المزيد

والكاظمين الغيظ‏ ‏والعافين عن الناس‏ والله يحب المحسنين

كظم الغيط .. كيف يكون؟
الإنسان بطبعه يحب الخلطة ويكره العزلة ويفرُ منها، فالإنسان لا يعيش وحده بل يعيش وسط المجتمع، والإسلام يُقر الإنسان على هذا المبدأ ويدعو إليه، لكن الذي يخالط الناس لا يسلم من أذاهُم، فعلى الإنسان أن يتحلى بمكارم الأخلاق في معاشرته للناس، ومخالطته لهم، وأهم من ذلك أن يتعلم أن يكظمَ غيظه،وكظم الغيظ معناه: دفن ثورة الغضب، فإذا ثارت ثائرة الغضب فعلى الإنسان أن يقتل هذه الثورة وأن يدفنها في نفسه وهذا هو معنى كظم الغيظ
النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول

المسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم
أخرجه “الترمذي” في سننه
فالذي يُخالط الناس ويُعاشر الناس لابد أن يوطن نفسه على الصبر، والاحتمال، وكظم الغيظ، والنبي  صلى الله عليه وسلم
قال له رجل: يا رسول الله أوصني. قال: “لا تغضب”. قال: زدنى. قال: “لا تغضب”. قال: زدنى. قال: “لا تغضب”. فقال الرجل: ففكرت في وصية رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإذا الشر كله كامن في الغضب، ورأيت الرجل إذا غضب لعِبت به الشياطين
ولذلك قال عليه الصلاة والسلام

ليس الشديد بالصرعة، ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب
فإذا أغضبك زيد من الناس فوطن نفسك عل الصبر وكظم الغيظ، ولا ترد عليه، وكن كما قال الله تبارك وتعالى
وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا
سورة “الفرقان” الآية 63
وقال تعالى
وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ
سورة “القصص”الآية 55

(والكاظمين الغيظ‏ ‏والعافين عن الناس‏ والله يحب المحسنين)
‏[‏آل عمران‏:‏ 134‏]‏

فإذا أغضبك أخوك في العمل أو في الشارع أو في أي مكان، وانتصرت على نفسك، وكظمت غيظك، ولم ترد عليه ولم تجزه السيئة بالسيئة، فيجب عليك بعد أن تعود إلى بيتك أن تتوضأ، وتصلى ركعتين و تستغفر الله سبحانه وتعالى لمن أساء إليك، وتدعو له بظهر الغيب، حتى يسلم صدرك من الحقد والحسد الذي إذ لم تعف عمن أساء إليك ملأ قلبك

فالله سبحانه وتعالى يُحب العافين عن الناس ففي الحديث عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن “عائشة” ـ رضى الله عنها ـ قالت له
يا رسول الله إذا علمت أي ليلة هي ليلة القدر فماذا أقول قال قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فأعفُ عنى اللهم إنك عفو تحب العفو فأعفُ عنى
أخرجه  لترمذي

منقول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى