المزيد

قرأت لكم : رجاء لا تلعبوا بالنار، لأننا سنحترق جميعا

طالب بعض الناشطين في المجال الحقوقي ، علانية ، بإلغاء الفصل 490 من القانون الجنائي الذي يجرم العلاقات الجنسية القائمة بين الرجل و المرأة خارج مؤسسة الزواج ، داعين إلى فتح المجال إلى ما أسموه ‘ الحرية الجنسية ‘ أي الإعتراف القانوني بالعلاقات الجنسية الغير الشرعية خارج بيت الزوجية ، و ذلك خلال ندوة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالرباط
مثل هذه المطالب ، التي هي في جميع الأحوال مطالب أقلية تشعر بأنها ‘ تحررت ‘ من ثقافة المجتمع الذي تعيش فيه ، هي لعب بالنار في مجتمع مسلم لا يعترف بما يحصل من إنحرافات أخلاقية فيه بالرغم من وجودها ، لأن الاعتراف بها شيء و وجودها بغير رضى المجتمع شيء آخر 
كم واهمون أمثال هؤلاء العلمانيين الذين يعتقدون أنهم يسدون خدمات جليلة ل ‘ التيار الحداثي في المغرب ‘ ، و الحقيقة أنهم يخدمون التطرف الديني في أوضح صوره ، لأن التطرف لا ينتج إلا التطرف
مشكلة هذه الفئة من العلمانيين أنها تريد أن تحول قيم المجتمع إلى ورقة الحسابات السياسية ، و هي بذلك تسعى إلى إشعال نار الفتنة من غير أن تدرك ذلك ، أو أنها تدرك و لكنها تفعل ذلك بدعوى ‘ تحريك النقاش ‘ ، مع أن هذا ليس نقاشا في الأصل ؛ فمواجهة حكومة يقودها حزب مصنف كحزب إسلامي ، هي في الحقيقة ، مواجهة للمجتمع كله و ليس للحكومة بمفردها ، لأن القيم التي يمسون بها هي قيم المجتمع المغربي قبل أن تولد الأحزاب و قبل أن يولد حزب إسمه العدالة و التنمية
إنه نوع من الإنفلات الفكري و الثقافي لدى نخبة معينة في بلادنا ، أصبح شغلها الشاغل هو المساس بكل ما يتعلق بالقيم الدينية و الأخلاقية في المجتمع .. و هذا  الإنفلات الفكري و الثقافي يشي بجهل كبير بواقع المجتمع المغربي ، و لأن الأمر كذلك فإن هذه الفئة العلمانية تتحرك بمفهوم ملغوم للحرية بهدف الإصطدام بحكومة يقودها الإسلاميون لتفادي الإصطدام بالنظام الملكي الذي يستمد شرعيته من الإسلام
رجاء لا تلعبوا بالنار ، لأننا سنحترق جميعا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى