المزيد

الروماتيزم .. فهم خاطئ في العلاج ودواعٍ هامة للتشخيص المبكر

الروماتيزم .. فهم خاطئ في العلاج ودواعٍ هامة للتشخيص المبكر

رغم أن أمراض الجهاز الحركي، التي غالباً ما تصيب العظام والمفاصل، تعرف انتشاراً واسعاً في صفوف المواطنين، إلا أن النظرة السائدة لعلاجها تبقى كلاسيكية وتقليدية، تدفع هؤلاء المرضى إلى التعايش مع تلك الأمراض طيلة حياتهم، ما قد يتسبب في تشوهات غير منتظرة.

الروماتیزم، أبرز تلك الأمراض التي تصیب الجهاز الحركي، الذي یشمل العظام والمفاصل والعمود الفقري والعضلات، حيث يشير الدكتور صلاح الدين المعروفي، رئيس الجمعية المغربية لأمراض الروماتيزم، إلى أنه من الخطأ الاعتقاد أن سبب الروماتیزم هو البرد والرطوبة، مشددا على ضرورة التفريق بين الروماتیزم الغضروفي أو مرض المفاصل التنكسي ، وهو الأكثر انتشارا ویصیب بصفة خاصة فقرات العنق وأسفل الظهر كما یصیب أصابع الیدین والركبتین ومفصلي الفخذ، وبين الروماتيزم الالتهابي

وتضم هذه المجموعة أمراضاً كثیرة، يبقى الجامع بينها، وفق المتحدث، هو حدوث التهاب في غشاء المفصل ما یؤدي إلى انتفاخها وتورمها، وتبقى أهم الأمراض في هذه المجموعة مرض الروماتوید (الالتهاب المفاصل الروماتیزمي) ، أما الروماتیزم الجرثومي فينتج عن إصابة المفاصل أو العظام ببعض الجراثیم مما یؤدي إلى التهابها و تقیحها، وإلى إتلاف سریع لمكوناتها

ويرى المعروفي أن هذا الروماتیزم یستوجب التشخیص السریع والعلاج المبكر لأجل تفادي مضاعفاته، “لا ننسى الروماتیزم الناتج عن خلل في التعامل مع التغذیة ونذكر منها ترسب حامض البولیك ، ومن الأمراض الروماتيزمية الأخرى “هشاشة العظام” التي تصيب خاصة النساء وتعرضها للكسور

بعد الاستفسار والفحص الدقيق، يطلب الطبيب بعض الفحوصات المختبریة في الدم أو في البول أو بتحلیل السائل المفصلي، يضيف المتحدث في تصريح لهسبريس، كما یعتمد على الفحص بالأشعة السینیة والفحص بالصدى؛ وفي حالات خاصة یرتكز على السكانیر والفحص بالرنین المغناطیسي. ولتشخیص هشاشة العظام فإنه یلجأ إلى قیاس الكتلة العظمیة

وعلاقة بالأسلحة التي يستعملها طبیب الروماتیزم للعلاج، نجد الأدویة المعالجة للألم والالتهاب كالأدوية المسكنة للألم والأدویة المضادة للالتهاب سواء الخالية أو المحتویة على الكورتیزون، وهي عقاقیر “جد فعالة” بحیث یشعر المریض بعد تناولها” براحة كبیرة إلا أن لها أعراض جانبیة محتملة لذا يجب أن نستعملها تحت المراقبة الطبیة الدقیقة

ويضيف الدكتور أن الأدویة المعالجة لأسباب المرض نجد في الروماتیزم الالتهاب صنف یدعى “الأدویة المخمدة” لمسار المرض، وهي أدویة یظهر نفعها بعد بضعة أسابیع، “كما أن هناك عقاقیر تدعى بالعلاجات الحیویة ویمكن أن نعتبرها من الناحیة العلمیة ثورة في علاج بعض أمراض الروماتیزم الالتهابي، لأنها تمكن في بعض الحالات من القضاء على المرض

العلاج الطبیعي أو الفیزیائي، حسب الدكتور، فيستعمل التدفئة والتبرید كما یستعمل التدلیك وبعض الآلات مثل الأشعة تحت الحمراء والذبذبات فوق الصوتیة، واللیزر والعلاج المغناطیسي وغیرها، كما یرتكز على ترویض الجهاز الحركي وتأهيل بعض أعضاء الجسم المصابة إلى استعادة وظيفتها

أما الوسائل الوقائیة لأمراض الروماتیزم، فتبقى عامة تساعد جمیع الناس على تقویة الجهاز الحركي والمحافظة علیه، كالالتزام بالقواعد السلیمة للصحة العامة ومن بینها التغذیة المتوازنة من حیث السكریات والذهنيات والبروتینات والكالسیوم والفیتامینات، إلى جانب تجنب بعض الأمور الضارة كالتدخین و الكحول، “كما يجب أن لا نغفل التعاطي للریاضة بصفة منتظمة”، يضيف صلاح الدين المعروفي

ومن المفاهيم الخاطئة حول أمراض الروماتیزم، يضيف الدكتور، ربط أمراض الروماتیزم بالبرد والرطوبة؛ “الروماتیزم یرتبط بعدة أسباب قد یفوق عددها المائتین”، موضحا أنه في حالة انتفاخ المفصل بالسائل المفصلي یعتقد الكثیر أن إزالة هذا السائل مضرة “والحقیقة عكس ذلك

كما أن اعتقاد الناس بأن مرض “بوزلوم” لیس من اختصاص الطبیب، هو خاطئ وفق تصريح المعروفي، الذي تابع بالقول إن هذا الأمر یدفعهم للعزوف عن زیارة الطبیب ودواءه واللجوء إلى بعض العلاجات غیر العلمیة، “الحقیقة أن بوزلوم هو من الأمراض التي تدخل في اختصاص طبیب الروماتیزم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى