي هدد واحات المنطقة مما جعل الحكومة المغربيةتتجند لإيقاف هذا الداء الفتاك عن طريق تطويق النخل المصاب و غرس أكبر عدد ممكن من النخيل

هسبريس – إيلمُونْدُو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى